Al-Quds Al-Arabi

«دايلي تلغراف»: في مخيم الهول أيتام تنظيم «الدولة» يعيشون كابوساً وخلايا نائمة تقتل المتعاونين و«المخالفين للدين»

-

نشــرت صحيفة «دايلــي تلغراف» تقريــراً أعده مراســلها كامبــل ماكديرميد عن الأوضــاع في مخيم الهــول الذي وضع فيــه أنصار تنظيم الدولة شــمال شرقي ســوريا. وقال إنه «مقفر وعدائي وخطير جداً والأمن يتدهور».

وعندمــا زار الصحافي المخيم يوم الإثنين عثر على جثة رجل عراقي فــي داخله هي الجريمة رقم 40 التي حدثت هذا العام. وينتشر الخوف في المخيم ولا توجد إلا قلة مســتعدة للحديث مع الصحافيــن الغربيين، ويلقــي الأطفال الحجارة على الــزوار، وقال الحرس إنهم تعرضوا للهجوم وقتل أحدهم. وقال رجل سوري يعيش في المخيم «لا أمــن هنا والكل خائف». ويعيش في المخيم أكبر تجمع لأنصــار تنظيم الدولة «داعش» وأعضائه ولا يوجد ما يشبهه في مكان آخر.

وهــم كما يقــول الصحافــي يمثلــون العناصر الموالية جدا للتنظيم المتطرف الذي سيطرت خلافته القصيــرة على أجــزاء من العراق وســوريا قبل أن ينتهــي على ضفاف الفــرات تحت ضغــط الغارات الأمريكية والــدول المتحالفة معهــا، وكانت المعركة الأخيرة التي أنهت وجود التنظيم قد حدثت في بلدة الباغوز عام 2019.

وبعــد عامين من نهاية الحــرب لا يزال حوالي 61 ألف شــخص في المخيم ويعيشــون أوضاعاً مزرية. وتقترح جرائم القتل في مخيــم الهول أن هناك 341 جريمة قتل لكل 100.000 شخص، وهو رقم أعلى من أي مدينة تعيش حالة حرب.

ورغــم المخاطر التــي تواجه الســكان ومعظمهم من الأطفال إلا أن قلة مــن الحكومات الأجنبية قامت باســتعادة مواطنيهــا. وتم الإفــراج عــن عدد من السوريين في الأشهر الأخيرة ضمن مصالحات قبلية وهرب عدد غير معروف من المقيمين في المخيم.

وتحرس قوات ســوريا الديمقراطي­ــة ومعظمها من الأكراد محيط المخيــم، حيث يعترف الحرس بأن خلايا تنظيــم الدولة تمارس تأثيــراً مهماً في مخيم الهول. وقال جابــر مصطفى، رئيس العلاقات العامة في المخيم، إن المتشــددي­ن يديرون محاكم شــرعية ســرية لمحاكمة من يرون أنهم خارجون عن الدين أو يتجسســون لصالح الحرس. وعندما يصدر الحكم تقوم فرقــة قتل ليليــة بتنفيذ الحكــم داخل خيمة باســتخدام مسدســات كاتمة للصــوت، ويتم ذبح البعض. وفي حالة أخرى تم إعــدام رجل عراقي في الســاحة العامة في كانــون الثانــي/ يناير. وتقوم

فرق الحســبة بمراقبة الأخلاق الإسلامية في المخيم، ومراقبة الزي العام، حيث يطلب من كل امرأة الالتزام بالنقاب.

وقــام المســؤولو­ن عــن المخيــم بنقــل معظــم البريطانيـ­ـن والغربيــن إلى مخيم الــروج والذي لا ينتشــر فيه الجهاديون. ومنعت الســلطات الزي الأسود وغطاء الوجه، وقررت عدة نسوة بمن فيهن شــاميما بيغوم التخلي طوعاً عن الزي الإســامي بالكامــل. ومن بقي في مخيم الهول هن من النســاء والأطفال العراقيين والسوريين، بالإضافة إلى 8.000 أجنبي وأجنبية يعيشون في مخيم ملحق بالهول.

ويقــول الصحافي إن التمرد الســري الناشــط قرب الحــدود يقوم بتوفير الســاح والمال لأنصاره داخــل المخيم، ولا يمكــن وقف تهريب الســاح إلى داخل المخيم نظراً لدخول مئات العمال يومياً وعادة بالشاحنات، بالإضافة لحاويات المياه.

وقالت ضابطة أمن رفضت الكشــف عن اسمها إن الشــهود يرفضون التقدم للإدلاء بشــهادات عندما تحدث عمليات القتل علناً و»نحاول تحديد القيادات المتطرفــة ولكــن الأمر صعــب لأن القــادة يظلون مختفين». ومن يتم تحديدهم يسجنون، فيما تخطط الســلطات لتقســيم المخيم إلى أقســام لمنع الخلايا النائمة من التحرك.

وفي غياب القوة التي تفــرض القيود على مخيم الروج فقد ابتعدت الكثير من النساء عن أيديولوجية التنظيم المتطرفة، ولا يعرف إن كان هذا تحولاً جذرياً أم لا. وأضافت الضابطة «البعض يغير أيديولوجيت­ه أمامنا وعندما ندير ظهورنا يعودون لما كانوا عليه.»

وتعارض المنظمات غير الحكومية التي تقدم الدعم الإغاثي للمخيم تقييد حرية الحركة بناء على ظروف إنســانية، ولكن مصطفى يقول إنهم لا يســتطيعون إحلال النظام في الهول ويخشــى من توقف منظمات الإغاثة نظراً لخوف العاملين من التعاون مع المنظمات الأجنبية. وفي 24 شــباط/ فبراير قتل موظف محلي مع منظمة أطباء بلا حــدود. وأدى القتل ووفاة طفل بســبب اندلاع النيران إلى تعليــق المنظمة عملياتها في المخيم. وفي بيان قال رئيــس عمليات المنظمة في ســوريا ويل تيرنر «هذا ليس مناخــاً آمناً وبالتأكيد ليس مكاناً مناسباً لينشأ فيه الأطفال، إنه كابوس.» ويــرى مصطفــى أن الحل الأمثــل هو قيــام الدول الأجنبية بنقل مواطنيها لأن إدارة المخيم عملية معقدة وكبيرة للسلطات المحلية.

Newspapers in Arabic

Newspapers from United Kingdom