الإغلاق يستمر في الضفة لمواجهة خطر كورونا المتحور ... والصحة تطالب بمساعدات عاجلة والأرقام ترتفع في غزة

27 وفاة و2397 إصابة جديدة

استمر الإغلاق الشامل الذي تفرضه الحكومة الفلسطينية على كافة محافظات الضفة الغربية، ضمــن الخطط الرامية لكســر ســالة انتشــار فيروس كورونا بطفراته الجديدة، التي تشــكل خطرا شديدا على القطاع الصحي والمشافي التي يخشى أن لا تصبح قادرة على استيعاب المرضى.

وأعلنت وزيرة الصحة مي الكيلة، عن تسجيل 27 حالة وفاة، و2397 إصابــة جديدة بفيروس «كورونا» و2547 حالة تعافٍ خلال الـ24 ســاعة الأخيرة.

وفي غزة، ارتفع عدد الإصابات عن المعتاد إلى الضعف، باقترابه هذه المــرة من الـ 300 إصابة، خلال الســاعات الـ 24 الماضية، وهو الأمر الذي حذر منه خلال الأيام الماضية مسؤولون طبيون، محذرين من تراخي المواطنين في انتهاج التدابير الوقائية.

وكانــت وزيــرة الصحة قــد طالبــت بدعم عربي لمســاعدة فلســطين في التصدي لفيروس «كورونا» خلال اســتعراض الحالــة الوبائية، وآخر مستجدات توفير اللقاح المضاد للفيروس، خلال مشــاركتها في أعمال الدورة الـ 54 العادية للمجلس التنفيذي لــوزراء الصحة العرب عبر الاتصــال المرئي عــن بعد، وقــد وصفت الوضع الوبائي بالخطير جدا بســبب الانتشــار الكبير للوباء بشــكل لم يســبق لــه مثيل منــذ بداية الجائحة، ما أدى إلى ارتفــاع عدد الإصابات في كافة المحافظات وظهور عــدد كبير من الاصابات بالطفرات الجديدة خاصــة الطفرة البريطانية، وارتفاع عدد الحالات الحرجــة التي تحتاج إلى عناية فائقــة وتنفس اصطناعي، كما أن نســبة الإشــغال في المستشفيات الفلســطينية ومراكز علاج كوفيد في فلسطين فاقت الـ100 .٪

وتوقع كمال الشــخرة الناطق باسم الوزارة، وصــول اللقاحــات الخاصة بالفيــروس خلال الأيام القليلة المقبلة، حيث ســيتم البدء بإعطاء اللقاحات حسب البروتوكولات العالمية الصحية للطواقم الطبية وكبار الســن، لافتــاً إلى أن 90 ألــف مواطن حتــى اللحظة ســجلوا في المنصة الإلكترونية لمطعوم كوفيد ـ 19.

وأبقــت الأجهزة الأمنية التــي تلقت تعليمات مشــددة بفرض حالــة الإغلاق علــى حواجزها العسكرية على مداخل المدن، ومنعت الحركة بين المحافظات وداخل المناطــق والمدن والقرى، وفق خطة الطوارئ المشــددة، التي أعطت فقط بعض الاســتثناءات لقطــاع الصحة والمخابــز وطلبة الثانوية العامة، فيما فــرض الإغلاق أيضا على المدارس والجامعات.

ومن المقــرر وبقرار من المحافظ أكرم الرجوب، أن تغلق محافظة جنين بشــكل كامــل على نحو يشــمل كل مناحي الحيــاة، من صبــاح اليوم الأربعاء وحتى صباح الأحد، باســتثناء القطاع الصحــي والمخابــز والصيدليــات، بنــاء على توصيات لجنة الطوارئ المركزية.

وكان إبراهيم ملحم الناطق باســم الحكومة، قد قال إن الإجراءات الحكومية الجديدة بتجديد الإغلاق لمدة خمسة أيام حتى يوم الجمعة المقبل، تأتي اســتكمالاً لمدة الـ14 يومــاً التي أوصت بها لجنة الطوارئ العليا.

وأشــار إلــى أن الإجــراءات الحكومية يتم اتخاذها وفقا لنسبة إشغال أسرة المستشفيات، التي وصلت إلى طاقتها القصوى، بسبب سرعة انتشار الفيروس وتوالد ســالات جديدة منه، أشد فتكا من ذي قبل، ما أجبرنا على العودة لهذه الإجراءات.

وتابــع «في كل ســاعة نقيــد فيها انتشــار الفيروس نخفف من الأعباء على المستشــفيات والكادر الطبي، الذي أنهك وأرهق، بسبب التزايد المطــرد في أعــداد المصابــن الذيــن يحتاجون إلى العــاج في المستشــفيات» ووصف الوضع الصحي بـ «الصعــب». وقال «الصور القادمة من المستشــفيات تثبت ذلك، فأغلب الأسرة مشغولة بالمرضى، وهنــا لا بد من الوعــي لخطورة هذه المرحلة» لافتا إلــى أن الحكومة «لا تمتلك القدرة المالية أو الاقتصادية لمجابهة الفيروس لافتقارها للموارد». ولفت إلى أنها «قدمت بعض المساعدات للمتضررين في بداية الجائحة، لكن ذلك لم يكن كافياً، ونحن نعلم ذلك».

وبالرغــم من الإغلاق الذي بــدأ أول من أمس

ويستمر لمدة خمسة أيام، من الممكن أن تجدد، إلا أن عدد المصابين بالفيروس لا يــزال في ارتفاع، حسب أرقام وزارة الصحة.

وقال مديــر عام الصحــة العامة فــي وزارة الصحــة الدكتــور ياســر بوزية، الــذي يتابع موضوع اللقاحات، ومجريــات الصحة العامة، إنه جرى تلقــي رد من منظمة الصحــة العالمية بأن فلسطين مؤهلة لتلقي الطعومات، متوقعا أن تصل أولى الدفعات وعددها 37 ألف طعم من نوع «فايزر» لفلســطين في الأيام المقبلة، وقال «لدينا الخبرة الكافية فيمــا يتعلق بالمطاعيم، وبرنامج المطاعيم هو مفخرة لفلسطين.»

وأكد أن فلسطين ســتتلقى مليوني جرعة من مؤسسة «كوفاكس» خلال عام 2021 وقال «نحن لم ندخر جهدا، ونتواصل مع العديد من الشركات للحصــول على المطاعيم» مبينــا أن تأخر توريد المطاعيم لفلســطين جاء نظرا لتأخــر توريدها للعالم.

وأشــار إلى أنه يتم التواصل مع الســفارات الفلســطينية في الدول المنتجــة للمطاعيم، من أجل تســريع وصولها لفلســطين، مشيرا إلى أن موعد وصول المطاعيم متغير نظرا لتأخر العديد من الشــركات في الحصــول علــى الاعترافات الدوليــة بمطاعيمها، إضافة للطلــب الكبير على هذه المطاعيم، وهو موضوع يخص معظم الدول، والكل يعمل مــن أجل الحصول عليهــا. ويقول مســؤولون في قطاع الصحة إن عدد الإصابات الحقيقية بـ «كورونا» يبلغ ضعفي العدد المعلن، كون أن عــددا كبيرا مــن المواطنــن لا يقومون بإجــراء الفحوصات. وأشــار إلــى أن الوضع بحاجة لإجراءات صارمــة أكثر، من أجل خفض عدد الإصابــات وضبط الحالــة الوبائية، ومن المقرر أن تشرع وزارة الصحة خلال الأيام المقبلة بعمــل فحوصات للطفــرات الجديــدة، متوقعا انتشارا كبيرا وواسعا للطفرة البريطانية.

وأفــادت وزارة الخارجيــة والمغتربين أنه تم تســجيل حالة وفاة جديدة بفيروس «كورونا» في صفوف الجالية الفلســطينية فــي البرازيل، ما يرفع عدد الوفيات إلــى 379، والإصابات الى .13.301