طلبة الجزائر يتظاهرون... وتواصل الجدل حول إجراء الانتخابات التشريعية
خرج طلبة جامعــات ومواطنون فــي العاصمة أمس الثلاثاء في مســيرات الحراك الشــعبي للمــرة الثالثة على التوالي منذ عودة الحراك في 22 من الشــهر الماضي مرددين شعارات تطالب بالتغيير الجذري وتمدين الحكم وترفض الانتخابات.
وانطلقت المسيرات من ساحة الشهداء ، في ظل تواجد امني مكثف لكن دون ان يحتــك عناصره بالمتظاهرين ام عرقلة ســيرهم على غــرار المرات الماضيــة، عند انطلاق المظاهرات.
واعترضت قوات الأمن مسيرتهم، بعد ان حاولوا لأول مرة تغيير مســار الحــراك الاعتيادي بعــد ان تجاوزوا حاجز قوات الشــرطة على مستوى شــارع عسلة حسين وعبروا إلى شــارع زيغود يوسف أين يوجد مقر البرلمان لكن قوات الأمــن منعتهم من بلوغه. ليعــودوا أدراجهم ويكملوا مسيرتهم عبر شوارع العقيد عميروش وديدوش مــراد ووصولا إلى ســاحة اودان وســط العاصمة أين
واصلوا في ترديد الشــعارات المطالبة بالتغيير الجذري للنظام وتمدين الحكم وإصلاح المنظومة القضائية.
وقبل انطلاق المســيرة بســاحة الشــهداء تقدم احد نشــطاء حــراك الطلبة ودعــا المتظاهرين إلــى احترام وحمايــة الصحافيــن، وكانــت حوادث الاعتــداء على الصحفيين خلال مســيرة الحراك الجمعة الماضية خلفت تنديدا واســعا، على اعتبار ان العنــف ضد الصحفيين يسيء إلى شعار الســلمية الذي يرفعه الحراك، وكانت هذه الاعتداءات محصلة اتهامات وشــعارات استهدفت الصحفيين واتهماهم بموالاة السلطة.
وتتواصل مسيرات الحراك منذ عودته في 22 شباط/ فبراير الماضي بمناسبة الذكرى الثانية لانطلاقه، في ظل نقاش واسع حول سبل التغيير وتحقيق أهداف الحراك، حيث يدعو من يخرجون للحراك إلى تغيير شامل وعدم إجــراء الانتخابات في ظــل الظروف السياســية التي تشهدها البلاد وتدعو في المقابل لفتح حوار شامل.
في المقابل تســير السلطة وفق الأجندة التي سطرتها، فبعد تغيير الدســتور الــذي جرى الاســتفتاء عليه في الفاتح تشــرين الثاني/ نوفمبر الماضــي، وإصدار قانون الانتخابات الجديد وحل البرلمان، تحضر حاليا الســلطة
لإجراء انتخابات تشــريعية مبكرة في 12 يونيو/جوان المقبل، في انتظار حل المجالس البلدية وتنظيم انتخابات مبكرة.
وقال الرئيــس تبون في آخر لقاء مع وســائل إعلام محليــة، أن كل مطالب الحــراك قد تم تنفيذهــا، وان من يخرجون في المسيرات للتذكير بالمطالب وهناك من يخرج لأغراض أخرى حسب تعبيره.
وانطلقت أمس عملية المراجعة الاستثنائية للقوائم الانتخابيــة والتي ستســتمر إلى غاية 23 من الشــهر الجاري حســب ما أعلنته الســلطة الوطنية المستقلة للانتخابات.
وكانت قــد أعلنت العديد من الأحزاب مشــاركتها في الانتخابات بما فيها أحزاب في المعارضة على غرار حركة مجتمع الســلم "حمس" والتي تدافع بقوة عن المشــاركة في المواعد الانتخابي المقبل، فــي حين أعلن حزب العمال الذي تتزعمه اليســارية لويزة حنون عن مقاطعة موعد 12 حزيران / يونيو المقبل، وينتظر ان تحسم أحزاب على غرار جبهة القوى الاشــتراكية وحــزب التجمع من أجل الثقافة والديمقراطية المعارضين عن موقفهما خلال الأيام المقبلة.