Al-Quds Al-Arabi

اليمن: الأمم المتحدة تحذر من تدهور الوضع الإنساني وتدعو إلى تحقيق مستقل حول الحريق الذي قتل عشرات المهاجرين

الحوثيون يعلنون استهداف قاعدة الملك خالد في السعودية وتقدم للجيش في معارك تعز

- لندن-«القدس العربي»- وكالات:

حدد مبعوث الأمم المتحدة إلى اليمن مارتن غريفيث، أمس الثلاثاء، في إفادته أمام مجلس الأمن، 3 أولويات تعمــل أجندة الأمم المتحدة علــى إنجازها، هي: «وقف إطلاق النار في جميع أنحاء اليمن، وفتح مطار صنعاء، وتدفق الوقود والســلع الأخرى دون عوائق عبر ميناء الحديدة». واعتبر تلك الأولويات «ضرورات إنســانية عاجلة من شــأنها تخفيف تأثير النــزاع على المدنيين، وتســهل قدرة اليمنيين على ممارســة حقهم في حرية الحركة والتنقل .»

وقال : «أعود إليكم مرة أخرى اليوم لأبلغكم بالتدهور الخطير الحاصل مــع هجوم الحوثيين علــى محافظة مأرب، ما يعرض ما يقدر بمليون نازح للخطر.»

وأضــاف: «لقــد منــي طرفــا القتــال )الحكومــة والحوثيــو­ن( بخســائر فادحة في قتــال لا داعي له، ولدينــا تقارير صادمة بشــأن الزج بالأطفــال في هذا القتال، كمــا تزايدت الهجمــات العابــرة للحدود في الأســابيع القليلــة الماضية». وأعرب عــن «القلق إزاء تصعيد الهجمات بالصواريخ والمســيرا­ت، بما في ذلك الهجمات التي اســتهدفت المرافق التجارية والمدنية في السعودية وشــن ضربات جوية على صنعاء )خاضعة للحوثيين(، مما عرض المدنيين للخطر أيضاً.»

تنديد بقتل المهاجرين

ودعا غريفيــث إلى إجــراء «تحقيق مســتقل» في حريق أودى بحياة عشــرات المهاجريــ­ن، معظمهم من الإثيوبيين، الأســبوع الماضي في صنعاء. وفي إشارة إلى «حريق مروع وغير عادي» في أحد مراكز الاحتجاز، قال: «يجب أن يكون هناك تحقيق مســتقل في أسباب الحريق، مؤكداً أنه تســبب «بعشرات القتلى وبإصابة أكثر من 170 شــخصاً بجروح خطيرة». وكانت منظمة هيومــن رايتس واتش قــد اتهمــت الحوثيين بإطلاق «مقذوفات مجهولة» تسببت باندلاع الحريق في 7 آذار/ مارس.

وقال: «تم تذكير العالم بمحنة المهاجرين الأســبوع الماضي عندما اندلــع حريق غير عادي ومروع في مركز احتجاز في صنعاء يضم مهاجرين معظمهم إثيوبيون». فيما قالــت منظمة «هيومن رايتس ووتش» في بيان إنّ «عشرات المهاجرين قضوا احتراقاً في اليمن في 7 آذار/ مارس 2021 بعدما أطلقت قوات الأمن التابعة للحوثيين مقذوفــات مجهولة على مركز احتجــاز للمهاجرين في صنعاء، ما تســبّب في حريــق». وأوضحت أنّ حراس المركز ومسلحين آخرين نقلوا مجموعات من المهاجرين غالبيتهــم مــن إثيوبيا إلــى أحد المواقع بعــد رفضهم تناول الفطور وحدوث مناوشــات مــع عناصر الأمن، وطلبــوا منهم تــاوة «صلواتهم الأخيــرة». ثم صعد أحد أفراد القوة الأمنية إلى ســطح الموقع المغلق وأطلق «مقذوفتين» على الغرفة فأحدثتا حريقاً، حســبما نقلت المنظمة عن خمسة من المحتجزين الذين نجوا. وأضافت

أن «المهاجرين قالوا إن المقذوفة الأولى نجم عنها دخان كثيف وتســببت بتحــرق في عيونهــم، والثانية التي وصفها المهاجرون بقنبلة انفجرت بشكل مدو وتسببت في اشــتعال حريق». ودعت «رايتش ووتش» سلطات الحوثيين إلى «التواصل بشــكل عاجل مع الســلطات الإثيوبية التي يقبــع مواطنوها فــي مراكز الاحتجاز اليمنية الخاضعة لسيطرة هذه الجماعة.»

إلى ذلــك، اعتبر التحالف، الثلاثــاء، أنه الحوثيين ارتكبوا «انتهاكاً جســيماً وبشــعاً بحق المهاجرين في صنعــاء، جاء ذلــك فــي أول تعليق للتحالــف نقلته وكالة الأنباء الســعودية )واس( حول القضية. وأشار التحالف إلى أنه «ســهّل عملية نقل 160 مهاجراً إفريقياً جواً جــرت برعاية أممية وبالتنســي­ق مــع الحكومة اليمنية، دون أن يوضح وجهتهم أو جنسيتهم.

استهداف قاعدة الملك خالد ومعارك تعز وحجة ومأرب

وفي ســياق آخر، قال العميد يحيى سريع، المتحدث العســكري باســم الحوثيين، عبر حســابه على موقع التواصل الاجتماعي «تويتر، إن «ســاح الجو المسير اســتهدف قاعدة الملــك خالد الجوية بخميس مشــيط بطائرة قاصف تــو كي». وأضــاف أن «الإصابة كانت دقيقة، مشــيراً إلى أن هذه العمليــة تأتي في إطار الرد على «تصعيد العدوان )التحالف العربي( وحصاره.»

في المقابل، نقلت وسائل إعلام رسمية عن التحالف قوله إن الحوثيين أطلقوا صاروخين باليســتيي­ن سقطا على منطقتين حدوديتين غير مأهولتين. وذكر تلفزيون الإخباريــ­ة في وقت لاحق نقلاً عــن التحالف أن قواته دمرت مخبأ محصناً للصواريخ الباليســت­ية ومنصات إطلاق في صعــدة يقول إن الصاروخــن انطلقا منها. وقال التحالف: «نتخذ الإجــراءا­ت العملياتية لتحييد وتدمير مصــادر التهديــد لحماية المدنيــن والأعيان المدنية. عمليات التحالف العسكرية تتوافق مع القانون الدولي الإنساني وقواعده العرفية.»

هجوم واسع في تعز

أما في تعز، فقال الجيش في بيــان، إن قواته نفذت أمــس، هجوماً واســعاً فــي جبهة العنين فــي مديرية جبل حبشــي غربي محافظة تعــز، وتمكنت من تحرير مناطق عدة. وأسفرت المواجهات عن سقوط العشرات من القتلى والجرحــى في صفوف المليشــيا الحوثية، وخسائر أخرى في عتادها القتالي، وفق البيان. وأفاد البيان بأهمية المواقع المحررة كونها تشــرف على الخط الرئيسي الذي يربط مدينة تعز في محافظة الحديدة.

وفي بيان آخر، أوضح الجيــش، أن جماعة الحوثي شــنّت هجوماً في محاولة لاستعادة بعض المواقع التي خســرتها خلال الأيــام الماضية في مديريــة عبس في محافظة حجــة القريبة من الحدود الســعودية. وأفاد البيان بأن أفراد الجيش احبطــوا الهجوم في لحظاته الأولى إثر مواجهات أسفرت عن مقتل أكثر من 20 حوثياً وجرح آخرين. وأضــاف البيان أن طيــران التحالف العربي بقيادة الســعودية دمّر مخزن أســلحة ودبابة تتبع الحوثيين في المديرية نفسها.

وفي محافظة مــأرب، قُتل مدنيان اثنــان على الأقل وأصيب 13 آخرون بجروح، مساء الثلاثاء، في هجوم صاروخي «شــنته جماعة الحوثي» علــى مدينة مأرب وسط اليمن، حسب شهود عيان ومصادر محلية. وقال شــهود عيان إن صاروخاً باليســتياً أطلقه الحوثيون ســقط أمام سوق شــعبي شــرقي مدينة مأرب )مركز محافظــة تحمل الاســم ذاته(، وألحق أضــرارا كبيرة بمركبات كانت في المكان.

 ??  ?? مقاتلو الجيش اليمني متجهين نحو المعارك ضد الحوثيين في محافظة تعز
مقاتلو الجيش اليمني متجهين نحو المعارك ضد الحوثيين في محافظة تعز

Newspapers in Arabic

Newspapers from United Kingdom