Al-Quds Al-Arabi

نتائج دراسية دون المستوى

-

مثلما تأخر موعد الدخول المدرســي في الجزائر هذا العام بســبب كورونا والتفويج...تأخــرت نتائــج الفصل الأول فــي العديد من الولايات، بســبب الضغوطات التي عاشــها الأســاتذة لكثافة الدروس في وقت قياسي وبسبب تأخر الدخول المدرسي وتقليص الحجم، مما جعل الامتحانات تتأخر إلى غاية الأسبوع الأخير من العطلة، حيث لم يتمكن الأساتذة من إنهاء التصحيح، مما عرقل ظهور النتائج على قاعدة البيانات الرقمية لوزارة التربية، فالأســاتذ­ة - حســب تصريح مســعود بودية، الأمين الوطني المكلف بالإعلام في المجلس الوطني المستقل لسلك التربية، في قناة «الشروق» الجزائرية، وجدوا أنفسهم تحت ضغط كبيــر إذ كان عليهم التصحيح وتقديم العلامات للتلاميذ وتحضير المعــدلات في فترة قياســية لا تتجاوز الأســبوع. وهنــاك امتحانات تمت في الأســبوع الأخير قبل العطلة. وهناك عديد الولايات على غرار ولاية معســكر، ولاية الشــلف ولاية قالمة وولاية بومرداس لحد الآن لم يتم بها حســاب نقاط التلاميذ. ورغم ذلك وفي الولايات التي ظهــرت نتائجها على القاعدة الرقمية لوحظ ضغط كبير عليها مما قد تنجر عنه أخطاء في كشــوف التلاميذ يتحمل تبعاتها الأســتاذ في الدرجة الأولى، كما جاء في تقرير «الشروق نيوز»: «هذا الجو الضاغط سيفقد العملية التقييمية قواعدها البيداغوجي­ة المطلوبة، سواء في التصحيح، لأن العملية تتم في عجالة وتســرع أو أثناء عملية «صب النقاط «، يضيف الســيد بودية. وهذه المشــاكل التي تعاني منها الأســرة التربوية، حســب المختصين هي نتيجة القرارات غير المدروســة من قبل وزارة التربية، ما يســتدعي رؤية جديدة لمعالجة الاختلالات المطروحة لاســتدراك الأمور في الفصل الثاني، كما جاء في تقرير «الشروق» هذا.

كما اعتبــرت نتائج الفصــل الأول، للأطوار الثلاثة الأولــى، ضعيفة جدا وكارثية، كما صــرح أحد المختصــن التربويين. «جيلالي فرحاتي» (ناشــط تربوي وأســتاذ متقاعد( لقناة «النهار» تقليص الحجم الساعي بالتدريس من ســاعة أو أكثر إلى 45 دقيقة عقد من عملية التحصيــل والفهم فلم يعد بمقدور الطلبة الاســتيعا­ب بهدوء لضيــق الوقت ولكثافة البرامج. وهذا كله بســبب الانقطاع عن الدراســة نتيجة وباء كورونا. والمسؤولية الأولى على الوزارة. يعتبر أيضا أن من يخططون لا يقومون بذلك من واقع الميدان. وما زلنا في عصر العصابة. ويضيف: «كما يقول الشافعي، العلم يحتاج إلى صحبة أستاذ وطول زمان. الزمن له دور كبير في الفهم والتعلم. الوصاية منذ زمن طويل بعيدة عن التلميذ. يبقى الأســتاذ يصارع مع التلميذ والتلميذ لا يفهم، نتيجة الحشو وفي زمن قياسي.

ففي أقل من ســاعة على الأســتاذ أن يقدم كما معينا مــن المعلومات في أقل من الحجم المعتاد الذي تســتلزمه الدروس. يبدو أن مشــاكل التربية لا تنتهي ومشاكل التحصيل ونوعيته في الحضيض. وعلى جميع الأطراف تدارك الأمر الذي أصبح مستعجلا.

Newspapers in Arabic

Newspapers from United Kingdom