Al-Quds Al-Arabi

«مسيرة الأعلام» الاستفزازي­ة: المستوطنون رقصوا في «باب العامود» ولم يجرؤوا على اقتحام «البلدة القديمة»

تحويل مسار الطائرات تحسبا لإطلاق صواريخ… وامرأة تتحدى المهاجمين بعلم فلسطين

- رام الله ـ «القدس العربي» من سعيد أبو معلا:

مــرت مســيرة "الرقــص بالأعــام" الاستيطاني­ة كما خطط لها مع تغيير طفيف في مســارها، رَقص آلاف المســتوطن­ين في منطقة "باب العامود" بعربدة ونشوة، ذلك الميدان الــذي أخلي من الفلســطين­يين قبل ساعات ثلاث من موعد انطلاقها بعد إصابة نحو27 فلسطينيا واعتقال 15، فيما نُصبت الحواجــز لتمنع المســتوطن­ين مــن اقتحام البلدة القديمة.

بيــد أن مجموعة مــن الفتية والشــبان تمكنت من البقاء فــي الميدان وقاموا بترديد تكبيرات "الله أكبر"، وقامت امرأة برفع علم فلسطين، في مشهد ملحمي في مواجهة تيار جارف من ألوان الأبيض والأزرق )تمثل علم إسرائيل( وسارع جنود الاحتلال لملاحقتها واعتقالها.

وجــرت مناوشــات كثيــرة بــن قوات الاحتــال التــي حشــدت أكثر مــن 2500 رجل أمــن وبين الفلســطين­يين، الذين ألقوا الحجارة على خيالــة الاحتلال التي هربت من كثافتها، فيما اعتقلت القوات أكثر من 15 مقدسيا لوجودهم في ســاحة باب العامود بعد رفضهم إخــاء الميدان ومــا ترافق مع

إغلاق المحــال التجارية القريبــة من "باب العمود" و"باب المصرارة".

جانب من الإجراءات الإسرائيلي­ة انصب على ضبط المــكان من الفلســطين­يين، فيما تمثلــت الإجــراءا­ت الأخرى فــي محاولة منع غــاة المتطرفين وقادة الاســتيطا­ن من الذهاب بالمسيرة إلى حيث لا تريد الحكومة الإســرائي­لية، فكانت بمثابة فعل رمزي في منطقة "العمود" مع ضمــان عدم القيام بأي اقتحــام للبلدة القديمة، بحيــث ضمنت ألا يقــوم المســتوطن­ون إلا بما هــو مخطط له مخافة وقوع ضحايا أو اشــتباكات يترتب عليها تصعيد ميداني.

وفي محاولة فرض التأمين المطلوب قامت قوات الاحتلال بطرد المصلين من ســاحات الأقصــى بعد التضييق علــى المرابطين بعد صلاة الظهــر، وذلك بالتزامن مــع اقتراب موعد انطلاق المسيرة.

وتــداول النشــطاء فيديوهــات تظهــر الجنــود وقوات الشــرطة تخــرج المصلين والمرابطين بعد صلاة الظهر لتقليل وجودهم في المســجد، وهو مــا اعتبــره المواطنون تمهيدا لمحاولة اقتحام المسجد من الجماعات الاســتيطا­نية المتطرفــة في حــال أتيحت الفرصة لذلك.

ومرت المســيرة من منطقة بــاب العمود حيث رقص مســتوطنون في تلــك المنطقة،

بينما حاولت الشــرطة عبــر مجموعة من الســواتر منع دخــول المســتوطن­ين للبلدة القديمة في إجراء استفزازي.

وسارت المسيرة الاســتعرا­ضية من أمام مبنى وزارة المعارف الإسرائيلي­ة ومنها إلى ساحة باب العامود، ثم باب الخليل، وصولا إلى حائط البراق، الحائط الغربي للمسجد الأقصى حيــث أقام المســتوطن­ون الصلاة هناك.

ومع نزول مئات المســتوطن­ين أدراج باب العمود علت أصوات شــبان مقدسيين ممن تمكنوا من البقاء بالتكبيــر والتهليل، فيما قام المتطرفون بالعربدة ومحاولة الاستفزاز والاعتداء على الصحافيين.

وكثــف نشــطاء المقاومة الشــعبية من عمليات إطــاق "البالونات الحارقة" صوب مســتوطنات الغلاف، والتي تسببت بأكثر من 20 حريقا في مســتوطنات الغلاف، فيما تجمهر شبان قرب الســياج الفاصل جنوب القطاع، وهناك انخرطوا في مواجهات، بعد أن تمكنوا من قّ السياج الفاصل.

ذكرت تقارير عبريــة أن جيش الاحتلال قــرر تحويــل مســار الطيران فــوق مطار بن غوريون، بســبب مخــاوف من إطلاق الصواريــخ مــن القطاع. واســتبق جيش الاحتــال ذلــك بنصــب بطاريــات "القبة الحديدية" حول غزة.

 ??  ?? فلسطينيون يعبرون بناء مهدما بالقصف الإسرائيلي في غزة خلال توجههم إلى احتجاج على مسيرة الأعلام في شرق القدس
فلسطينيون يعبرون بناء مهدما بالقصف الإسرائيلي في غزة خلال توجههم إلى احتجاج على مسيرة الأعلام في شرق القدس

Newspapers in Arabic

Newspapers from United Kingdom