Al-Quds Al-Arabi

أهالي جنوب الحسكة ما زالوا يعيشون المخاوف من تنظيم «الدولة» ... والنساء يلتزمن «اللباس الشرعي»

- أنطاكيا – «القدس العربي» من وائل عصام:

على طريق الحســكة - الشدادي جنوب مركز المحافظــة، يضطر ســائق حافلة تقل معلمــات مدرســة ونســاء أخريــات إلــى الوقوف عند «حاجز طيّار». يركن الســائق الحافلة على حافة الطريق، وتقدم مجموعة مــن الملثمين وغالباً من خلايــا التنظيم، على تفتيش الحافلــة، لكن ليس لغــرض البحث عن أســلحة أو مــواد ممنوعة، وإنمــا لتفقد لباس النساء.

تتســارع الأنفــاس، فمن بين النســاء من لم يرتديــن النقاب )غطاء الوجه( ويســود الخوف، لكن الحافلة تعاود سيرها بسلام بعــد أن اكتفــى عناصــر الحاجــز بالتنبيه والوعيد بقتل المخالفات لـ «الزي الشــرعي» في المرة المقبلة، مع السائق.

الناشــطة الإعلاميــ­ة راويــة محمد روت لـ «القــدس العربــي » تفاصيــل عــدة حــول حــوادث مشــابهة، جــرت قبــل أيــام فــي مناطق ســيطرة قوات ســوريا الديمقراطي­ة «قســد» وتقــول راويــة محمــد ان «المنطقة تعــج بخلايا التنظيــم التي تتنقل بســهولة على جانبي الحدود العراقية - الســورية.» وتؤكــد، أن دحر التنظيم عن المنطقة من قبل «قســد» والتحالف، لم ينه وجــود خلاياه، ولا زال غالبية أبناء ريف الحسكة الجنوبي يعيشــون خوفــاً متواصــاً من اســتهداف التنظيــم، وكثيــر منهن لــم يخلعــن النقاب

لــآن، بعضهم امتثــالاً لقناعاتهن والبعض خوفًا من التنظيم المتشدد.

وتقول راوية محمد التــي تقيم في مركز مدينة الحســكة، الخاضعة لسيطرة «قسد» باســتثناء مربــع أمنــي يخضــع لســيطرة النظام الســوري، «في مركز الحسكة الامر مختلف، وفي الارياف الشمالية الامر ذاته، لكن في الشدادي وريفها بشكل عام لا زالت خلايــا التنظيم تســرح وتمــرح». وتضيف أن المنطقة تعانــي فلتاناً أمنيــاً، واغتيالات وتهديــدات مــن خلايــا التنظيــم، لكنهــا تستدرك: « ليس كل العناصر من المنتسبين للتنظيــم، وإنمــا هــم ينشــطون فــي خلايا لمحاربة نفوذ وهيمنة «قســد» ذات الغالبية الكردية على ثروات وخيرات المنطقة». وعن ذلــك تقول محمد، تســتخدم «قســد» تهمة الانتســاب لتنظيم الدولة حجة لاعتقال كل من يعارض ســلطتها، وخصوصاً من أبناء العشائر العربية. وهنا تشير الناشطة، إلى تبني التنظيم قتل الرئيسة المشتركة لمجلس بلــدة تل شــاير في ريف الحســكة ســعدة الهرماس ونائبتها هند الخضير، اللتين عثر على جثتيهما مقطوعتي الرأس، مطلع العام الحالي، وغالباً اســتهدفتا بسبب تعاونهما مع «قسد».

وفي شــباط/فبراير، أعلنت «قســد» عن القبض على شــخصين اتهمتهمــا بارتكاب الجريمــة، وذكــرت مصــادر عســكرية ان قــوات مكافحة الإرهــاب التابعة لـ»قســد» ألقت القبض على الشــخصين اللذين ارتكبا جريمة، لكن من دون أن تحدد هويتهما.

وأشــار تقرير صادر عــن منظمة «العدالة مــن اجــل الحيــاة» و»ســوريون مــن أجل الحقيقــة والعدالــة» فــي نيســان/ابريل الماضي، إلى شعور الأهالي بمناطق «قسد» بالتهديــد والخــوف علــى حياتهــم، بعــد تزايــد نشــاط خلايــا التنظيم، فــي مناطق «الشــدادي» و«الدشيشة» جنوب الحسكة وريــف دير الــزور، وهــي المناطــق الواقعة بالقــرب مــن الحــدود الســورية العراقية، ومنطقــة الباديــة، حيــث تحصــل عمليات تهريــب وتســلل بشــكل مســتمر لعناصر التنظيم.

فــي المقابــل، تــرى أوســاط ســورية ان الهدف من تضخيم نشــاط خلايــا التنظيم في مناطق ســيطرة «قسد» هو الإبقاء على حجــة «الإرهــاب» لتبرير وجــود التحالف الدولــي، وســيطرة «قســد» علــى منطقــة شــرقي الفرات الغنية بالثــروات الباطنية. وكانــت «قســد» المدعومــة مــن التحالــف الدولــي بقيــادة واشــنطن، قــد اعلنت في آذار/مــارس 2019، عــن النصر التــام على تنظيم الدولة بعد ســقوط آخــر معاقله في بلدة الباغوز شرق دير الزور.

وفي هــذا الإطار، قال المتحدث الرســمي باسم «مجلس القبائل والعشائر السورية» الشــيخ مضــر حمــاد الأســعد، إن انتهــاء وجــود التنظيــم ســحب ذريعــة وجــود «التحالــف الدولــي» فــي منطقــة الجزيرة الســورية، ولذلــك فإن من الطبيعــي أن يتم تجديــد الحديث مــن حين لآخر عن نشــاط لخلايا التنظيم.

 ??  ?? سوريتان في مخيم للنازحين في الحسكة ملتزمتان باللباس الشرعي
سوريتان في مخيم للنازحين في الحسكة ملتزمتان باللباس الشرعي

Newspapers in Arabic

Newspapers from United Kingdom