Al-Quds Al-Arabi

ساسة موريتانيون مرعوبون من تأييد محكمة النقض المصرية لأحكام الإعدام

- نواكشوط - «القدس العربي»: من عبد الله مولود:

عبــرت تدوينــات انشــغل بنشــرها عدد مــن كبار الساســة والنــواب الموريتاني­ــن، عن رعــب كبيــر إزاء قــرار التأييد الذي أصدرته محكمــة النقض المصرية، الإثنين، لأحكام الإعدام بحق 12 شــخصاً بينهم قيادات لجماعة الإخوان المســلمين المحظورة فــي مصر ضمــن قضيــة اعتصــام رابعــة العدوية التــي يعود تاريخها إلى عام 2013.

وتشمل الأحكام عدة قياديين بينهم صفوت حجازي، ومحمد البلتاجي والقيادي الراحل عصام العريان وعبد الرحمن البر.

وكتب وزير الإعلام الموريتاني السابق سيدي محمد ولد محم منتقداً القرار: "إن البلدان التي لا زالت تمارس الإعدام في المجال السياســي وتصدر أحكام الإعدام بحق سجناء الرأي مهما كان الخلاف معهم حاداً وفاصلاً هي دول لا تنتمي لهذا العصر".

وأضــاف: "التجربــة أثبتت أن هــذا النمط الاســتئصا­لي في التعامل مع الإســاميي­ن لا يزيدهم إلا قوة وتجذراً، وربما تطرفاً وقطيعة مع الدولة والمجتمع مما تســبب فــي كوارث عديدة ظل مــن الصعب التحكم فيها أو لجمُها، كما أثبتت التجربة كذلك أن الدولة كلما اتبعت سياسة الحوار والتعاطي بإيجابية مع هؤلاء كلمــا دفعتهم إلى القيام بمزيد من المراجعات ومنحتهم الفرصة لتصحيــح الاختــالا­ت في علاقاتهــم بها وبالآخــر، والتي كان السبب وراءها دائماً هو عنف الدولة الذي يوَلد في الغالب عنفاً منظماً مضاداً، مما يخلف بالمجتمع جراحاً قد يصعب اندمالها".

"وبغض النظر عن عدد الذين يواجهون تنفيذ أحكام بالإعدام بمصــر، يضيــف الوزيــر محــم، وبغــض النظــر عــن انتمائهم السياســي فهــم لن يكونــوا أكثر مــن رقم في لائحــة طويلة من الشــهداء وضحايا انعــدام الديمقراطي­ة وســوء الفهم المتبادل، ومظهــراً مــن مظاهــر الاســتبدا­د المســتقوي بالعنــف، وهو ما

يســتدعي منا دعــوة صادقة إلــى الرئيس المصري الســيد عبد الفتاح السيســي أدعوه فيها وبإلحــاح لصالح مصر وصورتها ومكانتهــا، ولصالحه شــخصياً، أن يبادر بوقــف تنفيذ أحكام الإعدام في المجال السياســي وبحق كل السياسيين والمخالفين فــي الرأي أيــاً كانــوا، وأن يعمــل على ترســيخ ســنة التحاور والتهدئة ونبذ العنف والإقصاء فهو قادر على ذلك، وحضن أم الدنيا لا يمكن أن يضيق بأبنائها".

وعلــق الإعلامي الهيبة الشــيخ ســيداتي على هــذه القضية، قائــاً: "بوقوفهم في وجــه كل طغيــان... وبمقاومتهم للتطبيع والتصهــن... بمقاومتهــ­م للمحتــل رغــم الحصــار وظلم ذوي القربــى... برفضهم للظلــم والغبن والتهميــش... بصبرهم على الأذى. وصمودهم علــى مواقفهم الثابتة... بتقديمهم عشــرات القــادة مــن الشــهداء وآلاف المعتقلــن... بمرونتهــم ووعيهــم وانفتاحهــ­م واعتدالهــ­م ووســطيتهم، بكل هذه الصفــات التي ينــدر أن تجتمع اليوم في تيار سياســي في العالم الإســامي، يثبت الإخوان المسلمون أنهم أمل شعوب هذه الأمة ومستقبلها السياسي".

وعلقــت منى بنت الدي القيادية السياســية في حزب التكتل المعــارض، قائلة: "مــا يحدث في مصــر كارثة، الإعدام بســبب المواقــف السياســية والانتمــا­ء السياســي عمل ينتمــي لفترة فرعــون موســى عليــه الســام، ولا يعقــل أن يكون فــي وقتنا الحاضر وقت الحريات والســماوا­ت المفتوحة والقرية الكونية الواحدة؛ ألا بعداً للسيسي ولكل طاغية مستبد".

أما المــدون البارز القطب محمد مولود فقد خاطب السيســي، قائلاً: "لن نستجديك؛ فالآجال بيد الله جل وعز )قُل لَّن يُصِيبَنَا إِلا مَــا كَتَبَ اللَّهُ لَنَا هُوَ مَوْلانَا وَعَلَــى اللَّهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُؤْمِنُونَ(؛ وإن استُشــهدوا فقد قال ســيد رحمه الله: "إن كلماتنا ســتظل عرائسَ من شــمع حتى إذا متنا في ســبيلها، دبــت فيها الحياة وكُتــب لهــا الخلــود"، مضيفا: "ســتبقى مصــر الكنانــة ولاَّدة للأبطال والعلماء".

Newspapers in Arabic

Newspapers from United Kingdom