Al-Quds Al-Arabi

اليمن: السعودية تحاول إنقاذ اتفاق الرياض من الانهيار التام بعد تصعيد الانتقالي الجنوبي ورفض الحكومة التعاطي معه

- تعز- «القدس العربي» من خالد الحمادي:

ذكر مصدر سياســي يمني أن المملكة العربية السعودية تحاول باستماتة إنقاذ ما يمكن إنقاذه من اتفاق الرياض بين الحكومة اليمنية الشرعية والمجلــس الانتقالــ­ي الجنوبــي، ذي التوجــه الانفصالي، المدعوم من دولــة الإمارات العربية المتحدة، وذلك بعــد أن وصل الطرفان إلى طريق مســدود بشــأن تطبيق بنود هــذا الاتفاق رغم المحاولات السعودية السابقة لتطبيقه على أرض الواقع، وتبني آلية تسريع تنفيذه.

وقــال المصــدر لـ«القــدس العربــي» إن «السعودية في ورطة شديدة، جراء انهيار اتفاق الرياض والذي أظهر عجزها الشــديد في تنفيذه علــى أرض الواقــع، بعد أن تعهدت بالإشــراف على تنفيــذه ميدانياً، ولم يتحقق ذلك على أرض الواقع، رغم التنازلات الحكومية العديدة للإبقاء على هذا الاتفاق على قيد الحياة».

وأوضــح أنه «نتيجة لذلك تســعى حالياً إلى إنقاذ ما يمكن إنقــاذه من اتفاق الرياض، بعد أن شــهد انهياراً شــبه كلي في الآونة الأخيرة، بعد أن اقتحمت ميليشــيات الانتقالــ­ي الجنوبي مقر قصر المعاشــيق الرئاســي في مدينة عدن، حيث تقيــم كان يقيم فيه أعضــاء الحكومة، بالإضافة إلى اقتحام مقار العديد من المؤسسات الحكومية وتحويل بعضها إلى مقار لجهات تابعة للانتقالي الجنوبــي، وفي مقدمة ذلك مقــر مجلس القضاء الأعلــى ومقر وكالــة الأنباء اليمنية، النســخة الحكومية».

وفــي محاولــة مســتميتة مــن الســلطات السعودية، ترأس السفير السعودي لدى اليمن، محمد آل جابر، اجتماعاً في العاصمة السعودية الريــاض، أمــس الأول الإثنين، يضــم الوفدين المفاوضين في هــذا الاتفاق للحكومة الشــرعية والمجلــس الانتقالــ­ي الجنوبــي، بعــد انطلاق مشاورات جديدة خاصة باتفاق الرياض، مطلع الشهر الجاري، نشرته وســائل إعلام سعودية رســمية وتجاهلته الوســائل الإعلامية اليمنية الحكومية والتابعة للانتقالي الجنوبي.

وقالت وكالــة الأنبــاء الســعودية «واس» الحكومية: «عقد الفريق السعودي لتنفيذ اتفاق الرياض برئاســة سفير خادم الحرمين الشريفين لدى اليمن محمد بن ســعيد آل جابر في الرياض اجتماعاً بين طرفي الاتفــاق، ممثلاً في الحكومة اليمنية برئاسة حسين منصور، وممثلي المجلس الانتقالــ­ي الجنوبــي برئاســة الدكتــور ناصر الخبجي».

وأوضحــت أنــه «ســادت الاجتمــاع أجواء إيجابية، أكدوا خلالها وقف التصعيد بأشــكاله كافــة، وعلى الترتيبات اللازمــة لحماية وعودة الحكومة إلى عدن، والعمل على متابعة استكمال تنفيذ اتفاق الرياض».

وجــاء هذا الاجتماع الســعودي بمســؤولي الوفديــن المفاوضيين الحكومــي والانتقالي في اليمن بعد أن اضطر أعضاء الحكومة اليمنية إلى مغادرة العاصمة المؤقتة عدن، التي تسيطر عليها ميليشــيات المجلس الانتقالي الجنوبي منذ آب/ أغســطس 2019 بعد التهديد الــذي طال حياتهم مؤخراً وأجبــروا علــى العودة إلــى العاصمة السعودية الرياض لممارسة عملهم من هناك بعد أن عجزوا عن ممارســتها مــن أرض الواقع في عدن.

ويهدف هذا الاجتماع إلى وقف التصعيد بكافة أشكاله بين المجلس الانتقالي والحكومة، وإجراء الترتيبــا­ت اللازمــة لحماية وعــودة الحكومة اليمنية إلى عدن، والعمل على متابعة اســتكمال تنفيذ اتفاق الرياض.

وكان اتفــاق الريــاض المبرم بــن الجانبين الحكومي والمجلــس الانتقالــ­ي الجنوبي نهاية العام 2019 شــمل جوانب سياســية وعسكرية وأمنية، تشــمل انسحاب ميليشــيات الانتقالي الجنوبي مــن محافظة عدن، يعقــب ذلك تنفيذ الجانب السياســي المتمثل في تشــكيل حكومة بمشــاركة أعضاء من المجلس الانتقالي، غير أن الأخير رفض ســحب قواته من عدن، فاضطرت الســعودية إلى الضغط على الحكومــة اليمنية لتشــكيل حكومة جديــدة نهاية العــام المنصرم

بمشاركة الانتقالي كخطوة أولى لحشر الانتقالي في زاوية ضيقــة تجبره على ســحب قواته من عدن، ولكن أي شــيء من ذلك لــم يتم رغم مرور نحو ستة شهور على التشكيل الحكومي الحالي، وذهب اتفاق الرياض أدراج الرياح.

وكان الســفير الســعودي لــدى اليمن حثّ الطرفين اليمنيين على «تغليب المصلحة الوطنية والتعجيــل بعــودة الحكومة اليمنيــة إلى عدن وتمكينها من أداء أعمالها، لرفع معاناة الشــعب اليمني واســتكمال تنفيذ كل جوانــب الاتفاق» والذي جــاء ضمن ضغــوط ســعودية لإجبار الانتقالــ­ي الجنوبي على تهيئــة الأجواء الأمنية لعــودة الحكومة إلى عــدن وإجبــار الحكومة اليمنية على العودة إليهــا قبل جولة جديدة من مناقشــة التحديات والصعوبــا­ت التي تواجه تنفيذ اتفاق الرياض.

ونســب موقع «المصدر أونلايــن» الإخباري المســتقل إلى مصــدر حكومي قولــه إن «رئيس الوزراء معــن عبدالملك وجه أعضــاء الحكومة بالســفر إلى عدن خلال الساعات القادمة لمزاولة أعمالهــم» دون مزيد من التفاصيــل، ولكن هذا التوجيــه الحكومي لم يجد طريقــاً للتنفيذ رغم مرور أيام على إصداره.

وجاءت هذه المســاعي السعودية إلى احتواء الوضــع في الجنــوب اليمني في ظــل التصعيد العسكري من قبل ميليشيات الانتقالي الجنوبي والتي دفعت بتعزيزات عســكرية مطلع الأسبوع إلى محيــط مدينة زنجبــار، عاصمــة محافظة أبين، التي تبعد نحــو 70 كيلو متراً عن عدن، في خطوة تصعيدية فسّرها سياسيون بأنها المسمار الأخير في نعش اتفاق الرياض، الذي شـهد فشلاً ذريعـاً.

 ??  ?? إطلاق صاروخ من دبابة تابعة للقوات الموالية للانفصاليي­ن الجنوبيين في اتجاه القوات الموالية للحكومة )أرشيفية(
إطلاق صاروخ من دبابة تابعة للقوات الموالية للانفصاليي­ن الجنوبيين في اتجاه القوات الموالية للحكومة )أرشيفية(

Newspapers in Arabic

Newspapers from United Kingdom