Al-Quds Al-Arabi

إلغاء إدراج سهم «داماك» للإنشاءات يكثف الضغط على بورصة دبي

-

■ دبي - رويترز: تفقد ســوق دبي سهماً آخر مما يثير علامة استفهام بشأن مستقبل إحدى البورصات الرئيسية في الخليج التي أُطلقت قبل عقدين.

ويوجه عرض بقيمة 595 مليون دولار من حســن ســجواني، مؤسس «داماك» للإنشاءات لإلغاء إدراج ســهم الشــركة، أحدث ضربة للبورصــة حتى في الوقت الذي تُظهر فيه ســوق العقارات في الإمارة مؤشرات على عودة الحياة في الربع الأول من العام.

وقال خالد عبد المجيد، مؤســس «مينا كابيتال» ومقرها لندن «المسألة ليست أن دبي أضحت أقل جاذبية، بل إن البدائــل أصبحت أكثر جاذبية». وأضاف أن ســوق دبي تحتاج لبذل جهد أكبر لجذب عمليات إدراج في ظل منافســة متزايدة من داخل الخليج من بورصات مثل أبوظبي والســعودي­ة حيث تريد بورصة «تداول» أكبر بورصة في الشــرق الأوســط من حيث القيمة الســوقية، أن تصبح مركزا إقليميا. وكانت قيمة الأســهم المتداولة في دبي أعلى من منافستها أبوظبــي فيما قبل، ولكن هذا تغير في عام 2019 ومتوســط قيمة التــداول اليومي في بورصة أبوظبي أكثر من أربعة أمثاله في بورصة دبي.

وحققت البورصة مكاســب أيضاً بعدما أطلقت «شــركة القابضة» المالكة لها صانع سوق في العام الماضي استعان بسيولة من صندوق لتعزيز السيولة في البورصة.

وقال محمد علي ياســن الخبير الإستراتيج­ي لدى «الظبي كابيتال» في أبوظبي عن بورصة دبي «أمر محبط من منظور الســوق أن ترى شــركات تلغي إدراجها ...فــي وقت نعتقد فيه أن السوق تحتاج لعمق إضافي ولمزيد من الشركات وهو ما لم يحدث منذ 2015-2014».

ومند بداية عــام 2020، ألغت شــركتان كبيرتان في دبــي إدراجهما من ســوق دبي المالي و»ناســداك دبي» وهما «دي.إكس.بي إنترتينمنت­س» الُمشغلة لمتنزهات في دبي و»موانئ دبي العالمية».

وعلقت البورصة تداول أســهم «أرابتك» التي كانت من أكبر شــركات التشــييد في دبي في سبتمبر/أيلول بعد موافقة المساهمين على حل الشركة.

وقالت «إعمار مولز» مالك ومُشغِّل أكبر مركز تســوق في العالم، في مارس/آذار إنها تعتزم عرض شراء أسهم مساهمي أقلية والاندماج مع «إعمار» العقارية.

وفي يوليو/تموز من العام الماضي، قال «صندوق الإمارات ريت» العقاري في دبي والُمدرج في بورصة «ناسداك دبي» أنه يدرس إلغاء إدراج أسهمه.

وقال مصرفي في مجال الدمج والاســتحو­اذ أنه يبدو أن دبي أضحت أكثر تسامحاً مع إلغاء إدراج شركات لأســهمها، فيما تعزز أبوظبي الســيولة من خلال عمليات إدراج جديدة مزمعة وتعزيز أصول «شركة القابضة» المملوكة لحكومة الإمارة.

ويقول محللون أن خطوة إلغاء الإدراج تعفي الشــركات من مواجهة تدقيق المســتثمر­ين، فضلاً عن تكاليف الإدراج واشتراطات الإفصاح والشفافية.

وذكر المصرفي في مجال الدمج والاستحواذ «إذا أراد أي شخص إلغاء إدراج )شركته( فهذا هو الوقت المناسب».

وامتنعت سوق دبي المالي عن التعقيب علي سؤال عما إذا كانت ستتخذ أي خطوات لضمان استمرار الشركات الُمدرجة في البورصة وجذب شركات جديدة.

ومشكلة الشــركات العقارية المدرجة في دبي أن أسهمها يجري تداولها بخصم عن متوسط الســعر إلى الربحية في الســوق بشــكل عام، إذ يتم تداولها عند ثمانية أمثال الربحية بينما المستوى في السوق بشكل عام عند حوالي 20 مثلاً.

وقال طارق قاقيش، الرئيس التنفيذي لـ»سولت فند بلاسمنت» في دبي «فيما يخص داماك، أنا على يقين أن المستثمر الإستراتيج­ي حسين سجواني يدرك أن القيمة الحقيقية للشركة أعلى من سعر السهم».

وقال سامر حيدر مدير تصنيف الشركات في وكالة «فيتش» أن العامين السابقين على جائحة كوفيد-19 كشفا نقاط ضعف شركات العقارات والتشييد في دبي.

وتابع أنه رغم بوادر التعافي فإن شركات كثيرة «لا زالت تواجه تداعيات الجائحة من حيث رأس المال العامل الســلبي، وزيادة الديون، وضعف الســيولة، ومعروض غير مســتوعب في السوق بشكل عام».

Newspapers in Arabic

Newspapers from United Kingdom