Al-Quds Al-Arabi

من هو رئيس وزراء إسرائيل الجديد نفتالي بينيت؟

كان رجل أعمال «هايتيك» يكره العرب مر بـ»دورة إرهاب» رفقة زوجة «صديقه وعدوه» نتنياهو... فرحاً بوزارة الدفاع

- يونتان ليس وينيف كوفوفيتش

■ أقل من ثماني ســنوات هي الفترة التــي مرت منذ أصبح نفتالــي بينيت رئيس حــزب «البيت اليهــودي» إلى أن أصبح أمــس رئيس الحكومة. في حينه كان رجل أعمال هايتيك ناجحاً له ماض إشــكالي مع نتنياهو، عندما شغل منصب رئيس مقره عندمــا كان نتنياهو رئيس المعارضة. اليــوم الوضع لا يختلف كثيراً. هو الذي أقصى نتنياهو عن رئاسة الحكومة بعد 12 سنة من الحكم المتواصل وأرسله إلى تلك الوظيفة نفسها.

خــال فترته كعضــو كنيســت ووزير، ظهــر بينيت كرجل التناقضات: مؤيد لوحدة الشعب، لكنه لا يخاف من صب الزيت على نار الصراع ضد المجتمع العربي ومنظمات اليســار؛ مبادر مناوب لبرامج يتــم وضعها في الجارور ولا يصمم على تنفيذها في الواقع؛ شخص تمســك بموقفه ولكنه كان يتراجع مرة تلو أخرى وهو مهان أمام تنكيل نتنياهو المتواصل به سواء في بيت رئيس الحكومة أو الحكومة، وعلــى صفحات الصحف الورقية وفي الإنترنــت. الآن، في الوقت الحالي هــو في وضع التفوق، ولكنها معركة واحدة في حرب بقائه السياسي، التي دخلت في هذه الأيام إلى مرحلة جديدة: ارتباطه مع الأحزاب اليســارية حطم دعم اليمين له. ســيكرس الفترة القادمــة لإعادة إصلاح صورتــه العامة وبناء جمهور مؤيدين جــدد . «بينيت يدرك أنه محروق كلياً في اليمين»، قال مصدر في حزب «يمين»ا. «الليكود وسموتريتش يعملون بقوة على حرقه كلياً في هذا المعسكر.»

أي رئيــس حكومة ســيكون بينيــت؟ كيف ســيكون أداؤه في مســائل سياسية حساسة؟ هل ســيخضع لطلبات الرئيس الأمريكــي في مواضيع مثل تجميد البناء أو تســهيلات لإيران؟ هل ســيطبق دعوته في الســابق لإخلاء الخــان الأحمر خلافاً لموقف المجتمع الدولي؟ «نفتالي سيكرس كل وقته لمعالجة وحل مشــكلات دولة إسرائيل »، قال شــخص يعرفه جيداً . «من هذه الناحية، سيرفع القفازات وسينزل للعمل في المجال.»

أحد معارف بينيت التقاه صدفة قبل ســنة تقريباً في أروقة الكنيســت. بعد شــهر على أداء حكومة التنــاوب بين نتنياهو وغانتس، فاجأه بينيت وأبلغه عــن القرار الذي نضج لديه في تلك الأيام. «قال لي نفتالي: ســترى. أنا ذاهب لعزل نتنياهو.» تذكر الشــخص . «أنــا ذاهب للعمــل على هذا الأمر فــي الفترة القريبة القادمة. ولن تراني كثيراً في الكنيســت ». هذا الشخص يتذكر المحادثة جيداً، «لقد ظهر مصمماً وقدر أن جولة انتخابات أخرى مســألة وقت»، وأضاف: «كان على ثقة بأنه سينجح في التنافس على رئاسة الحكومة وأنه سينتخب.»

تم التخطيط لخطوة بينيت التــي انتهت بدخوله إلى مكتب رئيس الحكومة ســراً قبل وقت طويل من كشــفها على الجمهور الواســع. اســتغرقها أمر حكومة نتنياهــو - غانتس الجميلة والمتعثرة ســتة أشهر من الاحتكاك إلى أن انهارت. عندما تم حل الكنيســت أخيراً في كانون الأول الماضي، انطلق بينيت لتنفيذ خطته. لم يكن هذا واضحاً، ربما حتى بالنســبة لبينيت نفسه. وقد أدار حملة لها رسائل متناقضة ضد ومع نتنياهو وحتى هو لم يســتبعد إمكانية أن يعــود في النهاية مــرة أخرى إلى ائتلاف برئاسة خصمه. «أريد اســتبدال نتنياهو، لكني لا أريد نقل الحكم لليسار»، قال في شباط الماضي في مقابلة مع «اوفيرا وباركوفيتش » في كيشــت 12، وأوضح علــى الفور : «يوجد 80 عضو كنيســت في اليمين. المعركة هي داخل المعســكر الوطني وليس بين هــذه الطائفة أو تلــك. إذا منحنــي الجمهور القوة فسأستبدل نتنياهو .»

عدد غيــر قليل من الأشــخاص فــي اليمين يــرون خطوط تشابه واضحة بين بينيت ونتنياهو. هناك من يرون في رئيس الحكومة الغض نســخة باهتة للمصدر، وآخــرون يرون فيها نموذجاً محسناً . «بينيت، مثل نتنياهو، شخص مهمات ويتمسك بالهــدف»، قال أحد معــارف رئيس «يمينا». «هــو من خريجي دورية هيئــة الأركان وهو يقدس مكانة الجيش الإســرائي­لي، مــع خلفية أمريكية مهمة ». مصدر يعرف الشــخصين، يميز لدى كل واحد منهما عيباً شــخصياً مشتركاً، يمكنهما من «الانفصال» عن الروتين والغــرق في إدارة الدولة . «هما يحلقان عالياً »، قال المصدر نفســه، وأضاف: «بهذه الطريقــة فقط يمكن أن يتم دفع الأمور قدماً». شــخص آخر قال: «بينيــت يمكنه الجلوس معك في غرفة ويدير محادثة لمدة ســاعة، وبعد ذلــك يمر عنك دون أن ينتبه إليك. هذا ليس أمراً ســيئاً، فهــو يركز دائماً على الأمر القادم .»

لكن يوجد اختلاف أيضاً. هما يتقاســمان فضاءات مشتركة منذ العام 2006. لقد كانت شــكيد رئيسة مكتب نتنياهو، وكانت وســيطة بينه وبين رئيس المعارضــة في حينــه. وبعد فترة، تعكــرت علاقة بينيت وشــكيد مع الزوجــن نتنياهو، وانتهت فترتهما في المكتب. حرصا مدى الســنين على عدم كشف ظروف المواجهة مع نتنياهو. ولكن بينيت أعطى إشــارة وزلة لســان فــي مقابلة مع برنامج الصبــاح في القناة 10 فــي العام 2013. فقد قال بشكل ســاخر إنه وسارة نتنياهو كانا «في الأساس في دورة إرهاب معــاً». وبعد ثوان من الارتباك، عاد إلى الرســالة الصحيحة في ذلك الوقت. «لا يوجد شــيء لا تصلحه المقاعد الـ 15، يجب التوقف عن هذه الثرثرة. وأنا نتنياهو سنعمل بشكل جيد جداً .»

عمــل بينيت تحت نتنياهــو في ثلاث حكومــات، وتنقل في وزارات كثيرة: الاقتصاد، والشــتات، والتعليــم والأمن، هذه قائمــة جزئية فقط. ولكــن يبدو أن علاقته مــع رئيس الليكود لم تكن جيدة فــي أي يوم. نتنياهو يحتقــر بينيت. عمل خلال ســنوات على قص أجنحته حول طاولــة الحكومة وفي المجال العام. الحديث لا يدور فقط عن أحاســيس وشــائعات. لائحة الاتهام ضد نتنياهو تصــف هي أيضاً محاولات رئيس الحكومة الســابق زرع أخبار سلبية في وسائل الإعلام عن بينيت وأبناء عائلتــه. وقيل إن نتنياهــو كان متورطاً في طبــخ نبأ يقول إن زوجته غيلا قد عملت فــي مطعم غير حلال في نيويورك. تضرر بينيت بشــكل عميق عندما كشــفت هذه العملية قبل ســنتين تقريباً، عشية الانتخابات في 2019، الموعد أ. هذا لم يزعج حزبه في الإعلان بأن أعضاءه سيوصون بنتنياهو لرئاسة الحكومة.

اللحظــة التي يتــم تذكرها جيــداً في شــبكة العلاقات مع نتنياهو هي التراجع المهين في تشــرين الثاني 2018. اســتقال افيغدور ليبرمان من منصب وزير الدفاع ومن الحكومة. وطالب بينيت بهذا المنصب لنفسه. امتلأت وسائل الإعلام بالتقارير عن تهديداته وتهديدات شكيد بالاستقالة اذا لم يتحقق هذا التعيين المأمول. رفــض نتنياهو وأوضح بأنه ســيحتفظ بهذا المنصب لنفسه. «رداً على ذلك» عقد بينيت وشكيد مؤتمراً صحفياً أعلنا فيه عن هزيمتهما وتراجعهما بدون شــروط. «نحن نلغي جميع طلباتنا السياســية في الوقت الحالي، وســنهب لمساعدتك في هذه المهمة العظيمة التي تتمثل بأن تعود إســرائيل إلى الأبد،» قــال بينيت متوجهاً لنتنياهو، وأضاف: «أفترض أنني ســأدفع ثمناً سياســياً معيناً في الأيام القريبــة القادمة. هذا غير فظيع، سنغلب على ذلك. من الأفضل لي أن يهزمني رئيس الحكومة في معركة سياسية من أن يهزم هنية دولة إسرائيل.»

في نهاية الأمر، قال مقرب من بينيت: «هو كان يقدر نتنياهو. حتى عندمــا كان يتحدث عنه باســتهانة، كان بينيت يعتقد أن نتنياهو هو الشخص المناسب لرئاســة الحكومة. لذلك، واصل المشاركة في حكومته رغم الدم الشرير والإهانة التي لم تتوقف للحظة». ولكن في مرحلة معينــة، انتهى هذا. «اعتقد بينيت في حينه أن عهد نتنياهو يجب أن ينتهي»، قال المقرب.

لقد سبق هذا الفهم فترة الولاية في وزارة الدفاع في الحكومة الانتقالية. ربما كانت أيضاً نوعاً من المســرع. نصف ســنة فقط شــغل فيها بينيت منصب وزير الدفاع، الذي حصل عليه بفضل لي الأذرع مع نتنياهو. وعرض رئيس الحكومة السابق التعيين الحســاس كفضول سياســي، ولم يفوت فرصة الاستهزاء من بينيت مرة تلو الأخرى. في لقاء نشــطاء في شباط الماضي، قال نتنياهو إن التعيين استهدف إحباط جهود بني غانتس لتجنيد حزب «يمينا» لحكومة برئاســته. «هذا جيد. اعتقدت أنه يجب فعل خطوة ســريعة»، وصف نتنياهو بغطرسة. «قمت بتعيين وزير دفاع. كيف لا تضحكون؟».

تبين أنهم ليســوا جميعاً ســعداء من تعيــن بينيت في هذا المنصــب. فهناك من خشــي اســتغلال وصوله إلــى معلومات حساسة لمراكمة رأس مال سياسي. وقد علمت «هآرتس» أنه بعد أشــهر طويلة من تركه لمقر وزارة الدفاع، تحفظ مصدر أمني من إمكانية إشراك بينيت بمعلومات حديثة خوفاً من تسربها.

مهما كان الأمــر، كان التعيين مثل تحقيق حلم يحققه بينيت. «لقد رأى هناك موشيه يعلون وليبرمان، ولم يعرف كيف يمكن أن يصلا إلى هناك، في حين أنه لا يســتطيع تسلم هذا المنصب،» قال مصدر ســابق في جهاز الأمن. «عندما ســنحت له الفرصة اســتغلها، رغم أنه كان مــن الواضح له أن يتم هــذا في صفقة متهكمة مع نتنياهو لم تضف أي شرف لهذه الوزارة: وزير دفاع لنصف سنة، هذه وصمة عار للوظيفة.»

وصمة العار هذه بدت كمفهوم كرر نفســه طوال هذه الفترة. طوال نصف ســنة ونتنياهو يضيّق على بينيــت في الوزارة،

وأبعده عن النقاط المهمة لاتخاذ القرارات في ذلك الوقت. فجأة، كان رئيس الموســاد، يوســي كوهين، هو الــذي قلب الأحداث الأمنية والسياسية. فجأة، السفير الأمريكي في إسرائيل، دافيد فريدمان، لم ير فــي الوزير عنواناً رئيســياً، كما تدعي مصادر أمنية. «اهتم نتنياهو بأن لا يكون بينيت في النقطة التي يمكنه فيها تجميــع نقاط قوة أمــام الإدارة الأمريكيــ­ة»، قال أحدهم. «حتى عندما كان يأتي ممثل الأمم المتحدة، ميلادينوف، لإجراء لقاءات في تــل أبيب، لم يكن بينيت عنصراً مهماً فيها، ولم يلتق معه في محادثة عمل معمقة.»

ولكــن بينيت، قالت جهــات أمنية، كان متحمســاً مثل طفل حصــل على لعبة جديــدة. مثلاً، في يوم التعيين نفســه في 12 تشرين الثاني 2019، في الساعة الرابعة فجراً اغتالت إسرائيل قائد الجهاد الإسلامي في شمال غزة، بهاء أبو العطا». بعد بضع ساعات بدأ تصعيد اليوم الأول في عملية «الحزام الأسود». «من الآن فصاعداً الأمر لــك»، قال نتنياهو لبينيت، الذي -حســب مصادر أمنيــة رفيعة كانت فــي مقر وزارة الدفــاع- لم يخف انفعاله. «حمّلني بيبي المســؤولي­ة بعد الاغتيال. هو يثق بي،» قال في محادثة مع بعض الأشــخاص في ذاك اليوم. وقال أمام شــخص آخر: «كوخافي أحلى رجل. هو فخم بشــكل رهيب... لا يخاف من المهاجمــة، حتى أكثر مما اعتقــدت أنه يجب علينا المهاجمة. كوخافي مدفع حقيقي .»

كان بينيــت يدرك جيداً أن فترته في الــوزارة محددة، لذلك حاول زيادة الإنجازات إلى الحــد الأقصى، وأحياناً حتى بثمن خلق توتر مع شــخصيات كبيرة في الجيش وفــي جهاز الأمن بشــكل عام. «ظهر هذا وكأن الجيش جلس قبــل مجيء بينيت وانتظر أن يرى ما يجب فعله مع ســوريا وإيران وغزة ويهودا والســامرة »، قال مصدر كبير سابق .»كل يوم تغريدة، ومقابلة، ومحادثات عــن الوضع الأمني الجديد الذي جلبه لإســرائيل، وكأنه لم يتم فعل أي شــيء حتى الآن. على سبيل المثال، نسب بينيت لنفســه أيضاً حقيقة أن إيران خرجت من ســوريا، وأن عــدد رحلات الطيران من إيران إلى ســوريا قلت، وأنه تم وقف المظاهرات على الجدار في غــزة، كل ذلك حدث قبله. هذه كانت مســيرة عمل. ولكن كان هناك موضوع آخر، جاء وباء كورونا وأوقــف إيران وحــزب الله وحمــاس، الذين لــم يتمكنوا من التصرف بحرية .»

ما كل دعاية أنشــأها بينيت في فترته بــوزارة الدفاع كانت دعايــة إيجابية. أحد المنشــورا­ت كان يرتبط بسياســة معينة اتبعهــا: وضع اليد على جثث المخربــن كرصيد لصفقات تبادل أسرى في المســتقبل. في شــباط 2020 أطلق الجنود النار على نشيطين من الجهاد الإســامي عندما كانا يحاولان وضع عبوة ناســفة قرب الجدار على حــدود غزة. وفي الفيلم الذي نشــر في غــزة، والذي وجد تعاطفاً من العالم، تمت مشــاهدة جرافة إسرائيلية عسكرية وهي تجر جثة أحدهما وتمنع الفلسطينيي­ن مــن الوصول إليهــا . «كان حادثاً ســيئاً جداً للجيــش ولدولة إســرائيل»، قال ضابط رفيع ممن اتخذوا القــرارات حول هذا الحادث. «بعد هذا الحدث، قلنا إنــه لا يمكن تحقيق هدف وزير الدفاع، وهو الوصول إلى كل جثة وبأي ثمن». تحول رقم هاتف بينيت الشخصي في السنوات الأخيرة إلى سر مكشوف. بينيت نفســه أعطاه لعدد غيــر قليل من الأشــخاص الذين صادفهم: مديري مستشفيات، ورؤساء بلديات، وأصحاب مطاعم ورجال ثقافة أرادوا إجراء الاتصال بشــكل مباشــر معه وإشراكه في أفكارهم ومشكلاتهم. «في كل مرة ألتقي فيها شخصاً ذكياً، أعتقد أنه يستطيع أن يقدم لي معلومات وإحصاءات فريدة بعد ذلك»، كتب في كتابه «كيف ننتصر على الوبــاء»، «أعطيه رقم هاتفي المحمول وأشجعه على اطلاعي أولاً بأول وبشكل مستمر».

هذا غير مفاجئ. اعتبر بينيت «متجاوزاً متسلسلاً» لسلسلة القيادة. منذ دخوله إلى السياســة، توجه في مناسبات مختلفة بشــكل مباشر إلى أشــخاص في الميدان، وحاول معرفة صورة الواقع بدون وســطاء كي يبلــور موقفه. فــي عملية «الجرف الصامد»، تفاخر وزير الاقتصاد وعضو الكابنت بينيت برحلاته المتواصلــ­ة في مناطــق تجمع الجيــش الإســرائي­لي، وتفاخر بالإحاطات غير الرســمية التــي حصل عليها مــن أصدقائه ضباط برتب متوســطة من أجل تشــخيص عيــوب في رؤية المستوى السياسي. في هذا السياق، ذُكر في حينه اثنان: الأول هو الحاخام العسكري الرئيسي الســابق، افيحاي رونتسكي، شريكه السياسي على مدى سنوات )المتوفى الآن(، والذي نقل -حســب ما قيل في حينه- إلى بينيت معلومات ســرية أثناء الحرب على غــزة تضمنت تفاصيل عملياتية لــم تُعط لأعضاء الكابنت. والثاني هو مقرب آخر، عوفر فنتر، قائد لواء جفعاتي في حينه، والذي اعتبر الشــخص الذي أطلــع الوزير في حينه على الأحداث في وقتها. كشف بينيت أثناء العملية خطاً انتقادياً للطريقة التــي أدار فيها نتنياهو ووزير دفاعه موشــيه يعلون ورئيس أركانه غانتس المعركة.

«تجاوز السلســلة» لم يكن يقتصر علــى المواضيع الأمنية، بل كرر نفســه أيضاً في حالات أخرى. مثــاً، عندما أراد بلورة خطة لمكافحة كورونا بصفته وزير الدفاع، توجه بينيت بشــكل مباشر إلى أطباء وأعضاء طواقم طبية في المستشفيات. «بينيت يســتطيع التحدث مع عشرات الأشــخاص حول موضوع معين كي يفهمه بعمق»، قال شخص مقرب من محيطه. «هو يقدر جداً آراء الناس حتى لو لم يكونوا خبراء معروفين. يحب الاهتمام. يفحص المواضيع بصــورة دقيقة ويدخل إلــى أدق التفاصيل. لا شــك لدي بأنه ســيعمل هكذا أيضاً في المواضيع السياسية. مثلاً، في كل ما يتعلــق بمواجهة التهديد الإيراني». يبدو أن هذا المعيار سيستمر بمرافقته أيضاً في هذا الوقت. «وزراء ورؤساء حكومات يعيشون في فقاعة محصنة. هذا أمر طبيعي»، كتب في كتابه.

«على الجمهــور الوثوق بالزعيــم عندما يقرر شــن عملية عســكرية أو اتخاذ إجراءات اقتصادية. ولكــن ليس من المؤكد تمامــاً بأن الناس يثقــون ببينيت في هذه اللحظــة»، قال أحد المقربين منه.

Newspapers in Arabic

Newspapers from United Kingdom