Al-Quds Al-Arabi

الأردن: «الإفادة الخطية» لعوض الله تركز على طموحات الأمير حمزة ومشاعره نحو الملك

رئيس الديوان الملكي الأسبق حاول توجيه الأنظار نحو «البطل الرئيسي للمشهد»

- عمان -«القدس العربي»:

كان تسريب إفادة رئيس الديوان الملكي الأسبق الدكتــور باســم عــوض اللــه بخصوص ما ســمي بـ"الفتنة" في المشــهد السياســي الأردني، الحدث الأبرز في الأردن أمس الثلاثاء.

توضــح الإفــادة التــي تم الإعــان عنهــا ووقع فيما يبــدو عليها الدكتور عوض اللــه وفي ظروف وملابســات غيــر معلومــة، أن البطــل أو النجــم الرئيســي للقضيــة هو ولــي العهد الأســبق الأمير حمــزة بــن الحســن. بمعنــى أن الإفــادة الخطية والاعترافا­ت كما ســميت تدين الأمير حمزة بشكل أساســي في مســألة تحــركات وســط الحواضن الاجتماعيـ­ـة وطموحــات خــارج نطــاق الدســتور وتخالف القانون.

لكــن الملاحظــة القانونية الأساســية بــرزت مع بحث المســتويا­ت القانونيــ­ة عن الركــن المادي في الجريمة التي ارتكبها الدكتــور عوض الله تحديدا، علما بأن محاكمة الفتنة والتي تنحصر الآن بعوض الله والشــريف زيد بن حســن فقط بدأت تتسارع في إطار ترتيبات خاصة في الوقت الذي برزت فيه العديد مــن تقارير الإعلام الأجنبــي والتي تتحدث عــن أدوار لبعــض الــدول المجــاورة فــي محاولــة إضعــاف المؤسســة الملكيــة فــي الأردن لأســباب سياســية لها علاقة بالقضية الفلسطينية ومرتبطة بطاقم الإدارة الأمريكية الســابقة برئاســة الرئيس دونالــد ترامب. في الإفادة يتحــدث عوض الله عن زيــارات متتالية قــام بها اعتبارا من شــهر رمضان في عــام 2020 الأمير حمزة إليه فــي منزله. واحدة مــن هذه الزيارات مباشــرة بعد حادثة مستشــفى السلط. وحســب الإفادة نفسها كان عراب تنسيق الاتصالات بــن الأمير وعــوض الله هو الشــريف حسن بن زيد فقط.

لكــن الإفــادة لا توضح مــا إذا كان عــوض الله نفســه قد ارتكب جرم المؤامرة وأصر على ارتكابه، فيما يتحدث عوض الله عن إلحاح الأمير حمزة على أن يكون له دور ويساعده في استعادة طموحه.

ووصف عوض الله حسب الإفادة الأمير حمزة

بأنــه متظلم وكان يحقد على الملــك عبد الله الثاني، ولا يعتبر مســألة القضية الفلسطينية والقدس من بين أولوياته.

ويبــدو أن محضــر الإفــادات التحقيقية يشــير بوضوح إلى تبادل أحاديث دون التحقق من الركن المــادي فــي ارتكاب الجرائــم، على الأقل بالنســبة للشــخصين المتهمــن وهما عوض الله والشــريف حسن بن زيد.

وحســب عوض اللــه، طلب منــه الأميــر حمزة إجراء اتصالات بحكم علاقاته بمسؤولين كبار في المملكة العربية السعودية، وطلب منه متظلما تأمين مســاعدة خارجية لهـ وكان يكثر من انتقاد شقيقه الملك والمؤسسة الملكية والدولة الأردنية، خصوصا في أوســاط العشــائر. دون ذلك لا توضح الإفادة المسربة حجم تورط عوض الله تحديدا في ارتكاب أفعال تنسجم مع ما ســميت بطموحات الأمير بأن يطرح نفســه بديلاً حتى اللحظة، وهي مسألة يبدو أن الفرصة متاحة للتركيز عليها واستعراضها عند بدء تدشين المحكمة العلنية.

Newspapers in Arabic

Newspapers from United Kingdom