Al-Quds Al-Arabi

الخزعلي: أمريكا وإسرائيل أعداء «الحشد» و«المقاومة» خيارنا لإخراج الأمريكيين

انتقد تخصيص واشنطن مكافأة لمن يدلي بمعلومات عن استهداف مصالحها في العراق

- بغداد ـ «القدس العربي» من مشرق ريسان:

اســتذكر العراقيون، مؤخــراً، مرور الذكرى الســنوية الســابعة لصدور فتوى رجــل الدين الشــيعي، البارز علي السيســتان­ي بـ«الجهاد الكفائي» التي تعدّ أساســاً لتشكيل «الحشد الشعبي» يرافقها في اليوم عينه ذكرى مقتل «محمد صادق الصــدر» ونجليه ـ أشــقّاء زعيم التيــار الصدري، مقتــدى الصــدر ـ على يد النظام الســابق، وســط دعوات للاســتمرا­ر بنهج الصــدر )والد مقتدى والــذي يُلقب أيضاً بالشهيد الثاني(.

وقال رئيس الوزراء العراقــي، مصطفى الكاظمي، خلال جلســة مجلس الوزراء أمــس، «مرت خلال هذا الأســبوع، ذكرى الفتوى المباركة لسماحة السيد علي السيستاني التي أعطت الدعــم الكبير لتحقيق النصر علــى عصابات داعش الإرهابية. كما تمر علينا ذكرى تأســيس الحشــد الشــعبي الذي كان له الدور البارز والكبير مع بقية قواتنا المسلحة في تحقيق النصر والحفاظ على وحدة البلد».

تحالف «الفتــح» بزعامة هادي العامري، قــال أيضاً، في بيان صحافي أمس، «مرت اليوم ذكرى شهادة أمام التحدي والكلمة الصادقة والموقف الرصين والصوت الوطني الكبير، آية الله العظمى الشهيد الســعيد السيد محمد محمد صادق الصدر، وقد ســال دمه المقدس على تراب الكرامة وروّى أديم التاريخ نجيع )هيهات منا الذلة( وقد اتســع مدارها وطوقت بسناها وتجلياتها تيار الرفض والمقاومة الوطنية في العراق وتحولــت ثورة في عهــده وانتفاضة عراقية مســتمرة بعد شهادته».

وأضاف البيان: «بهذه المناســبة، نســجل بفخر واعتزاز أننا أمة عنيدة في مواجهة القمع والاستبداد، وفينا الصادق المقاوم والأمين على الدرب شــهيد الإسلام والمقاومة الباسلة الشــهيد الصدر الثاني، وإننــا، مهما اختلفنا في أســاليب الخدمة وطرق التعبير عن الهوية الوطنية، فلن نختلف على الصدر ومســاره ومشروعه ومسيرته ورســالته، وسيبقى حيا بيننا مادامت السماوات والأرض».

وتابــع: «لقــد قــدم الشــهيد الصــدر خلاصــة أفكاره وموسوعات رؤيته الكونية وسنوات عمره وكفاحه الوطني الكبيــر كي تصل هذه الأمة لأهدافها في الاســتقلا­ل الحقيقي وإقامة الدولة العراقية التي تنضح عدالة وحرية واستقرارا، لذلك، فإن ذكرى شــهادته المباركة تطرح بيننا مجددا وتعزز في مســيرة الدولة الراهنة، وترسخ ذات المفاهيم الحضارية والوطنية التي كان يشتغل عليها ويحاضر فيها، ويقاتل من أجلها ويدعو الناس إليها فــي صلاة الجمعة، وهي الاقتراب من نبــض الناس وتمثيل إراداتهم، وتوفير شــروط الحياة الحرة الكريمة».

وأوضــح البيان، «لــن نحيد عن درب ســلكه الصدر في الحركــة الوطنية ولــن نبتعد عن رؤيتــه وعنوانه وروحه الإســامية والعراقية الشامخة وســنبقى أوفياء لفتوحاته الفكريــة وصوته الوطنــي، وفي ذكرى استشــهاده نحيي جهــاده وجهوده ولن يموت نســغ الثورة فــي الأمة وروح الصدر في عروقها».

فــي المقابل، عدّ الأمين العام لحركــة «عصائب أهل الحق» قيس الخزعلي، إن أعداء «الصدر» و«الحشــد الشعبي» هما أمريكا وإســرائيل، معلناً في الوقت عينه استمرار التصعيد العســكري لإخراج القوات الأمريكية من الأراضي العراقية، فيحما حذّر من مغبّة حلّ «الحشــد» أو دمجه مع المؤسســة الأمنية أو العسكرية.

وقال الخزعلي في كلمة تلفزيونية، تزامناً مع مقتل الصدر، وذكرى تأسيس «الحشد الشعبي» إن «في هذا العام تتزامن ذكرتان عزيزتان ومهمتان للغاية، الأولى هي الذكرى الأليمة باستشهاد الولي العارف والفقيه المحدث والأصولي المحقق والمؤرخ المدقق والشاعر الأديب والمفسر للقرآن الكريم السيد الشهيد محمد الصدر، هذا الرجل العظيم الذي بحق كان عبداً من عبــاد الله الصالحين، الذي أفنى عمــره في خدمة الدين

وقدم روحه الغالية من أجل هداية الناس أجمعين».

وأضاف: «لــم يكن عطاء هذا الولــي منحصراً على العلم فقط بل قرنــه بالعمل المقترن بأعلى درجــات الإخلاص لله ســبحانه فكان أن قدم إنموذجــاً فريداً وقــدوة نادرة بكل أفعاله فصار نبراس نــور يهتدي به الضالون وكهفاً حصيناً يأوي إليه الخائفون وسفينة نجاة يقصدها المخلصون.

وفيما يخص ذكرى تأســيس «الحشــد الشــعبي» أشار الخزعلي إلى أن الحشــد «حفظ للعــراق دولته وأنقذ أرواح شــعبه واســترد أراضيه وطرد محتليه. وأفشــل المشروع الأخطــر والمؤامــر­ة الأكبر التــي كانت تســتهدف التأريخ والمســتقب­ل، الحياة والكرامة، الأرض والعرض، التي كانت تستهدف كل شيء في هذا البلد».

«وحدة الهدف»

وأشــار إلى وجود علاقة بين «الصدر الثاني» و«الحشــد الشــعبي» تتمثل بـ«وحدة الهدف، فالســيد الشــهيد )لقب يُطلق على محمد صادق الصدر( قضى حياته من أجل الدفاع عــن المظلومين ونصرة المســتضعف­ين بل هو )قدس ســره( قدم حياته من اجل هذا الهدف، وكذلك الحشــد الشعبي فإن هدفه الأساسي هو هذا» لافتاً إلى «وحدّة الهدف» بين الصدر و«الحشــد» بالقول: «العدو الأساسي للســيد الشهيد كان هو أمريكا وإسرائيل والباطل والشــيطان، لذلك كان هتافه في صلاة الجمعة من مســجد الكوفة )كلا كلا أمريكا، كلا كلا إسرائيل، كلا كلا للباطل، كلا كلا يا شيطان(. كان هذا الهتاف في الحقيقة هو رســالة محمد الصدر وتعاليمه أن هؤلاء هم الأعداء الحقيقيون».

وتابــع: «أمريكا وإســرائيل. الســيد الشــهيد ذكرهما بأســمائهم­ا الصريحة وليس بالعناوين، بل في أحد صلوات الجمعة ذكــر رئيــس وزراء الكيان الغاصب بالاســم فقال عــدوي نتنياهــو، وكذلك الحال مع الحشــد الشــعبي فإن أعــداءه الصريحين هما أمريكا وإســرائيل، وهذا من أوضح الواضحات، فالذي يقصف مقرات الحشد ويستهدف قياداته وكوادره هما أمريكا وإسرائيل تحديداً، ونتنياهو نفسه هو العدو الأول للحشد الشعبي».

أما «الشــيطان والباطل» فرأى الخزعلي أن «الصدر كان يعني بهما، بأن «ظروف التقية تســمح له بإعلان أســمائهم الصريحة مع ملاحظة أنهم مجرد أدوات لأمريكا وإســرائيل، فالباطــل هو الحكم الظالم والفســاد المالــي والأخلاقي، أما الشــيطان فهو الحاكم والنظام الذي يقوم بالظلم والفساد، وفي زماننا حتى وإن تغير المصــداق إلا أنه نقولها بوضوح أن الفساد المالي والأخلاقي والاعتداء والظلم هم الباطل في زماننا، وإن الذي يعمل عليها هو شــيطان، وإن من يحارب الحشد الشعبي ويكيد له المكائد فهو شيطان».

«الشجاعة والوعي»

وزاد: «الشجاعة والوعي اللذان زرعهما السيد الشهيد في قلــوب وعقول العراقيين والتي أنتجــت جيلاً مُهماً من القادة كانوا هم العمدة فــي التصدي للدواعش حتى قبل صــدور الفتوى )الجهــاد الكفائي لرجل الدين الشــيعي البارز علي السيســتان­ي( وكانوا هــم الحاضنة الحقيقية التي اســتطاعت أن تســتوعب عشــرات بل مئات آلاف المتطوعين الذين جاؤوا استجابة للفتوى في الوقت الذي كانت فيه الأجهزة الأمنية عاجزة عن أداء هذه الوظيفة في ذلك الوقت للأســباب المعروفة، وأقصد بهؤلاء القادة قادة فصائل المقاومــة الذين تربى جزء كبير منهم في مدرســة الســيد الشــهيد، والذين منهم من قضى نحبه دفاعاً عن العراق والعراقيين، ومنهم مــن ينتظر، ولن يبدلوا تبديلا بعون الله وتوفيقه».

ووفقاً للخزعلي فإن «الحشــد الشــعبي هو المؤسسة العســكرية الوحيدة التي تمتلك بعداً شــرعياً مضافاً إلى البعد القانوني».

وتطرق الأمين العام لحركة «عصائب أهل الحق» والذي

يتزعــم أيضاً كتلة «صادقــون» البرلمانيـ­ـة، المنضوية في تحالف «الفتح» بزعامة هــادي العامري، خلال كلمته إلى مواضيع أخرى تتعلق بالوضع العراقي، من بينها ما وصفه «إصــرار الإدارة الأمريكية على إبقاء قواتها العســكرية على أرضنا» موضّحاً أن «هذا الفعل هو مخالفة للدســتور العراقي وتجاهل لقرار مجلس النواب العراقي، وهو عدم احترام لإرادة الملايين من أبناء هذا الشــعب، أما التحجج بأن بقاءهم هو بطلب الحكومة العراقية، فالجواب أولاً أن الحكومة تنفي في لقاءاتها مع القوى السياسية أنها طلبت ذلك». وبيّن أن «هذا الإصرار على إبقاء القوات العسكرية معناها رســالة واضحة بعدم جدوى الطرق السياســية والســلمية في خروجهم، وهذا يجعل خيــار المقاومة هو الخيار الشــرعي الوحيد، وهذا ما فهمته فصائل المقاومة، وعلى هذا الأســاس صار قرار تصعيد العمليات على هذه القــوات لإجبارها على الخــروج حفاظاً على الدســتور وتطبيقاً لقرار البرلمان وتنفيذاً لإرادة الشعب».

وطالب الخزعلي، الإدارة الأمريكيــ­ة، أن «تفهم أن هذا القرار هو قرار عراقي وطنــي بامتياز، وأن مفاوضتهم مع الجمهورية الإســامية لن تنفعهم في هذا المجال، وفصائل المقاومة لن تتوقف مطلقاً عن الخيار العسكري إلا بالخروج الفعلي لقواتها».

وأوضح أن «قــرار التصعيد بدأ تطبيقه بالفعل، وإذا لم تفهم الإدارة الأمريكية الرســالة وتســحب قواتها وقامت بالرد باســتهداف قيــادات فصائــل المقاومــة أو مقرات الحشــد الشــعبي، فعليهم أن يتأكدوا أن الجهوزية للرد على الرد حاضرة، وأن في جعبة الفصائل الشــيء الكثير ومــا لا يتوقعونــه والبادي أظلــم. والجميع أعد نفســه لكافة التحديات والاحتمــا­لات، ولا يتصوروا أننا نخاف

مــن التهديد أو نحرص على الحياة بل نحن قوم ســبيلنا المقاومة وطريقنا الكرامة وغايتنا الشهادة.»

ورأى أن «إعــان الإدارة الأمريكية إعطــاء مبلغ ثلاثة ملايــن دولار لمن يعطــي معلومات )عــن الجماعات التي تستهدف المصالح الأمريكية والدبلوماس­ية( أولاً هو عكس لثقافتهــم ثقافة )الكابوي( وصيــادي الجوائز )يا غريب كون أديب( وثانياً هو مخالــف للقانون فما هي صلاحية دولة أجنبيــة أن تتواصل مــع أبناء دولــة ثانية وتأخذ معلومات منهم على مجموعة ثانية من أبناء شــعبهم، إذا يوجــد نص في القانــون العراقي يجيز ذلــك فقولوا لنا، أين هو موقف الحكومة العراقية من هذا الإعلان؟ الجواب سكوت مُطبق .»

وأكــد أن «الســفارة الأمريكية مســيطرة علــى مواقع التواصل، وعندهــا علاقة ببعض الناشــطين ممن يعتبر نفســه صاحب الحــق الحصري فــي تمثيــل المظلومين. لا تتصــوروا أنكم تســتطيعون إغفال الآخريــن» منوهاً أن «أصحــاب المطالــب والمتظاهري­ــن ليس فقــط أولئك الذين يقطعون الشــوارع ويعملون بنظام القطعة، فمرة يتظاهرون ضد محافظ حتى يستقيل وعندما يسلم الراية ويقبل بالشروط يسكتون عنه وكأن شيئاً لم يكن .»!

ومضى يقــول: «الجزء الأكبر من أبناء شــعبنا صاروا متضرريــن من هــذه الحكومــة، بالعكــس إذا كان هناك أعداد كبيرة من المتضررين في زمن الحكومات الســابقة، فالمتضرريـ­ـن من هــذه الحكومة )صاحبــة البخت( أكثر بكثير، والناس الذين خرجوا ســابقاً وليس لديهم علاقة بأجندات ولا حسابات ولا أحزاب موجودين، والاستمرار بهكذا إهمال وعــدم تقديم حلول لهم بل زيــادة معاناتهم وإضافــة ناس آخرين لــم يكونوا متضررين ســابقاً مثل المتضررين بزيادة ســعر الدولار، هذا الوضع ينذر بشيء خطير، لأن النــاس ممكن تنفجر في أي لحظــة وإذا جاء الشــهر الســابع وواضح هذه الحكومة ليس لديها شيء حتى تعالج موضوع الكهرباء».

وحذّر من «خطــورة هــذا الوضع على حيــاة الناس واستقرارهم، وإذا الحكومة لم تقم بواجبها وتقدم الحلول المطلوبة، فســوف نعمل مــن خلال الأخــوة النواب على مســاءلتها، ونؤكد على كل القوى السياسية الأخرى على ضرورة عدم مجاملة الحكومة والوقوف معها، بل الوقوف مع الشــعب وليس مع الحكومة، وعلى كل حال حتى إذالا ســمح الله- أن هناك قوى سياسية لها مصالح ووقفت مع الحكومة فالمهم أننا نقوم بواجبنا أمام الله وأمام أبناء شعبنا ونبرئ ذمتنا».

وفيما يتعلق بملف «الحشــد الشــعبي» لفت الخزعلي إلى وجود «مشروع يستهدف الحشد» مبيناً إنه «لا توجد مؤشــرات على توقف أصحاب هذا المشروع من الاستمرار بمشــروعهم، وممكن جداً أن الفتــرة المقبلة كذلك يعملون مشكلة مع الحشد أو أحد فصائل المقاومة».

وزاد: «نحن نراقــب التطورات. تصلنا معلومات. نبذل جهدنا مع كل العقلاء في تجنيب هذه المشاكل أو العمل على احتوائها وعدم تطورها عند حصولها، لكن لا ســمح الله إذا الأمــور تطورت وصار الوضع خطيراً فنحن ســنطلب منكــم، من كل شــريف، مــن كل مؤمن بالحشــد ويعتقد بوجــوب بقائه، نطلب منكم النزول إلى الشــارع والدفاع عن الحشد».

وختم بالقول: «اســتهداف الحشــد من خــال حله أو دمجه معناه أن نبقى مجردين من أي سلاح في غابة مليئة بالذئاب والكلاب».

 ??  ?? عنصر من «الحشد الشعبي» في بغداد
عنصر من «الحشد الشعبي» في بغداد

Newspapers in Arabic

Newspapers from United Kingdom