استشهاد فلسطينية برصاص الاحتلال شرق القدس ومطالبات بالتحقيق في ظروف الجريمة
التشكيك في رواية الجيش الإسرائيلي
قتلت قــوات الاحتلال الإســرائيلي ســيدة فلســطينية تعمــل محاضرة في حقــل الصحة النفسية بكلية جامعة الاستقلال، بزعم محاولتها تنفيذ عمليه دهس بسيارتها في منطقة قرب بلدة حزما في القدس المحتلة.
وحسب تقارير إسرائيلية فإن المرأة «حاولت تنفيــذ عمليــة دهــس وطعــن مزدوجــة، وتم تحييــد الفتاة المنفذة في المــكان». وهي الرواية الإسرائيلية المعتادة في تبرير مثل هكذا عمليات قتل، حيث قامت قــوات الاحتلال بإغلاق مدخل البلدة الرئيسي، وأعاقت حركة السير على طول الشارع الرئيسي الواصل بين حزما وعناتا.
وشــكك أهالي الشــهيدة منى عفانــة، وهي أم لطفلــة عمرها 8 ســنوات، بروايــة الجيش الإســرائيلي ومخابراته، مؤكديــن أن «ابنتهم خرجت مــن البيت لزيارة طبيب الأســنان، ولم تكن في طريقها لتنفيذ أي عملية دهس أو طعن».
وقال عم الشهيدة أسامة عفانة في تصريحات خاصــة إن العائلــة تعيش على وقــع الصدمة الكبيرة، وتســاءل: «كيــف يمكن لفتــاة قوية الشــخصية أن يحدث معها ذلك، هذا لا يحدث إلا لكون الجنود مستعدين للقتل طوال الوقت.»
وتابــع عفانــة: «ابنتنــا تعيش في أســرة متماســكة ومحبة، البارحة كنا نجلس على باب بيت والدها، وكنا نضحــك ونتبادل الأحاديث.. اليــوم فقدنا ابنتنــا ونحن لا نعــرف حقيقة ما جرى معهــا على وجه الدقــة، فرواية المخابرات الإســرائيلية لا تعنيني وهي تقــدم دليل براءة للجنــود الذين تواجدوا في نقطة الحراســة في المنطقة». وأشــار إلى أن منى حصلت قبل ســنة تقريبا على شهادة الدكتوراة من جامعة اليرموك في اربد بالأردن، وقال «إنها امرأة لديها الكثير من الأحلام، ومفعمة بالأمل والروح الجميلة والرغبة بالعمل، ومــا نرجحه أنها أخطأت الطريق عندما ذهبت الى موعد مع طبيب الأسنان.»
ورفض والد الشــهيدة الذهاب إلى المخابرات الإســرائيلية التــي اتصلت به وطلبــت منه أن يأتي إلى حاجز الـ 300 بالقــرب من مدينة بيت لحم، حيث اعتبر ذلك اســتدراج للوالد بالقدوم للمخابرات الإســرائيلية من خــال إيهامه بأنه
سيسلمه جثمان ابنته.
وأضاف العم عفانة «الجنود يقتلون بدم بارد، ونحن الآن نستقبل المعزين بوفاة ابنتنا وننتظر ان نتســلم جثمانها في الوقت الذي «يمن» عليه الاحتلال بذلك وسنقوم بمقاضاتهم، فهذه جريمة بشــعة لا يجب ان تمر مرور الكرام فيما الجنود يطلقون النار بناء على مخاوفهم وهواجسهم.»
محمد ربيع، أمين ســر حركة فتح في أبو ديس قال إن قوات الاحتلال تقوم منذ أســبوع بعملية تجريف واســعة وقامت بإنجاز فتحة جديدة في منطقة بالشــارع القريب من مكان استشهادها، حيث تحرســها دورية من جنود الاحتلال، وهو ما يجعل من احتمالية أن تكون الشهيدة قد ضلت الطريق وهذا هو التحليل المنطقي لما جرى معها.
ويشــكك ربيــع بروايــة قــوات الاحتــال ومخابراته حيــث أنه «لا يمكن لفتــاة أن تقوم بعمليــة دهس ومن ثم تقــوم بعملية طعن، هذه قصة مفبركة لتبرير عمليــة القتل التي نراها كل يوم عندما يخــاف الجنود». وطالــب «بإجراء تحقيــق في هذا النــوع من الإجــرام الذي يقتل شــبابنا بدم بــارد ومــن دون أن يتــم التعامل القانوني مع هذه السياسات الإسرائيلية.»