Al-Quds Al-Arabi

ثورة الإضرابات تتوسع داخل سجون الاحتلال: ثمانية أسرى يواصلون «معركة الأمعاء الخاوية»

أبو بكر: أوضاع الأسرى المضربين الصحية تتفاقم

- غزة ـ «القدس العربي»:

بأمعاء خاوية وأجســاد أنهكها المرض والتعب والتعذيب، يواصل ثمانية أســرى فلســطينيي­ن، معركتهم ضد الســجان الإســرائي­لي وإجراءاته القمعية، طلبا للحرية، ورفضا للاعتقال الاداري.

والأســرى هم الغضنفر أبو عطوان، )28 عامًا( الذي يواصل إضرابه عــن الطعام لليوم 43 على التوالي رفضا لاعتقالــه الإداريّ، حيث يقبع في ســجن «الرملة» ويواجه أوضاعا صحية صعبة، مع اســتمرار تعنت الاحتلال بالاستجابة لمطلبه والمتمثل بإنهاء اعتقاله الإداري.

تفاقم الحالة الصحية

وبســبب تردي وضعه الصحــي نقلته إدارة سجون الاحتلال من «عيادة ســجن الرملة» الى مستشفى «كابلان» لتفاقم حالته الصحية، حيث تردى وضعه الصحي مؤخرا بشكل كبير، بسبب الإضــراب والاعتــدا­ءات المتكررة عليــه من قبل السجانين بالضرب والتنكيل والنقل المتواصل.

وكانــت مجموعــة من الســجانين قــد نفّذت اعتداءات متتالية على الأســير أبــو عطوان في زنازيــن ســجن «ريمون» قبــل نقلــه لاحقا إلى سجن «أوهليكدار» وفي سجن «الرملة» استأنف السّــجانون الاعتــداء­ات عليه، حيــث اقتحموا زنزانته، واعتدوا عليه مجــددا بالضّرب المبرّح، فأصيب برضوض، ورشــوه بمادة تســببت له بالاختنــا­ق، وذلــك دون أدنــى اعتبــار للحالة الصحية التي يُعاني منها حاليا.

وإسنادا لهذا الأســير، تقام خيمة تضامن معه وســط مدينة دورا في محافظــة الخليل، يزورها عدد من النشطاء والأسرى المحررين والمسؤولين والمساندين لقضيته.

كما يواصل الأســير الشــيخ خضر عدنان )43 عاما( من جنــن، إضرابه عن الطعام لليوم الـ 18 على التوالي، بعد ان أجلــت محكمة الاحتلال في «عوفر» البت فــي أمر اعتقالــه الإداريّ حتى 20 يونيو/ مايو الحالي، علما بأنه محتجز في ظروف قاسية في زنازين معتقل «الجلمة».

والأسير عدنان هو أبرز الأسرى الذين واجهوا سياسة الاعتقال الإداريّ، من خلال معركة الأمعاء الخاوية على مدار السنوات الماضية، حيث خاض أربعــة إضرابات ســابقة، منها ثلاثــة إضرابات رفضا لاعتقاله الإداريّ، فقــد خاض إضرابا عام 2004 رفضا لعزله، واستمر لمدة 25 يوما، وفي عام 2012 خاض إضرابا ثانيا واســتمر لمدة 66 يوما، وفي عام 2015 لمدة 56 يومــا، وفي عام 2018 لمدة 58 يوما، وتمكّن من خــال هذه المواجهة المتكررة من نيل حريتــه، ومواجهة اعتقالاته التعســفية المتكررة.

ويواصل الأسيران يوســف العامر )28 عاما( وعمــرو الشــامي )18 عاما( وكلاهمــا من مخيم جنين، إضرابهمــا عن الطعام لليــوم الـ 17 على التوالي رفضا لاعتقالهمـ­ـا الإداري، حيث يقبعان في زنازين ســجن «مجدو» رغم تدهور وضعهما الصحي.

وكان الأسير والقيادي في حركة حماس جمال الطويل من رام الله، المضرب منذ 14 يوما، قد أعلن رفع سقف مطالبه، بإنهاء اعتقاله واعتقال ابنته الإداريين منذ عدة أشهر.

وذكر مكتب إعلام الأسرى أن القيادي الطويل أبلغ قاضي الاحتلال خلال جلســة محكمة عقدت له أنه سيضيف مطلب إنهاء اعتقاله الإداري لعدم استجابة الاحتلال لمطلبه بإنهاء الاعتقال الإداري لابنته الأسيرة بشرى الطويل.

وحســب ما نقل عنــه فقد قال خــال المحاكمة «أصبح على طاولــة المخابرات ملفان للحل، وبعد مرور بعض الوقت، وبحالة لم يســتجب لمطالبي ســوف أصعّد فيها وأضع على طاولتهم شــروطا أخرى للحل» والأســبوع الماضي أصدرت محكمة «عوفر» العســكرية الإســرائي­لية قراراً بتحويله إلى الاعتقال الإداري ستة أشهر

كذلك يواصل القيادي في حركة حماس الأسير

نادر صوافطــة إضرابه المفتوح عــن الطعام في ســجون الاحتلال الإســرائي­لي لليــوم الـ7 على التوالي، رفضا لاعتقاله الإداري، وأفادت زوجته بأنه شــرع في إضــراب مفتوح عــن الطعام منذ لحظة اعتقاله، رفضا لاعتقاله التعسفي.

ودخــل الأســيران أيســر العامــر )21 عاما( وإبراهيم العامــر )19 عامــا( وكلاهما من مخيم جنين، بإضراب عــن الطعام في زنازين ســجن «جلبوع» إسنادا لرفاقهم المضربين، وقام الاحتلال بمعاقبتهما بنقلهما إلى الزنازين انفرادية.

وقال نادي الأســير، في بيان، إنّ عدد الأسرى المضربين عن الطعام يتجه نحــو الارتفاع رفضا لسياسة الاعتقال الإداري التي صعّد الاحتلال من تنفيذها مؤخرا.

إضراب مفتوح عن الطعام

وقال رئيس هيئة شــؤون الأسرى والمحررين قدري أبــو بكر، إن الأســرى يواصلون إضرابهم المفتوح عن الطعــام لمدد متفاوتة ضــد اعتقالهم الإداري التعســفي، وإن أوضاعهم الصحية بدأت بالتفاقم، لا سيما الأسير أبو عطوان.

ويلجــأ الأســرى لخــوض «معــارك الأمعاء الخاوية» بالإضراب المفتوح عن الطعام، رغم أنهم يتعرضون خلال فترة الإضراب التي امتد بعضها لأشهر طويلة، إلى عمليات قمع من الاحتلال وعزل انفرادي، يطال أجســادهم المريضــة، وقد نحج الأســرى في مرات سابقة في إرغام إدارة سجون الاحتلال على تلبية مطالبهم، بعدما حصلوا على قرارات بإطلاق سراحهم.

وتقول المؤسسات التي تعني بأوضاع الأسرى، أن عــدد الأســرى والمعتقلين الفلســطين­يين في ســجون الاحتلال بلغ حتــى نهاية مايــو 2021 نحو 5300 أســير، بينهم 40 أسيرة، فيما بلغ عدد المعتقلين الأطفال القاصرين في سجون الاحتلال نحو 250 طفلًا، وعدد المعتقلين الإداريين نحو 520 معتقلا.

Newspapers in Arabic

Newspapers from United Kingdom