Al-Quds Al-Arabi

الاتحاد الدولي للصحافيين يراسل العاهل المغربي في شأن اعتقال الريسوني... والمدعي العام: حالته الصحية عادية

- الرباط ـ «القدس العربي»:

فــي الوقت الذي تأجلــت فيه محاكمــة الصحافي المغربي ســليمان الريســوني إلى الثلاثاء المقبــل، 22 حزيران/ يونيو، بســبب مواصلته الإضــراب عن الطعام، وجّــه "الاتحاد الدولي للصحافيين" رســالة إلى العاهل المغربي، ملتمســاً الإفــراج عن الصحافي المذكــور ومتابعته في حالة ســراح. أما الادّعاء العام فأصدر بياناً اعتبر فيه أن الحالة الصحية لرئيس تحرير "أخبار اليوم" المغربية عادية، مهدداً بإجباره على حضور المحاكمة في حال امتناعه عن ذلك.

وطالب "الاتحاد الدولي للصحافيين" في رسالة بعثها للعاهل المغربي محمد الســادس، أول أمس الثلاثــاء، بالإفراج الفــوري عن الصحافي سليمان الريسوني، الذي تستدعي حالته الصحية "المقلقة للغاية" رعاية طبية عاجلة، وفق ما ورد في الموقع الرسمي للاتحاد.

وكان ســليمان الريســوني، رئيس تحريــر صحيفة "أخبــار اليوم" والمعتقل منذ 22 أيار/مايو 2020 قد دخــل في إضراب عن الطعام، منذ ما يزيد على شــهرين، وذلك احتجاجاً على اعتقاله تعسفياً وظلم محاكمته في القضية المنسوبة إليه.

وأضــاف بيان للاتحاد الذي يرأســه المغربي يونــس مجاهد، رئيس المجلس الوطني للصحافة، أن "زميلنا الريســوني فقد 40 كيلوغراماً من وزنه بعد قضائه عامــاً من العزلة، وهو الآن فــي حالة صحية حرجة". ونقل عن أنطوني بيلانجي، أمــن عام الاتحاد الدولي للصحافيين، قوله في رسالته: "إن لهذا الصحافي الحق في الحصول على محاكمة عادلة مع احترام كرامته الشــخصية. وإننا نطالب ببذل كل ما في وسعكم لضمان حصوله علــى الرعاية اللازمة والمحافظة على حياته، وتســليط الضوء على خلفيات اعتقاله التعسفي".

وقال يونس مجاهــد، رئيس الاتحاد الدولــي للصحافيين: "إن إبقاء ســليمان الريسوني رهن الاعتقال الاحتياطي لأكثر من عام دون محاكمة

هــو أمر مرفوض. لذلك فإننــا نطالب بالإفراج عنــه، وليحاكم في حالة ســراح؛ حيث إن جميع الضمانات لحضوره المحاكمــة متوفرة، ويمكنه الدفاع عن قضيته في إطار قضائي نأمل أن يكون عادلاً".

وأفاد موقع "اليوم 24" أن ســليمان الريســوني لــم يقو على حضور جلســة محاكمته، أول أمس الثلاثاء، في محكمة الاســتئنا­ف، في الدار البيضاء، بسبب عدم قدرته على الحضور والحديث للدفاع عن نفسه.

وأضاف المصدر ذاته أن ممثل النيابة العامة تحدث عمّا أسماه "امتناع" الريسوني عن حضور الجلسة، أما المحامي محمد المسعودي، عضو هيئة دفــاع الصحافي المعتقل، فأكد أن موكله لم يمتنــع، بل تغيب عن حضور جلســة محاكمته بســبب المرض، وعدم قدرته على التركيــز للدفاع عن نفســه، وأورد على لســان ســليمان، الذي أدلى بوثيقة مكتوبة لإدارة الســجن تفيد: "أتغيب عن الحضور، بســبب المرض الــذي يحول دون قدرتي على التركيز".

وبذلك، اعتبرت هيئة دفاع الريسوني ممثل النيابة العامة بـ"الخصم غير الشــريف"، لأنه "حــرف كلام ســليمان حينما قال إنــه امتنع عن الحضور، في حين أن الريسوني أكد تغيبه لعدم قدرته على الحضور".

ورفض الصحافي المعتقل محاكمته عن بعد، وأصرّ على خوض إضراب عن الطعام، وذلك لأكثر من شــهرين، وقدم وثيقة مكتوبة، موجهة لممثل النيابة العامة، في شــأن تغيبه، مرفقة بتقرير ووثائق طبية صادرة عن الطبيب الخاص بالســجن، وأبدت هيئة دفاعــه ملاحظتها على التقرير والوثائق ســالفة الذكر، لافتــة الانتباه إلى أن محتــوى التقرير الطبي باللغة الفرنسية، ويتضمن كلمات طبية يصعب فهمها، وبالتالي، يصعب على الهيئة معرفة الوضع الصحي لموكلهــا المضرب عن الطعام لأكثر من شهرين.

على إثر ذلك، التمســت هيئــة الدفاع مهلة قصد التخابــر مع موكلها، وطالبت أيضاً بخبرة طبية يجريها خبير محلف، مختص في الانعكاسات الصحية بخصوص الإضراب عن الطعام، بالإضافة إلى تقديمها ملتمساً آخر بالسراح المؤقت.

ولفتت هيئة الدفاع الانتباه إلى ما نشــرته بعض المواقع الإلكتروني­ة، بشــأن ما سمته "رفض ســليمان المثول أمام المحكمة"، وفي هذا السياق، تساءل المســعودي، هل بعض المواقع يسمح لها بدخول مؤسسة السجن لمعرفة الوضعية الصحية لســليمان، ونحن دفاعه لم نره بعد، هل بعض المواقع الإلكتروني­ة على معرفة بوضع ســليمان قبل هيئة الحكم ودفاعه والنيابة العامة؟ وبعد مداولة، اســتمرت ســاعات طويلة، رفضت هيئة الحكم جميع الملتمســا­ت التي تقدمت بها هيئة دفاع الريسوني، وأرجأت النظر في الملف إلى الثلاثاء المقبل.

بيان الادعاء العام

فــي المقابل، أعلــن الوكيل العام للملــك )المدعي العــام( لدى محكمة الاســتئنا­ف في الدار البيضــاء، أنه على خلاف ما يتــم الترويج له عبر عدد من منصات التواصــل الاجتماعي والمواقع الإلكتروني­ة من ادعاءات بخصــوص التأخر في محاكمة المتهم ســليمان الريســوني، فإن المعني بالأمر يبقى هو المتسبب في تأخير إجراءات محاكمته والبت في قضيته، والتي يتم تأخيرها في كل مرة بنــاء على طلبه وبمبررات مختلفة، تارة بمبرر إعداد الدفاع، وتارة أخرى بدعوى وضعه الصحي.

وأضاف البيان، الذي اطلعت عليه "القدس العربي"، أنه في إطار تتبع الوضع الصحي للمعني بالأمر، كلفت النيابة العامة أحد قضاتها للانتقال إلى السجن بتاريخ 06/14/2021، والذي تواصل معه بشكل عاد، واطلع على ملفه الطبي وتســلم من طبيب السجن تقريراً طبياً يستشف منه أن حالته الصحية عادية، وتســمح له بمواصلة إجراءات محاكمته دون أي إخلال بحقه في الدفاع".

واســتطرد بيان المدعي العام قائلاً: "بتاريخ يومه 06/15/2021 امتنع المعني بالأمر عن الحضور لجلسة محاكمته التي أشعر مسبقاً بتاريخها،

رغم أن المحكمة خولت له ولدفاعه جميع الضمانات لتقديم كافة الدفوعات تكريساً لشروط المحاكمة العادلة".

وأوضح البيان أنــه "أمام إصرار المعني بالأمــر على رفض الحضور، قررت المحكمة إمهاله للمثول أمامها ومواصلــة إجراءات محاكمته تحت طائلة إعمال ما يرتبه القانون مع تأجيل القضية لجلسة ‪."2021/06/ 22‬

ما تبقى من سليمان

وكان أحمد الريســوني، رئيس الاتحاد العالمي لعلماء المســلمين، أفاد أنه لم يتعرف ـ إلا بصعوبة ـ على أخيه ســليمان حين زاره برفقة بعض الحقوقيين في السجن. وأشار في مقال على موقعه الرسمي إلى أن شقيقه بدا بوجه نحيف وصوت ضعيف.

في الإطار نفســه، كتب حســن بناجح، عضو الأمانة العامة لجماعة العدل والإحســان، تدوينة بعنوان "شــهادة عن مشــاهدة ما تبقى من ســليمان الريســوني"، جاء فيها: "حضرت جلسة ســليمان الريسوني اليوم وهذا ما شاهدت مما تبقى من سليمان: سليمان أصبح "كمشة" جلد وعظم، سليمان ذاب، سليمان في حالة خطيرة جداً جداً جداً.

كنت أتابع ما ينقل عن حالته الصحية مما تنشره زوجته ودفاعه، لكن لم أكن أتوقع أن تكون حالته بالسوء الذي شاهدت. مكنوا سليمان من حقه في السراح المؤقت المستحق. عتقوا الراجل )أنقذوا الرجل( أعباد الله". ويتابع سليمان الريسوني، منذ عام، في حالة اعتقال بتهمة اغتصاب شــاب مثلي، فيما يرى حقوقيون أن المتابعة جاءت عقاباً له على كتاباته الصحافية السياسية الجريئة.

وتتواصــل حملــة التضامن معــه عبر مختلــف شــبكات التواصل الاجتماعي، داعية الســلطات المغربية إلى التدخل العاجل من أجل إنقاذ صحته، وإخراجه من السجن، ومتابعته في حالة سراح.

Newspapers in Arabic

Newspapers from United Kingdom