Al-Quds Al-Arabi

موريتانيا: الرئيس السابق يتحدى من يظهر أي دليل يؤكد نهبه للمال العام

- نواكشوط – «القدس العربي» من عبد الله مولود:

عاد الرئيس الموريتاني السابق محمد ولد عبد العزيز للواجهة من جديــد ليثير النقاش والجدل حول قضيته المعروضة على القضاء ولينفي ما هو متهم به من نهب للمال العام.

وقال في بث مباشــر أمس علــى صفحته على الفيس بــوك: "أتحدى أي موريتانــي من الأربعة ملايين الذين هم ســكان موريتانيــ­ا، أن يظهر أو يخرج أي دليل على أننــي أخذت أوقية واحدة من الخزانــة العامة أو من البنك المركــزي، أو من جهة أخرى في الداخل أو في الخارج".

وأكــد الرئيس الســابق "أن الدافــع الحقيقي

لتوجيــه التهــم إليــه هــو اهتمامه بالسياســة ومراقبته للشــأن العام، وهو أمر لــن يتركه لأنه لا يريد أن تفســد المجموعة التــي تحكم موريتانيا حالياً، ما تمكن هو نفسه من بنائه بجهد جهيد".

ولم يكد الرئيس السابق ينهي بثه المباشر حتى تقاطرت الــردود عليــه؛ وكان أول من تحداه هو مساعده الســابق أيام حكمه الوزير سيدي محمد ولد محم الذي خاطبه قائلاً: "لنتحدث ببســاطة، تصرح بأنك لم تصرف ولــم تدّخر يوماً من راتبك كرئيس؛ وتعترف بحيازتك لثروة هائلة تتضاعف وتتزايــد مع الوقت، وهو اعتــراف لم يحصل يوم كنت رئيســاً، بل جاء بعد خروجك من الســلطة، وتصريحاتك، وأنت رئيــس، بأنك لا تملك مالاً ولا حســابات موثقة صورة وصوتــاً، وتصريحاتنا بذلك نيابة عنك وبتكليف منك شاهدة وموثقة ولا اعتــراض لك عليها في وقتها، بعــد ذلك يتم وضع اليد على عشرات المليارات من هذه الثروة ولا زال البحث جارياً عن بقيتها".

وتابــع الوزير محم رده قائــاً: "أنت أصلاً بين اثنتــن: ضابط فــي الجيش يحظر عليــه التربح وتمنــع عليه المتاجر، أو رئيــس دولة يحظر عليه الدستور ممارســة أية مهمة عمومية أو خصوصية أخرى غير التي أســند إليه، وقد سجلت اعترافك الطوعي بحيازتــك لهذه الثروة الطائلة، والقرائن لحد الســاعة تشــير إلى أرقام فلكية، لذلك فأنت، لا نحــن، من يقع عليه عبء رفــع التحدي وإثبات مصــادر هذه الثروة، وأنها كانت من كســب حلال ومشــروع، فهو حق اللــه وحق الأربعــة ملايين موريتاني عليك".

وزاد: "أخيــراً أنصحك بالاطــاع قبل مواجهة المحاكم علــى مبحث البينــات والأدلة فــي المادة الجنائية إثباتاً ونفياً".

وكتب الدكتــور أحمــد الراظــي: "عجبت من الرئيس الســابق، كيف أنه يصمت حين ينبغي أن ينطق وينطق حين ينبغــي أن يصمت؛ وكان فيما قال إنــه يتحدانا جميعــاً أن نثبت له ســحباً من الخزينة أو من البنــك المركزي أو نأتي بدليل واحد على أن ما عنده مال للشعب أو حاصل من الرئاسة؛ فهل هناك دليل أقــوى وأبلغ من الواقع الملموس ألا وهو جمع هذه الثــروة الهائلة في وقت قليل، كان صاحبه مشغولاً بتدبير الشأن العام".

وقال: "لم ينف الرئيس السابق من أوجه أخذه للمال العام إلا حالة واحدة، وهي أنه لم يســحب أوقية واحدة مــن البنك أو الخزينــة، ألا يمكن أن يكزن قد أخذها قبل دخولها".

وأضــاف الدكتــور الراظي: "أنــت الذي يجب عليك احتراماً لنفسك وللقضاء وللقاضي وللشعب وللدولة وللتاريخ، أن تقول مصدر هذه الثروة إن كان شــرعياً وإن لم تقله فلا يمنعك قطعاً إلا علمك بعدم شرعيته".

وعلقــت الإعلامية منى الدي علــى تصريحات الرئيس الســابق، قائلة: "ولد عبد العزيز يتحدى الجميع ويقول إنه لا يســتطيع أحــد أن يثبت أنه أخذ مال الدولة من الخزينة أو اســتلم رشوة؛ لا يا شيخ، المشكلة ليســت في إثبات أخذه من الخزينة أو إثبات تلقي الرشاوى، فالمشكلة في مالك الكثير جداً وثرواتــك الكبيرة التي حجــزت منها الدولة لحد الآن أكثر من أربعين ملياراً والتي لا تســتطيع تبريرها والتي لحــد الآن أيضاً لــم يجمد منها إلا رأس جبل الجليد".

وتابعت: "مشكلة الرجل أنه اعترف أنه لم يأخذ فلســاً من راتبه والمشــكلة أن هذا الثراء الفاحش صاحبه يحرم القانــون عليه العمــل أو التجارة والمشكلة أنه أكبر حجماً مما يمكن إخفاؤه والمشكلة أيضاً أن الجميــع يعرف أنه نهــب موريتانيا بكل الطرق نهباً لا رحمة فيه ولم يرقب فيه إلا ولا ذمة".

وأكــد الرئيس الســابق في بثه المباشــر "أنه صرح بممتلكاته قبل تسلمه للحكم وصرح بها بعد الخروج من الســلطة أمام رئيس المحكمة العليا"، موضحاً "أن كلما يشاع عن فساده كلام سهل قوله باللسان لكن لا يمكن إثباته بالحجة والبرهان".

وأضاف: "ما قمت به في السنوات الأخيرة كان بجهود مشــتركة من الجميع"، لكني أرفض الوضع المزري الذي يعيشه البلد، وأرفض ما يشهده البلد من فساد وإهمال وسوء تسيير"، وفق تعبيره.

Newspapers in Arabic

Newspapers from United Kingdom