Al-Quds Al-Arabi

لا أحد يشتم الوزير باسيل … عنوان لفيلم كوميدي جديد

- *

انتشر مؤخراً إشكال «صادم» هز مواقع التواصل الاجتماعي وتناقلتــه أيضاً عدة قنــوات لبنانية أبرزها قنــاة «الجديد» التي اســتضافت بطلــة القصــة المواطنــة اللبنانية ياســمين المصري بحضور النائبة بولا يعقوبيان.

بدأت القصة حين قامت المواطنة «المســتهتر­ة « ياســمين بفعل «مشين» و»مستهجن» فيما هي تتناول غداءها مع صديقتها على الشاطئ في بلدة البترون اللبنانية الشمالية.

هنــاك رأت الوزيــر «المبجل» جبران باســيل مــع أربعة حراس ضخام يمر متغندراً تحت أشــعة الشمس، بعد أن استمتع بقسط كبير من الراحة.

فكمــا تعرفــون همــوم النــاس والبلد مســتلقية فــوق كتفيه المنهكتين. ربما هذا من أسباب ضغط قامته وقصرها، لكن لله في خلقه شؤون.

تقول ياسمين إن قلبها كان ممتلئاً بالغضب منذ انفجار بيروت الســنة الماضية، حين تهدم بيتها وانجرحت ومــات أصدقاؤها. لذلك لم تســتطع الســيطرة على نفســها حين رأت رمزاً من رموز السلطة الفاسدة التي تتحمل مسؤولية الانفجار. «فتجرأت» وفتحت فمها، وقالت بكل «تفه عليك». لا أعرف كيف استطاعت قولها بعد كل الإنجازات التي حققها لنا هذا العهد وبعد كل التعب والسهر على راحة المواطنين. فلبنان منذ جاء باسيل وحاشيته عاد ليكون باريس الشرق! الكهربــاء لا تنقطع. مياه الشــرب الصافيــة متوفرة، الطرقات نظيفــة. الليــرة عــادت لعزها، لا عاطلــون عن العمــل. ولا أطفال جياع؟!

تخيلــوا أن صحيفــة البنزين فــي هذا العهــد أصبحت بحدود المئتــي ألف ليرة تبعاً لأســعار النفــط العالمي فقط، لأن الســلطة تخاف على صحة الشعب. استخدام السيارة يخفف من الحركة، والحركة بركة!

أما الإشــاعة الســائدة بــأن لبنان تراجع خلال 5 ســنوات 36 مركــزاً ليصبح ترتيبه بين الـ 34 دولة الأكثر فشــاً فهي مغرضة بغيضــة تهدف لتشــويه ســمعة الســلطة المحبــة والمتفانية أمام شعبها.

قد يكون الأمن الغذائي مهدداً، لكن ذلك للمحافظة على رشاقة الشــعب. فالســمنة مرفوضة. تعودوا على الجــوع. صوموا ليل نهار حتى الموت لتدخلوا الجنة من أعرض أبوابها.

كذلــك نقص الأدوية الذي قد يتســبب في وفاة بعض المرضى من ذوي الحالات الصحية الصعبة فهو رحمة لهم.

كل مــا تفعله الحكومة هو لصالح الشــعب، لكــن «المغرضين» يفهمونــه بشــكل مختلــف ويحللــون الوضــع بنية ســيئة. الله يسامحكم!

«سدي نيِعك»

قصة المواطنة ياسمين لم تنته بشتيمة عابرة لوزير «بطل»! طبعاً لن يقف مرافقو الوزير مكتوفي الأيدي وسيدهم شتم من مواطنة عادية. فما كان مــن أحدهم إلا أن اقترب منها، وقال لها: «بتسدي نيعك» أي اغلقي فمك، لكن طبعاً طريقة تعبيره محترمة جــداً مثــل من يحرص علــى حراســته. ولا نعرف لماذا اســتاءت المواطنة المتمردة من رده! لكنها وقفت وتحدته رافعة صوتها: شو بدك تعمل تضربني؟ وبدأ بضربهــا «خبيط.. خبيــط .. خبيط» إلــى أن أوقعها هي وزجاجة الماء على الأرض.

بتستاهل! فهي لم تسئ فقط لباسيل، بل لكل اللبنانيين الذين يعشــقونه داخل وخارج البلاد. إن محبيه كثر. جمهور عريض لا ينتهــي! ألا تذكرون الطائرة الخاصة التي ســافر بها إلى أمريكا، وقــال إنهــا «هدية» فــي مقابلة صحافيــة أجراها مــع الإعلامية هادلي غامبل.

لم تعترف المواطنة ياســمين بفعلتها الشــنيعة ولــم تعتذر من صهــر الرئيس المدلل، بل أكدت أن الإهانة هــي أن يمر من غير أن يسمع إهانة من أحد. الإهانة أن يخرج من منزله.

أما المكتب الإعلامي للوزير باســيل فقد أكد لنا أنها لم تتعرض للضرب.

هكــذا يا ياســمين ترمين ببــاك علــى حبيب الشــعب جبران باسيل!

طبعــاً، تعاطف الشــعب اللبناني مع روايــة الوزير وصدقوها مباشرة فتاريخه وتاريخ حزبه لم يكن يوماً ملطخاً بالدماء!

لم يعتذر باسيل. بل توعد أن يرد على كل من يتعرض له، فزمن الصمت ولى كما يقول.

لكــن مهمتــك صعبــة أيها الوزيــر «العظيــم» ولا أعــرف كيف ستلاحق مليوني شخص أو أكثر و«تسد نيعهم»!

نعم يا ياســمين كنت في حضــرة مافيا ضخمة. نعم «الها أول ما إلها آخر» كما قلت في إطلالتك عبر قناة «الجديد». يبقى السؤال ماذا تتوقع السلطة من الشعب الذي يحتضر؟ ربمــا عليكم الاعتياد على الشــتائم أو التوجه لضرب الشــعب اللبنانــي كلــه. لا أخفيكم ســراً شــتيمتكم أصبحت مثــل كلمات الترحيــب رائجة فــي كل المنازل اللبنانية حتى اســتحال بعضها إلى أغان مشــهورة يرددها حتى الأجانــب في دول حول العالم، كما أظهــرت لنا مقاطع الفيديو المنتشــرة عبر وســائل التواصل الاجتماعي في السنتين الأخيرتين.

هنيئاً لنا. إن صيتكم المشرف وصل إلى العالمية! كاتبة لبنانيّة

 ??  ?? جبران باسيل
جبران باسيل

Newspapers in Arabic

Newspapers from United Kingdom