Al-Quds Al-Arabi

غزة و«نووي إيران» والساحة الشمالية قنابل موقوتة على أعتاب حكومة بينيت

- اليعيزر )تشايني( مروم

■ الحكومــة الجديدة التــي تشــكلت، مطالبة منذ ســاعتها الأولى بمعالجة مســائل أمنيــة ذات مغزى. فأعداؤنا يتابعون عن كثب ســير الأمور في إســرائيل، وكلنا نتذكر أقوال نصر الله عن القيادة الإسرائيلي­ة في حرب لبنان الثانية.

إن فتــرة الصمت وتبــادل الحكومات قــد تبدو، من زاويــة نظرهم، فرصــة لعمل عســكري. فلِتوّها انتهت جولــة قتالية فــي غزة دون أي تســوية. والوســيط المصري، بمشــاركة أمريكية، ينتظر الحكومة الجديدة كي يبلور خطوطاً هيكلية لتسوية محتملة هدفها هدوء طويل المدى في الجبهة الغزية.

هنــاك بعض من المســائل التي تحتاج حــاً فورياً: سياســة عامة تجــاه غزة وعلى رأســها مســألة المال القطري. فالآلية التي أدخل المال القطري من خلالها إلى القطاع وأدى إلى هدوء نسبي كانت ممكنة بفضل تأييد رئيس الموســاد المنصرف، الذي اعترف فــي البث بأن إدخال المال إلى غزة كان خطأ. السؤال هو: هل ستكون الحكومة الجديــدة قادرة في غضون أيــام على بلورة سياســة جديدة لغزة، بدون المال القطري، وما البدائل التي تحت تصرفها لحسم هذه المسألة؟

في مســألة الأســرى والمفقودين، نشــأت فرصة في أعقاب الحملــة لإعادة الأبنــاء إلى الديــار. وينطوي الموضــوع على ثمن تســتعد إســرائيل أن تدفعه – كل تسوية ســتنطوي على تنازلات تجر عاصفة سياسية، وتضع زعامة ووحدة الحكومة قيد الاختبار.

إضافة إلى ذلك، هناك حاجة لخطة شاملة لأعمال غزة لا تتضمن فقط بناء البيوت والمؤسســا­ت التي دمرت، بل سياســة شــاملة تتعلق بمســتقبل غزة السياسي والاجتماعـ­ـي والاقتصادي. أما في الوجه العســكري، فالمطلوب سياسة رد عسكري واضحة على كل استفزاز من حماس. إلى جانب ذلك، تقف المســألة الفلسطينية الاستراتيج­ية أمامنا على مدى الطريق، وينبغي في هذه المرحلة عدم التحلي بالأوهام في أن تحقق هذه الحكومة حلها في الجانب التكتيكي.

من المهم محاولة تعزيز الســلطة الفلســطين­ية على حســاب حماس، وتعزيز التعاون الأمني مع الســلطة التــي لها أيضاً مصلحة في إضعــاف حماس، ومحاولة ربط إشــراكها في التســوية التي تتحقق في غزة. أما المســألة الفلسطينية الواسعة فســتضطر إلى الانتظار لمراحل لاحقة.

في الســاحة الأبعد، أي محادثات النووي بين إيران ودول الاتفاق، وفيمــا تتواصل الولايــات المتحدة في الخلفية بالتنــاوب، يبدو أن الإيرانيين يشــقون خطاً متصلبــاً ويعملــون، بخلاف الاتفاق، للســعي باتجاه القنبلــة النووية. أما إســرائيل فقد قــررت الاعتراض على اســتئناف الاتفــاق. وإدارة بايــدن تنتظر القرار الإسرائيلي الذي سيؤثر مباشرة على خطواتها التالية

مع إيران.

في الســاحة الشــمالية، لبنان وحزب الله وسوريا والتموضع الإيراني في أراضيها، هي مســائل متفجرة جداً ومطلوب معالجتها في الســياق. وســيكون وزير الدفاع غانتس الرجل الذي ستلقى عليه المسؤولية لنقل عصا المسؤولية الأمنية إلى الحكومة الجديدة، ويصبح بالضرورة الشــخصية الأهم في الكابينت السياسي – الأمني في الفترة القريبة القادمة.

وختاماً، ما كنــت لاقترح على أعدائــي أن يختبروا حصانة إســرائيل الأمنية في هذه الفترة. فجهاز الأمن مســتقر وقوي ويعتمد على منظومة بشرية فائقة يمكن الاعتماد عليها.

 ??  ??

Newspapers in Arabic

Newspapers from United Kingdom