Al-Quds Al-Arabi

قياديون في طالبان يؤكدون رغبة الحركة في السيطرة الكاملة على أفغانستان

خليل زاد يؤكد أن الانسحاب الكامل للقوات الأمريكية يجب أن يسبقه اتفاق

-

■ لندن- «القــدس العربي»- وكالات: نقلت وكالة «فرانس برس» الفرنســية عــن قياديين في حركــة طالبان عزمهم في الســيطرة الكاملة على البلاد في ظل انســحاب القــوات الأجنبية من أفغانســتا­ن، بينما باتت الحركة تسيطر على حوالي 30 منطقة منذ بدء عملية الانســحاب في مطلع أيار/مايو.

وفي ظــل تراجع خطــوط الإمــداد، واجهت القوات الأفغانية ضغطــاً متزايداً من قبل مقاتلي طالبان فــي الأســابيع الأخيرة، مــا أجبر قادة البــاد العســكريي­ن للقيام بعمليات انســحاب استراتيجية من عدة مناطق ريفية.

وقــال القيادي لطالبان في ولايــة غزنة التي يجتاحها العنف الملّا مصباح: «يعتقد الأمريكيون المتعجرفــ­ون بأنــه بإمكانهم مســح طالبان من على وجه الأرض». وتابــع: «لكن طالبان هزمت الأمريكيــ­ن وحلفاءهم وإن شــاء الله، ســتتم إقامة نظام إســامي في أفغانستان الآن بما أنهم سيغادرون».

وخلال الأسابيع الأخيرة، ســيطرت طالبان علــى منطقتين في غزنة، الولاية الاســترات­يجية التي تضم الطريق الســريع الرابط بين العاصمة ومعقل طالبان سابقاً - قندهار )جنوب(. وبات عناصــر الحركة متواجدين اليــوم في كل ولاية تقريباً، بينما يحاصرون عدداً من المدن الرئيسية الكبرى، وهي استراتيجية استخدمها المتمرّدون فــي منتصف تســعينيات القرن الماضــي عندما ســيطروا على معظم مناطق أفغانســتا­ن إلى أن أطاح بهم الغزو الذي قادته الولايات المتحدة بعد هجمات 11 أيلول/سبتمبر 2001.

وأفاد مصباح الذي يعرّف عن نفســه على أنه مســؤول من طالبان يتولى الصحــة العامة في

غزنة: «عندمــا يغادر الأمريكيــ­ون فلن يتمكنوا )القــوات الحكومية( من الصمود حتى لخمســة أيام». وقال: «عندما يمنى الأســياد بالهزيمة، لا يعود بمقدور العبيد محاربة الإمارة الإسلامية.»

وأثارت المكاســب العســكرية التــي حققتها طالبــان تكهّنــات بأنها تســتعد لشــن هجوم واســع النطاق على المدن الأفغانية فور مغادرة الأمريكيــ­ن وحلفائهم الدوليــن. وتصر كابول بدورهــا على أنهــا قــادرة على صــد طالبان، منوّهة إلى عدم امتلاك الحركة الأســلحة الثقيلة وانكشــافه­ا على الضربات الجوية التي تنفّذها القوات الأفغانية. لكــن الحركة واثقة من قدرتها على النجاح فور انســحاب الجنــود الأمريكيين بشكل كامل قبيل مهلة أيلول/سبتمبر التي حددها الرئيس الأمريكي جو بايدن.

ويؤكــد قيادي طالبــان في منطقــة قره باغ القريبة قاري حفيظ الله حمــدان: «تعلمون كما يعلم الجميع بأن الأمريكيين وحلفاءهم في حلف شمال الأطلسي وإدارة كابول هزموا بنسبة مئة في المئــة». ورغم الحديث عن انتصار عســكري سريع، شدد ناطق باسم طالبان على أن القرارات المرتبطة بالمسار المستقبلي للحرب تعود في نهاية المطاف إلى قيادة الحركة. وقــال: «من الطبيعي بأن يرغب القادة العسكريون باستخدام القوة.»

وتابع: «لكن القــرارات تُتّخذ فــي أعلى الهرم.. لذا فســيتم تطبيق أي قرارات تصدر عن مجلس القيادة وسيتبعها القياديون» المحليون.

وفي هذا الســياق، اعتبر المبعــوث الأمريكي إلى أفغانســتا­ن، زلماي خليل زاد، في حديث مع قناة «الجزيرة» القطرية، إن الانســحاب الكامل للقوات الأمريكية من أفغانستان يجب أن يسبقه اتفاق بين الحكومة وطالبان، واعتبر أنه لا يمكن حل الصراع عسكرياً.

إلى ذلك، قــال النائــب عن ولايــة فلوريدا، مايك والتز، خلال جلســة استماع للجنة القوات المســلحة في مجلس النواب إن «هناك احتمالات كبيــرة بأن نضطر للعــودة )إلى أفغانســتا­ن( وأن يعــود تنظيــم «القاعدة» في أعقــاب تقدم طالبان، وأن يهاجموا الولايــات المتحدة». فيما قال المتحدث باسم وزارة الدفاع الأمريكية، جون كيربي، إن العنف في أفغانستان ما يزال مرتفعاً، مؤكداً أن بلاده ترغب في رؤية تراجعه. وشــدد على أن الحل السياسي يمثل أفضل طريقة لإنهاء الحـرب.

وميدانياً، قتــل 5 جنود أفغان، أمس الأربعاء، إثر هجوم شــنته طالبان، على موقع عســكري بولاية باميان وســط البلاد. وقال حاكم باميان ســيد أنور رحمتي فــي تصريــح للصحافة، إن مســلحين ينتمون لطالبان شنوا هجوماً مسلحاً على موقع عســكري فــي منطقــة «كوميرد» في باميان. وذكر رحمتي أن الهجوم أســفر عن مقتل 5 جنود وإصابة آخر. وأشار إلى أن الاشتباكات مع القــوات المتواجدة فــي المنطقة العســكرية أسفرت عن خسائر في صفوف مسلحي طالبان. في المقابل، قالــت الحركة في بيان أصدرته حول الحادثة إن الهجوم تسبب في مقتل 9 جنود.

 ??  ?? مقاتلو طالبان على دراجاتهم النارية في سوق محلي في ولاية غزنة
مقاتلو طالبان على دراجاتهم النارية في سوق محلي في ولاية غزنة

Newspapers in Arabic

Newspapers from United Kingdom