Al-Quds Al-Arabi

السيسي يشيد بالدعم العربي لمساندة مصر لحماية أمنها المائي

أحزاب معارضة ترفض اقتراحا سودانياً بشأن الملء الثاني لسدّ النهضة

- القاهرة ـ «القدس العربي» من تامر هنداوي:

أعرب الرئيس المصري عبد الفتاح السيســي، عن التقدير لما يوفره الأشــقاء العرب مــن دعم ومســاندة لمصر في كل ما يؤثر علــى أمنها القومي، فيما رفضت «الجبهة الشــعبية المصرية للحفاظ على نهر النيل» اقتراح الســودان بالقبول باتفاق مرحلي مؤقت خاص بالملء الثاني لسد النهضة.

كلام السيســي جاء ذلك خلال اســتقباله أمس الخميس وزراء ومســؤولي الإعلام العرب، وذلك على هامش انعقاد الدورة العادية )51( لمجلس وزراء الإعلام العرب في جامعة الدول العربية، وبحضور الكاتب الصحافي كرم جبر، رئيس المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام.

مفاوضات مضنية

وقال السيســي إن بلاده انخرطت في مفاوضات مضنية لفترة توشك على تجاوز عشر ســنوات سعياً للوصول إلى اتفاق قانوني ملزم وعادل ومتوازن حول ملء وتشغيل سد النهضة، بما يضمن عدم إلحاق ضرر جسيم للأمن المائي لمصر والسودان الشقيق ويحقق في الوقت ذاته متطلبات التنمية لإثيوبيا.

في الســياق، أعلنت «الجبهة الشــعبية المصرية للحفاظ على نهر النيل» رفضها تصريح وزير الري الســوداني ياسر عباس، بشأن قبول اتفاق مرحلي مؤقت خاص بالملء الثاني لســد النهضة، على أن تتعهد إثيوبيــا بمواصلة المفاوضات عقب انتهاء الملء الثاني.

وقالت الجبهة التي تتشــكل من عدد من أحزاب المعارضة المصرية في بيان أمس، إن الوســاطات التي نشــطت أخيرا برعاية أمريكية، وباســتخدا­م أطراف عربيــة تدعم النظام الإثيوبــي، وتدعي الرغبــة في تخفيف الاحتقــان والبحث عن حلول وسط جديدة، تســاعد عمليا في مراوغات أديس أبابا، بعــد أن وصلت المفاوضات إلى طريق مســدود، وبعد

أن انكشــفت كل ملامــح الاســترات­يجية التفاوضية للنظام الإثيوبي لكسب الوقت بالمماطلة حتى تفرض أمرها الواقع.

وأضافت: استهدفت هذه الوساطات تشتيت جهود مصر والسودان لحسم هذا النزاع الذي طال أمده وإحداث شقاق في الموقف المصري ـ الســوداني، بهــدف تمرير الملء الثاني وتحويل السد الأثيوبي إلى أمر واقع

وأعلنت رفضها لتصريحات وزير الري الســوداني التي أعلن فيها قبول الخرطوم بتوقيع اتفاق مرحلي مؤقت.

وقالت: تصريح وزير الري السوداني، فضلا عن تناقضه

مع المواقف الشعبية والرسمية السودانية المعلنة، فإنه أيضا ليس شــأنا ســودانيا خالصا، لأن أي اتفاق طويل الأمد أو مؤقــت ينبغي أن يحظى بموافقة الأطراف الثلاثة، والأهم أن ينهض على مبادئ القانون الدولي ومشــاركة الدول الثلاث في إدارة النهر وعلى الاتفاقات والمعاهدات الســابقة، وعدم الســماح بوضع محبس إثيوبي على النيل يمنع تدفق المياه لمصر والســودان، ويصب مقتــرح وزير الري الســوداني بوضوح في خانــة مصالح النظام الإثيوبــي ويتعارض مع مصالح الشعبين المصري والسوداني.

وزاد البيان: الوقــت ينفد، وكلما اســتطالت الأزمة كلما تفكك الموقف وزادت الشــروخ وتم تثبيــت المحبس، ونجدد تأكيــد ثقتنا في قــدرات مصر والســودان معا واســتعداد شعبيهما للدفاع عن الحق في المياه والحياة.

في المــوازاة ردّ ما يعــرف بـ«المجلس الأعلــى الفيدرالي للشؤون الإسلامية الإثيوبي» على بيان الشيخ أحمد الطيب شيخ الأزهر، عن سد النهضة، في مؤتمر صحافي عقده المفتي عمر إدريس رئيس المجلس، أمس الخميس.

وقال رئيس المجلس الإثيوبي إن «بيان الأزهر لا يســتند

إلى حقائق ويعارض حق إثيوبيا في اســتخدام نهر النيل» لافتا إلى أن «إثيوبيا لها حق المنفعة والاستفادة من مواردها الطبيعية دون أي ضرر لدول حوض النيل بصورة عامة».

وواصل «إثيوبيا لم تمنع مصر والســودان من الاستفادة والانتفاع من مياه النيل. بــل طالبت بأن ننتفع منه معاً على حد سواء وبصورة عادلة ومنصفة وهذا هو العدل المحض».

ودعا رئيس المجلس الإثيوبــي «المجتمع الدولي والعربي والإســامي والأفريقي إلى تفهم حق إثيوبيا في الاستفادة من نهر النيل بما لا يضر بحقــوق دول المصب» قائلا: «مصر والسودان يتمسكان باتفاقيات اســتعماري­ة عفا عنها الدهر وكانت تعطــي الملكية الكاملــة لهما في الاســتفاد­ة من نهر النيل».

بالمشاورة والتفاهم

واختتــم: «نحن في بلد الملك النجاشــي، الملــك العادل، والعدالة ما زالت في بلادنا إثيوبيــا إلى يومنا هذا، ويتعين أن تحل القضية بالمشــاور­ة والتفاهم، وتحــت ظل الاتحاد الأفريقي على مبدأ حل المشاكل الأفريقية في أفريقيا.»

وكان شــيخ الأزهر، أحمــد الطيب، دعــا المجتمع الدولي والأفريقــ­ي والعربــي والإســامي لتحمل مســؤوليات­هم والتكاتــف ومســاندة مصر والســودان فــي الحفاظ على حقوقهما المائية في نهــر النيل، والتصــدي لادِّعاء البعض مِلْكيَّة النهــر والاســتبد­اد بالتصرف فيه بمــا يضر بحياة شعوب البلدين، مشــددا على أن الأديان كافة تتفق على أنَّ مِلْكيَّة الموارد ضروريَّة لحياةِ الناس.

وتتفاوض الــدول الثلاث منــذ 2011 للوصول إلى اتفاق حول ملء الســد وتشــغيله، لكنها رغم مرور هذه السنوات أخفقت في الوصــول إلى اتفاق. وتبني إثيوبيا الســد على النيل الأزرق الــذي ينضم إلى النيل الأبيض في الســودان لتشــكيل نهر النيل الــذي يعبر مصر. وتــرى أنه ضروري لتحقيق التنمية الاقتصادية، في حــن تعتبره مصر تهديدا حيويا لها، إذ تحصل على 90 ٪ من مياه الري والشــرب من نهر النيل.

 ??  ?? السيسي مع وزراء وسؤولي الإعلام العرب أمس
السيسي مع وزراء وسؤولي الإعلام العرب أمس

Newspapers in Arabic

Newspapers from United Kingdom