Al-Quds Al-Arabi

فلسطين تطلب من مجلس الأمن استخدام جميع الآليات لإنهاء الاحتلال وتحقيق العدالة

دعوة المدعي العام الجديد للجنائية لوضع جرائم الاحتلال على سلم أولوياته

- غزة ـ «القدس العربي»:

اشتكت دولة فلسطين الانتهاكات التي تمارســها دولة الاحتلال الإسرائيلي إلى منظمــة الأمم المتحــدة، وطالبت مجلس الأمن باستخدام جميع الآليات والقدرات الدبلوماسـ­ـية والسياســي­ة والقانونية، من أجل إنهــاء الاحتلال، وتحقيق العدالة للشعب الفلسطيني.

جــاء ذلك في ثــاث رســائل متطابقة بعثها المندوب الدائم لدولة فلســطين لدى الأمم المتحدة، الســفير ريــاض منصور، إلى كل من الأمــن العام لــأمم المتحدة، ورئيــس مجلــس الأمــن لهــذا الشــهر )استونيا( ورئيس الجمعية العامة، حول تفاقم الأوضاع التي يعاني منها الشــعب الفلسطيني جراء مواصلة إسرائيل، القوة القائمــة بالاحتلال، بتصعيد ممارســاته­ا وسياساتها غير القانونية.

واشتكى الســفير الفلســطين­ي تزايد الفوضى التي يتســبب بها المستوطنون، الذين نُقلوا بشكل غير قانوني إلى الأرض الفلســطين­ية المحتلــة، بما فيهــا القدس الشرقية.

وتطرق كذلــك إلى مواصلة إســرائيل انتهاكاتهـ­ـا لـ «وقف إطــاق النار » منوها إلــى قيام قوات الاحتلال بشــن المزيد من الهجمات الوحشــية ضد السكان المدنيين الفلســطين­يين العزل، بما فــي ذلك جولة أخرى من الضربات الجوية الإرهابية ضد قطاع غزة أول من أمس.

وأشــار إلى مواصلة اعتــداءات قوات الاحتلال على الفلســطين­يين واستفزازات المســتوطن­ين في القدس الشرقية المحتلة، لافتا إلى تعرض المقدســيي­ن لـ «اعتداءات متطرفة» بشكل يومي من قبل المستوطنين الذيــن يواصلــون ترديد شــعار»الموت للعرب» وغيره من الشــعارات العنصرية البغيضة.

وأكد على عدم وجود سيادة لإسرائيل في القدس الشــرقية المحتلــة، أو في أي جــزء مــن الأرض الفلســطين­ية المحتلة منذ عــام 1967 وقال مخاطبــا قادة الأمم المتحدة «ليس لها )إسرائيل أي حق على الإطلاق في توجيه المســيرات العنصرية عبر المدن الفلســطين­ية، أو على تحصين مناطق في جميع أنحــاء القدس، بما في ذلك أحياء الشيخ جراح وسلوان.»

وأعــاد التذكيــر بقرار مجلــس الأمن 2334، الذي أدان جميــع التدابير الرامية إلــى تغيير التكويــن الديمغرافي وطابع ووضع الأرض الفلســطين­ية المحتلة منذ عام 1967، بما في ذلك القدس الشــرقية، وكذلك بناء وتوسيع المستوطنات، ونقل المســتوطن­ين، ومصادرة الأراضي، وهدم المنازل وتشريد المدنيين الفلسطينيي­ن، في انتهاك صارخ للقانون الإنساني الدولي والقرارات ذات الصلة.

وتطــرق فــي رســائله المتطابقة إلى استشــهاد خمســة فلســطينيي­ن، مــن بينهم طفــل، على أيدي قــوات الاحتلال في مناطــق متفرقة من الضفــة الغربية المحتلة فــي غضون ثلاثة أيام، منوها إلى أن عمليــات القتل تجرى «خــارج نطاق القانــون» مؤكــدا أن الممارســا­ت التي تنتهجهــا قوات الاحتلال تعد «ممارســة منهجيــة للاحتــال، ترقى إلــى جرائم الحرب ضد السكان المحتلين.»

وأشــار إلى زيادة وتيــرة الاعتقالات الجماعيــة والمداهمــ­ات من قبــل قوات الاحتــال على نطاق واســع، في تجاهل تام لحالة الطوارئ التي مــا زالت قائمة في الضفة الغربية بسبب وباء «كورونا» الأمــر الــذي يقــوض ســامة ورفاهية السكان المدنيين الفلسطينيي­ن، في انتهاك خطير للقانون الدولي الإنساني.

ونوه إلى قيام رئيس الوزراء الجديد بينيــت، بمضاعفــة خطابــه المناهــض للفلســطين­يين وإعــان وجهــات نظره الراســخة للاحتــال، والــى مواصلــة الحكومة الجديدة تعزيز «المســتوطن­ات فيما تعتبرها جميع أنحاء أرض إسرائيل، في إشــارة واضحة إلــى الضفة الغربية المحتلة بما فيها القدس الشرقية» مشددا على ضرورة مجابهة محاولات إسرائيل لتطبيع احتلالها بإجراءات كفيلة بوقف هذه الأعمــال العدوانية وحماية الأرواح البشرية.

وشــدد علــى ضــرورة قيــام الدول ومجلس الأمن باســتخدام جميع الآليات والقــدرات الدبلوماسـ­ـية والسياســي­ة والقانونية المتاحة لتأكيد القانون الدولي كمصدر للســلطة في قضية فلســطين من أجل جعــل نظام الاحتلال الاســتعما­ري والفصــل العنصري هــذا مكلفــا، ومن ثــم إنهــاؤه، من أجــل تحقيــق العدالة للشعب الفلسطيني والسلام والأمن بين الفلسطينيي­ن والإسرائيل­يين.

وطالبت وزارة الخارجية والمغتربين، المدعي العام الجديــد للمحكمة الجنائية الدولية كريم خان، البريطاني الجنسية، بوضــع التحقيــق في جرائــم الاحتلال الإســرائي­لي على ســلم أولويــات عمله خلال الفترة الأولى، وتوجيه رسالة إلى الحكومة الإســرائي­لية الجديدة» حتى لا تستمر في ارتكاب المزيد من الجرائم بحق الشعب الفلســطين­ي.» يذكر أن المحامي البريطانــ­ي كريم خان تولى أول من أمس مهامــه مدعيا عامــا للمحكمــة الجنائية الدولية، خلفا لفاتو بنسودا.

وكانت قد أعلنت في الثالث من مارس/ آذار الماضي بدء مكتبهــا بإجراء تحقيق

يتعلق بالوضع في فلســطين. وقالت إن التحقيق ســيغطي الجرائــم التي تدخل في اختصاص المحكمة، ومن المفترض أنّها ارتكبــت في القضيــة ذات الصلة منذ 13 يونيو/ يونيو 2014 .

إلــى ذلــك أدانــت وزارة الخارجية الفلســطين­ية في بيــان صحافي، جرائم الإعدام الميدانية المتواصلة التي «ترتكبها قوات الاحتلال ضد أبناء شــعبنا، وكان آخرها إعــدام الدكتورة مــي عفانة )29 عاما( من بلدة أبو ديــس، والفتى زاهي بني شمســة )16 عامــا( من بلــدة بيتا جنوب نابلس، وهو الشــهيد الرابع من بلدة بيتا خلال أقل من شهر.

وحملــت الحكومــة الإســرائي­لية المســؤولي­ة كاملة عن تلــك الجرائم وعن اعتــداءات ميليشــيات المســتوطن­ين المســتمرة ضد المواطنين الفلســطين­يين. وحــذرت مــن التعامل مع تلــك الجرائم كأمور عابــرة واعتيادية كونهــا تتكرر يوميا ولا تســتدعي التوقــف عندها او التعليق عليها او اتخاذ موقف تجاهها.

وطالبــت المجتمع الدولــي والمنظمات والمجالس الحقوقية والإنســان­ية الأممية بعدم المرور عليهــا مرور الكرام وتوثيقها بهدف اتخاذ ما يلزم من إجراءات يفرضها القانــون الدولي لمحاســبة ومســاءلة مرتكبي هذه الجرائم ومن يقف خلفهم.

Newspapers in Arabic

Newspapers from United Kingdom