الأولى من نوعها في قطر: صناعة منحوتة بتقنية الطباعة ثلاثية الأبعاد خلال دقائق
والــذي شــدد على أهميــة تكريــس تقنيــة الطباعة ثلاثيــة الأبعــاد إلــى قطــر: «اخترنــا طباعــة هــذه المنحوتــة بســبب أهميتها والتنوع الــذي ترمز إليه. ومــن الناحية التقنية، تمنحنا هــذه المنحوتة فرصة عــرض إحــدى أكبر مزايــا الطباعة ثلاثيــة الأبعاد، وهــي المرونة الهندســية. إذ تتطلب أســاليب البناء التقليديــة، لصنــع هيــكل كهــذا، تصميــم القالــب وصنعه أولًا، بينما تتيــح لنا الطباعة ثلاثية الأبعاد تخطي هذه الخطوة كليًا، مما يقلل التكاليف بشكل كبير .»
وقــال المهنــدس محمــد الحمايــدة، المديــر العام لشــركة الجابر للتجــارة والمقــاولات أنــه: «أجرى فريــق الشــركة، وجامعــة تكســاس إيه آنــد إم في قطر، تدريب شــامل على اســتخدام الطباعة ثلاثية الأبعــاد، وهم قادرون علــى صناعة أي غرض معقد محليًا باستخدام الخرســانة». وأضاف أن شركته «تسعى في نهاية المطاف إلى المساهمة بشكل فعّال فــي تطوير ممارســات البناء الأخضر فــي قطر بما يتماشى مع رؤيتها الوطنية 2030، إذ تتمتع الطباعة ثلاثيــة الأبعــاد بإمكانيات لا حصر لهــا، مع التطلع إلى عقد شراكات مع القطاعين العام والخاص، ومع المؤسسات الأكاديمية؛ لتوفير بناء سريع ومستدام في قطر .»
وتعد الطباعة الخرســانية ثلاثيــة الأبعاد طريقة بنــاء بديلــة، وذات قــدرة علــى إحــداث ثــورة في قطاع الإنشــاءات على مســتوى عالمي. كمــا تتميز بإيجابيــات كبيرة مثــل تقليل الحاجــة إلى الأيدي العاملة، وزيــادة الحرية في التصاميم الهندســية، وتقليــل اســتهلاك المــواد وهدرها، ورفع مســتوى السلامة في موقع البناء.
ويسعى الفريق إلى امتلاك القدرة على استخدام المخلفات الناتجة عــن الهدم، وإعــادة تدويرها مرة أخــرى في قطــاع الإنشــاءات مــن خــال الطباعة ثلاثية الأبعاد. ويجــرى العمل على ذلك بتمويل من الصنــدوق القطري لرعايــة البحــث العلمي، عضو مؤسســة قطــر، وبالشــراكة مــع جامعــة حمد بن خليفة، عضو مؤسسة قطر، وشركة الجابر للتجارة والمقاولات، وهيئة الأشغال العامة، وشركة سيروا للاستشــارات الهندســية، وجامعــة حجــة تبة في تركيا. وأشــار الدكتور مســعد إلــى أن اعتماد هذه التكنولوجيا لم يكن أمراً ســهلًا، حيث عملت جامعة تكساس إيه آند إم في قطر، وشركة الجابر للتجارة والمقــاولات، بجد علــى مدى عام ونصــف من أجل ذلــك، وكان علــى الفريــق تعلــم عمليــة التصميــم، والتعرف على مــواد الطباعــة وخصائصها، وفهم كيفيــة عمــل الطابعة، وتدريــب الموظفــن. ويقول: «يســعدنا القــول إننــا نجحنــا فــي اكتســاب هذه المعارف، نحــن الآن واثقون من قدرتنا على أن نقدم لقطر هيــاكل خرســانية مصنوعة بتقنيــة الطباعة ثلاثية الأبعاد .»
واســتغرقت طباعــة الهيكل، الذي يبلــغ ارتفاعه ثلاثة أمتار تقريبًــا، 30 دقيقة فقط للطباعة، وتطلّب الأمــر شــخصين فقــط لمراقبــة الطباعــة وإضافــة مــواد الطباعة. ولو تم تشــييده باســتخدام الطرق التقليدية، لاســتغرق من 12 إلى 18 ساعة، بمشاركة خمسة أشخاص على الأقل.
ولــم يقــرر الفريــق بعــد مــكان وضــع المنحوتة المطبوعــة. ويقــول الدكتور مســعد: «كل ما يمكنني قولــه الآن هــو أنه ســيكون قريبًــا في مــكان عام، لضمان أن يكون محطّ مشاهدة للمجتمع بأكمله.»