حزن في عُمان لحريق «جبل شمس» في المنطقة الأثرية

المنطقة غنية بالأشجار النادرة والجهود مستمرة لإطفائه

تفاعــل الشــارع العُماني مــع أنباء حريــق «جبل شــمس» الواقع في ولايــة الحمراء، ويعد من أشــهر المواقع الأثرية، ومقصد سياح كثر يفيدون إليه من دول العالم، لاكتشــاف عدد من الأشــجار النادرة والمهددة بالانقراض.

وظل العُمانيون يترقبون على مدار الأربع وعشرين ســاعة الماضية آخر الأنباء، عن جهود السيطرة على الحريق الذي اشــتعل في منطقة جبلية وعرة يصعب الوصول إليها.

وصبــاح الخميس كشــف العقيد خلــف بن هلال العلوي، قائد شــرطة محافظة الداخلية عن السيطرة على نحو 85 في المئة من حريق منطقة رأس الحرق في ولاية الحمراء.

كما كشف أحمد بن سالم الناعبي، الباحث القانوني في إدارة البيئة في محافظة الداخلية أن الحريق ما زال مســتمرًا حتى الآن مع تأثر كبير للمفــردات الطبيعية مثل أشــجار العلعــان والعتم البــري، وأن صعوبة التضاريس تعيق جهــود احتواء الحريق وأن الجهات المعنية تبذل جهدًا مضاعفًا من أجل تقليل حجم الضرر.

وبمجرد انتشــار خبر الحريق هــب متطوعون من مناطق مختلفة وانضمــوا لفرق الدفاع المدني، وطلبوا نقلهــم بالطائرات لقمة الجبل للمســاهمة في عمليات الإطفاء.

وكشف الدفاع المدني العُماني أن جهود فرق الإطفاء، والفرق الأخــرى من مختلــف الجهــات، وبالتعاون مع عدد من المتطوعين مســتمرة لاحتــواء ما تبقى من الحريق على أجزاء متفرقة من الجبل.

ويعد جبل شــمس في ولاية الحمــراء من بين أعلى القمم الجبلية على مســتوى الدول العربية، إذ ترتفع قمته والتي تسمى «القنة» 3028 متراً عن سطح البحر، ويتميز بوجود أشجار العلعلان والعتم البري النادرة.

وتعــد العلعلان شــجرة عمانية وهي أحــد أنواع الأشــجار المهــددة بالإنقراض، وتنتشــر فــي جبال الحجــر، على سلســلة الجبل الأخضر، حيث تشــكل غابات مفتوحة، حسبما ذكرته وزارة البيئة والشؤون المناخية في عمان.

وتترقب الســلطات الســيطرة قريباً على الحريق، لتعــود الحيــاة إلــى نســقها الطبيعي فــي المنطقة السياحية.

ويقع جبل شــمس في قلب سلســلة جبــال الحجر الغربي في ولايــة الحمراء، ويمتاز بإطــالات رائعة علــى العديد من المناظــر الجيولوجيــة، والتكوينات الصخريــة، والأخاديــد العميقة التي تمثل مســارات للأوديــة والتي من أهمها الفالــق العظيم الذي ينحدر منه عدد من الأودية العميقــة وتحتفظ بجريان المياه طوال العام. ولهذا هو مقصد الكثيرين، لمناخه المعتدل، وتمتعه بمسارات المشــي على الجبال، وأصبح مقصد عشاق مغامرات الطرق الوعرة.