Al-Quds Al-Arabi

رجل أعمال لبناني يتحدى الأزمة من خلال مركز للتكنولوجي­ا

-

■ بيــروت - رويتــرز: علــى الرغــم مــن المصاعــب التــي يتمثــل بعضها فــي معاناة موظفيــه لإيجــاد بنزيــن لســياراته­م كــي يتوجهوا إلى مقر عملهــم، واجتهاده لتقديم منتــج مميز يقنع العمــاء بمواصلة التعامل مع شــركة مقرها لبنان البلد عالي المخاطر.. تزدهر شركة للتكنولوجي­ا التي يملكها رجل الأعمال اللبناني فادي ضو.

وتنتــج شــركة «ملتي لين» التي أسســها ضــو معــدات الاختبــار والقيــاس للبُنيــة التحتيــة لمراكز البيانات، ومــن بين عملائها العالميين شــركات «مايكروسوفت» و»آبل» و»غوغل».

وقال ضــو «التصور الخاص بكل شــيء وتصميمه وبناؤه يأتي من لبنان».

ونظراً لأن لبنان يواجه أزمة مالية وصفها البنك الدولي بأنها من أسوأ موجات الركود

فــي التاريخ الحديــث، كان لزامــا على ضو أن يتغلــب على تحديــات عديــدة، منها على ســبيل المثال بناء إمدادات الطاقة الشمسية الخاصــة بــه حتــى لا يعتمــد علــى شــبكة الكهربــاء الحكومية، وليديــر عملية تصدير منتجاته بنجاح.

وعاد ضو إلى لبنان عام 2006 بعد أن أقام 25 عاماً في الولايات المتحدة. وفي نوفمبر/ تشــرين الثانــي 2019، وبعــد شــهر من بدء انهيــار الاقتصــاد اللبناني، أطلــق «حديقة حومال للتكنولوجي­ا» في مسقط رأسه بلدة حومــال، على بعــد 15 كيلومتــراً من بيروت ليوسع إنتاجه.

وقــال ضــو أن شــركات التكنولوجي­ــا العالمية «تختار العمل مع لبنان مع علمها بأن لبنان بلد عالي الخطورة، لذلك علينا أن نقدم ضعف العــرض من حيث القيمــة، من حيث الابتــكار ووقــت التســويق. علينــا أن نعمل بجديــة أكبر...نصنــع منتجــاً عالــي القيمة يحل بشكل مميز مشكلة في الصناعة، لذلك يشترونه منا .»

ويوظــف ضــو أكثــر مــن 130، معظمهم مــن الشــباب، فــي شــركته «ملتــي لــن» ويعتزم تشــغيل 25 آخرين في نهاية العام. ويســتهدف توظيــف المزيــد في الســنوات القليلــة المقبلة لمكافحة هجرة ذوي الكفاءات بسبب الأزمة المالية.

وقــال ضــو «مكافأتي تأتي حــن يتصل بــي أحد الآبــاء أو يرســل لي رســالة يقول فيها شــكراً لأن أبنائي يعملــون الآن، كانوا سيغادرون البلد لكنهم مقيمون الآن.»

ومــع اتجــاه البــاد بشــكل أســرع نحو الانهيــار الكامــل، حــزم مئــات المهندســن والأكاديمي­ــن والأطبــاء والفنانين وغيرهم حقائبهم ليبحثوا عن فرص في الخارج.

وقالت سنا أعور، المتدربة في شركة ضو «إنها تجربة قوية، الحلو في الشركة إنه كله شباب وصبايا صغار، يعني الشركة عن جد بتعطي فرصة للشــباب والصبايــا أن يبقوا بالبلد ويعملوا شي من نفسهن بالبلد.»

وأضافــت زميلتهــا ماريــا الطويــل أنهم أحســوا بقدرتهــم علــى تحقيــق أحلامهــم كمهندســن شــباب يســعون لإثبــات وجودهم. وقالت «قدر مــا نحن نعطي جهد ووقــت مــن عندنا، الشــركة كمــان بتعطينا مكافــآت، وبتعطينــا معنويــات، وبنحــس حالنــا مرتاحين أكتر وعم نقــدر نعطي وعم نقدر نوصل للأحلام وللشــي اللي نحن كنا فايتــن كرماله كمهندســن شــباب نريد أن نثبت أنفســنا بالمجال، بقطــاع التكنولوجي­ا كمان .»

فادي ضو

 ??  ??

Newspapers in Arabic

Newspapers from United Kingdom