Al-Quds Al-Arabi

باتريك شيك من مغضوب عليه الى أمل تشيكيا!

-

■ بــراغ - أ ف ب: تحــوّل باتريــك شــيك في غضون ثلاثة شهور من لاعب مغضــوب عليه فــي تشــكيلة المنتخب التشــيكي، الى أمل البلاد فــي إمكانية تكرار إنجــاز 1996 والذهــاب بعيداً في نهائيات كأس أوروبا.

وتســبب مهاجــم بايــر ليفركــوزن بخســارة بلاده صفر-1 في آذار/مارس الماضي في تصفيــات مونديال 2022 بعد طرده لضربه الويلزي تايلر روبيرتس في وجهه، ما أثار حفيظة مدربه ياروسلاف شــيلهافي الذي اعتبر أنها "غلطة رهيبة. لاعب خبير مثله لا يمكنه فعل هذا الأمر". وأتبعت تشــيكيا هذه الهزيمة التي كانت الأولى لها في التصفيــات من أصل ثلاث مباريات خاضتها حتى الآن، بأخرى ودية قاســية أمام إيطاليا برباعيــة نظيفة في مباراة استبعد خلالها شيك عن التشكيلة الأساســية، لكنه عاد ليكسب ثقة مدربه والجماهير التشــيكية بتســجيله ثلاثة أهــداف في المباراتــ­ن التاليتين. وبعدما ســاهم في قيادة بلاده للفــوز ودياً على ألبانيا ‪-1 3‬عشــية انطــاق النهائيات، أهــدى شــيك فريــق شــيلهافي النقاط الثلاث في مستهل مشواره في منافسات المجموعة الرابعة بتســجيله هدفي الفوز 2-صفــر على اســكتلندا في غلاســغو، ويأمل بأن يكون مفتــاح التأهل الى ثمن النهائــي اليوم ضد كرواتيــا على ملعب "هامبدن بارك" أيضاً. وســجل ابن الـ25 عاماً الهــدف الأول بكرة رأســية قبل أن يســجل ما اعتبره زملاؤه "لمسة عبقري" بكرة أطلقها من قرابة 50 متراً، مســتغلاً تقدم الحارس ديفيد مارشــال عن مرماه.

وعلق شــيلهافي على هذا الهدف المرشح أن يكون الأجمل في النهائيات بلا منازع، قائــاً: "كنا ندرك أنه عبقــري، قادر على تســجيل الأهداف ولهذا السبب هو هنا". وتابع: "مــن الواضح أن الهــدف الثاني كان مذهلاً. نــادراً ما نرى هدفاً يســجل من منتصــف الملعب. إنه لاعب مذهل ولن يكونا آخر أهدافه هنا".

وفــي اســتطلاع أجرتــه صحيفــة "دينيس" التشيكية لتقييم لاعبي المباراة ضد اســكتلندا مــن 1 )الأفضــل( الى 5 )الأســوأ(، حصل تشــيك على 1,16 ما يشكل تغييراً هائلاً مقارنة مع تقييمه في الخسارة ضد ويلز في تصفيات المونديال حيث نــال حينهــا 4,01. ورفع شــيك رصيده الى 13 هدفاً في 27 مباراة دولية بقميــص المنتخب الســاعي الــى تكرار انجاز عــام 1996 حين وصل الى النهائي بقيادة جيــل ذهبي مــن اللاعبين على رأســهم بافل نيدفيد، فلاديمير شميتسر وباتريــك بيرغر الذين قــادوه بصحبة كاريل بوبورسكي وتوماش روزيتسكي ويان كولر وزيدنيك غريغيرا الى نصف نهائي 2004 أيضاً. وقــال نجم المنتخب وليفربول سابقاً شميتسر: "المرء يسجل هدفاً مماثلاً مرة في الحياة، فكيف الحال في كأس أوروبا"، فيمــا غرد نجم ألمانيا وأرسنال مسعود أوزيل: "أوهههه شيك! أعتقد أننــا نعلم منذ الآن مــا هو أفضل هدف في البطولة". وحدّد اليويفا المسافة التي سدّد منها شيك الكرة بـ49,7 م، ما يجعله الهدف الأبعد مســافة في تاريخ النهائيــا­ت بحســب الاتحــاد القاري. ورفع شــيك بهذين الهدفين رصيده الى 8 أهداف فــي مبارياته الـ11 الأخيرة مع المنتخب الوطني، ما يؤكد بأنه ســيكون الركيزة الأساسية في المشاركة السابعة توالياً لبلاده فــي النهائيات القارية منذ الاســتقلا­ل عن ســلوفاكيا عــام 1993. ويأتي التألق الأخير لشيك عقب انتقاله الخريف الماضــي إلى ليفركــوزن بعقد لخمسة أعوام مقابل 26,5 مليون يورو، من روما الإيطالي الذي أعاره في موسم 2020-2019 الى الفريــق الألماني الآخر لايبزيج.

وعلق شــيك الــذي بدأ مشــواره مع ســبارتا براغ ودافــع أيضاً عــن ألوان ســامبدوري­ا الإيطالي، على مــا ينتظره في كأس أوروبا بالقــول: "لا أعلم كم من زملائي السابقين سألتقي في يورو. لكنهم كثر". واعتبرت والدتــه إيفيتا أن نجلها وُلِدَ من أجــل كرة القدم، مضيفة: "لم يكن مهتماً بأي شــيء آخر حــن كان طفلاً". وكان والد شيك، وهو متخصص في مجال الحلويات في براغ، من أشد منتقديه لكن اللاعب الصبي في حينها سئم من موقف والده ورفع في وجهه الأصبع الأوســط خلال إحدى المباريات. وتعامل الوالد مع الموقف بروح رياضية وابتسامة وتوقف عــن التذمر. وعاد شــيك الذي جمع حين كان طفلاً أكثر من عشــرة قمصان تحمل اســم نجم إنكلترا السابق ديفيد بيكهام، بالذاكــرة الى أعــوام البدايــة الكروية قائــاً: "تميــزت دائماً وأحــرزت الكثير من الأهــداف. لكن عندمــا أهدرت بعض الفرص، بدأت في البكاء بشدة لدرجة أن المدربين اضطروا الى استبدالي".

بعدما شــق طريقه في صفوف الفرق العمرية لســبارتا براغ، التحق شــيك بســامبدور­يا عــام 2016 حــن كان في العشرين من عمره، وسجل 11 هدفاً في موسمه الأول في "ســيريا أه" ومعظمها كبديل. وبعد عام، وقع مــع روما مقابل

شيك أمل تشيكيا صاحب أجمل هدف في البطولة الى الآن قرابة 40 مليون يــورو بعدما اعتبر من أكثــر المواهب الواعدة فــي إيطاليا. في حينها "لم أفهم ذلك. قلت لنفسي حسناً، أعتقد أنه لاعب كرة قــدم محترم الآن"، بحســب ما أفادت والدته تعليقاً على ما خالجها بعد اتمــام صفقــة انتقاله الى نادي العاصمة الإيطالية. شيك المتزوج ولديه ابنــة تدعى فيكتوريا، يســتمتع بمســيرته الكرويــة رغــم الإصابــات العديــدة التي أبطــأت تقدمه في بعض الأحيــان. وفــي إحــدى تصريحاتــه الســابقة بشــأن الإصابات التي عانى منها، قال شــيك: "كنت محظوظاً للغاية، وأحيانــاً أقــول لنفســي إنــه تاريخ لا يصدق. أنا سعيد بذلك".

 ??  ??

Newspapers in Arabic

Newspapers from United Kingdom