Al-Quds Al-Arabi

«فايس»: إيران تنتصر في حرب الظل مع أمريكا... على الأقل في العراق

- من إبراهيم درويش:

نشــر موقع «فايس» الذي أنشــأه الإيراني الكندي ســروش علــوي تقريراً تحــت عنوان «في داخل حرب الظل للســيطرة على الشــرق الأوســط» حيث ذهب فريق من الموقع بالإضافة لمؤسســه في شــهر آذار/مــارس إلــى إيران والعراق.

ونقلوا حســب كاتب التقرير اليكس تشيتي صورة عن الحرب الدائرة بين الولايات المتحدة وإيران وهي حرب يبدو أن طهران تنتصر فيها. وكان الهدف مــن الزيارة هو إعــداد تقرير عن عملية الاغتيال الطائشة للعالم النووي محسن فخــري زادة المفترض أنــه رئيــس البرنامج النووي الإيراني الذي قتل في تشــرين الثاني/ نوفمبر عــام 2020 في عملية اتهمت إســرائيل بتدبيرها.

ويقــول الكاتــب إن إيران بلد مــن الصعب زيارته، ولكنها فــي أثناء فتــرة الوباء، حيث عانت إيران من أكبــر حالات الإصابة في منطقة الشــرق الأوسط، منحت تأشــيرات دخول إلى عدد كبير من الصحافيين. ودهش الفريق عندما منحوا تأشــيرات وحصلوا علــى مقابلات غير مسبوقة. ففي طهران ســمح لهم بمقابلة مقاتل من تنظيم الدولة الإســامية ألقت الميليشــي­ات الشــيعية التابعــة لإيران في العــراق القبض عليــه، وكان أول لقاء يجريــه فريق أجنبي مع معتقل من التنظيم في إيران.

وفــي الفيلم المتوفــر على موقــع «فايس» و «يوتيوب» التقى

سروش علوي مع عالم الذرة فريدون عباسي الــذي نجا مــن محاولة اغتيال فــي 2010. وتم اللقاء أمام بقايا للسيارة المدمرة التي كان فيها، وبعد التصوير قال عباســي إنه لا يزال يشــعر بالخوف حتى للخروج من البيت. واتهم العالم المخابرات الأمريكية والبريطاني­ة والإسرائيل­ية بملاحقة الباحثين النوويين الإيرانيين.

وفي متحف الحرب شــاهد سروش ما تقدمه إيــران مــن دعاية حــول الحــرب الإيرانية - العراقية. والتقى مع أحــد المخرجين الإيرانيين الذي أخرج مسلسلا عن الجنرال قاسم سليماني الــذي اغتيل بنــاء علــى أوامر مــن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب في كانون الثاني/يناير 2020. وقال المخرج إنه عمل مسلسله دون تدخل من الحرس الثوري أو الدولة.

ووفر المسؤولون للمخرج وفريقه مقابلة مع أحــد مقاتلي الدولة الذيــن اعتقلوا في العراق. وكانت المقابلة في واحد من الفنادق في طهران. وتحدث المقاتــل الذي ينتظر الإعدام عن تدريبه كواحــد من فرقة للقيام بعمليــات انتحارية في تركيا وإيران ولم يتــم التأكد من رواية المعتقل. وقــال إن الهدف كان تحويل طهــران إلى بغداد جديدة والقيام بمحو الشيعة.

والتقى الكاتب مع حســن أمير عبد اللهيان الذي وصف بأنه رجل الظل لقاســم ســليماني ومسؤول شؤون خارجيته، حيث أكد أن إيران تحركت ضد تنظيم الدولة قبل الولايات المتحدة ونفى أي تعــاون بين البلدين فــي الحرب ضد الجهاديين. وأكد أن تصرفات إدارة ترامب أفقدت أمريــكا المصداقيــ­ة، حيث خرجت مــن اتفاقية التزمــت فيها طهران. وقــال إن جوزيف بايدن فشل في التحرك ورفع العقوبات.

وعندما طلب مقابلة قادة في أكبر الميليشيات التابعة للجنرال قاســم ســليماني في العراق، وهي منظمــة بدر فوجــئ باســتجابة الطلب. وســافر الفريق براً من طهران إلى بغداد حيث قابلوا زعيم المنظمة هادي العامري.

وزار ســروش مــكان مقتل ســليماني وأبو مهدي المهندس في مطار بغــداد والنصب الذي أقيم من خــال الموكب الــذي كان فيه المهندس وسليماني، حيث كتب على الجدار المقابل «هناك

جريمــة الإرهاب الأمريكــي». وفوجئ بحضور مقاتل أصيب في معركة مــا يعرف بحزام بغداد عــام 2014 وتحــدث عــن لقائه مع أبــو مهدي المهندس. ويرى سروش أن العملية مرتبة حيث عبر المقاتل عن أمله بوجود بديل والانتقام لمقتله وسليماني.

والتقى مع محمد العقابي مسؤول الاتصالات في الميليشيات الشيعية في بيته، وأظهر للمخرج مجموعاته من المقتنيات التي جمعها من العراق واليابــان وبريطانيــ­ا، تلفونات ومسدســات وخناجر وطيــور نادرة وغير ذلك حيث قال إنه يحتفظ بأشــياء قديمة. وتحدث عن علاقته مع

أبو مهدي وقاسم سليماني وكيف تشكل الحشد الشعبي وان شعبية القائدين زادت بعد موتهما وأن الحشد لم يتأثر بمقتلهما.

وردد ما قالــه اللهيان أن إيران هي أول دولة ســاعدت العراق ضد تنظيم «الدولة» وأرسلت السلاح بالتلفون. وأشار سروش إلى أن هادي العامــري زار مرة باراك أوبامــا رغم الاتهامات بأنه اســتخدم المســبار لحفــر رؤوس أعدائه. وقدم قصته حيث قاتــل العامري مع الإيرانيين ضد العراق فــي الحرب التي اســتمرت ثمانية أعوام. ونفى أن يكون قتاله مع النظام الإيراني عمالة، مذكرًا بأن الفرنســيي­ن ساعدوا الكنديين

للتخلص مــن الإنكليــز. وقــال إن الجماعات الشيعية هي بمثابة الآباء المؤسسين للعراق كما هو الحال في أمريكا. وقال إن ســليماني ساعد الشــيعة والأكراد بل وكانت علاقته مع الأكراد أفضل من الشــيعة. ويرى أن قتــل الامريكيين لســليماني والمهندس هي حماقة كبرى وعملية غير مبررة. ويعتقد أن تنظيم الدولة فقد القدرة على احتلال مناطق ولم يفقد القدرة على شــن حرب استنزاف.

وفي مقابلة مع قادة للحشد الشعبي قالوا إن معظم الأسلحة هي إيرانية أو تستوردها إيران. وفي ساحة التحرير في بغداد، قال إن عدد القوات الأمريكية في العراق هــو 3.500 مقابل 100.000 مقاتل من الحشد الشعبي. ولكن السؤال هو ماذا ســيحدث لهذا العدد من القــوات الأيديولوج­ية المسلحة بعد رحيل القوات الأمريكية.

والحديــث عــن محاولة إيران مــلء الفراغ الأمريكي في الشــرق الأوســط، ليــس جديداً لكن ما شــاهده الفريق هو أن عملية الســيطرة اكتملت، على الأقــل في العراق. ورغم محاولات الاغتيــال والحــرب الســرية التــي تخوضها الولايات المتحدة وحليفتها إسرائيل، لكن قبضة إيران قوية على جارتها.

وأشــار تقريــر الموقــع إلــى أن الإيرانيين ســيتوجهون لمراكــز الاقتراع يــوم الجمعة في عملية قــد تؤدي لانتخاب رئيس متشــدد معاد للولايــات المتحــدة. ولــو حدث هذا فســتزيد العلاقات بين الغرب وإيران ســوءًا. وسيكون هــذا كارثة بعد عــام عانت فيه إيــران من آثار كوفيــد-19 ومن الآثار القاتلــة للعقوبات التي فرضتها إدارة دونالد ترامب وشــلت الاقتصاد وركعــت البــاد. ويعلق ســروش فــي نهاية فيلمه، أن انتصار المتشــددي­ن المتوقع يعني أن تريليونات الــدولارا­ت التــي أنفقتها الولايات المتحدة والجنود القتلى فــي الغزو ذهبت هباء وكانــت من أجــل تســليم العراق، البلــد المهم لإيران، حيث أصبــح البلد جزءا من الكومنولث الإيرانــي. مما يعني أن حرب الظل ســتتواصل دون أي نهاية قريبة

 ??  ?? عراقيون مناصرون لإيران يتظاهرون في ساحة التحرير في العاصمة بغداد يناير / كانون الثاني الماضي بمناسبة مرور عام على مقتل قاسم سليماني في غارة أمريكية
عراقيون مناصرون لإيران يتظاهرون في ساحة التحرير في العاصمة بغداد يناير / كانون الثاني الماضي بمناسبة مرور عام على مقتل قاسم سليماني في غارة أمريكية

Newspapers in Arabic

Newspapers from United Kingdom