Al-Quds Al-Arabi

الاحتلال يمعن في عذابات عائلة الأسير المضرب أبو عطوان ... ويعتقل خاله الثاني وينقله للمشفى

- غزة ـ «القدس العربي»:

في الوقت الذي يصارع فيه الأســير الفلســطين­ي الغضنفر أبو عطوان، المضــرب عن الطعام لليوم الـ 65 على التوالــي خطر الموت في أي لحظة، بســبب تدهور وضعــه الصحي، في الوقــت ذاته جرى نقل خاله الثاني وهو منذر أبو عطوان، إلى أحد مشــافي الاحتلال، جراء تدهور وضعه الصحي عند اعتقاله. ونقلت ســلطات الاحتلال الأســير منذر أبو عطوان (63 عاما( إلى مستشــفى «شــعاري تسيدك » بسبب معاناته من مشاكل مزمنة بالتنفس.

وكانت قــوات الاحتلال قد اعتقلتــه فجر أول من أمس الأربعاء، بعد اقتحــام منزله في منطقة الطبقة ببلدة دورا في محافظة الخليل

وفي السياق، يواصل الغضنفر )28 عاما( من بلدة دورا جنوب الخليــل، إضرابه المفتــوح عن الطعام لليوم الـ65 على التوالي، ولليوم الخامس عن تناول الماء، رفضا لاعتقاله الإداري.

وقــال محاميه جواد بولــس، إنّ تقريرا صدر عن الأطباء، في مستشــفى «كابلان» الإسرائيلي، أكد أن الغضنفــر، يعاني من ضعف شــديد، وآلام حادة في الصدر والظهر وتحديدا في الجهة اليســرى، إضافة لأوجاع شــديدة في البطــن، وفقدانــه القدرة على تحريك أطرافه السفلى.

وحســب التقرير، فإن اســتمرار رفض الغضنفر تناول أيّ نوع من المدعمات، أو الفيتامينا­ت، والسكر والملح، قد يؤدي لوفاته المفاجئة، أو حدوث عجز دائم لديه.

والأســير الغضنفر أبو عطوان، اعتقله الاحتلال في شهر أكتوبر/ تشرين الأول الماضي، وصدر بحقّه أمرا اعتقال إداريّ، مدة كل منهما 6 أشــهر، وهو أسير ســابق واجه الاعتقال الإداريّ ســابقا، وخاض عام 2019 إضرابا عن الطعام.

وشرع في إضرابه المفتوح عن الطعام في الخامس من مايو/ أيار الماضي في ســجن «ريمون» ونقل إثر إعلانــه للإضراب إلى الزنازيــن، وبقي محتجزا في زنازين «ريمون» لمدة 14 يوما، خلالها تعرض للتّنكيل والاعتداء، ونُقل لاحقا إلى ســجن عزل «أوهليكدار» واحتجز في ظروف قاســية وصعبة في زنزانة مليئة بالحشرات، حتّى اضطر للامتناع عن شرب الماء عدة مرات.

وفي العاشــر من يونيو/ حزيــران الماضي عقدت المحكمة العليا للاحتلال جلســة جديدة له للنظر في الالتماس المقــدم من قبل محاميــه والخاص بإلغاء اعتقالــه الإداريّ، وردت المحكمة مجــددًا الالتماس، وفي 21 حزيــران / يونيو، طرأ تدهــور خطير على وضعه الصحي، ما اســتدعى الأطباء للتدخل الطبي الســريع. وفي 24 يونيــو أصدرت المحكمــة العليا للاحتــال قرارا يقضــي بتجميد الاعتقــال الإداريّ له، الذي لا يعني إلغاءه، بل إخلاء مســؤولية إدارة ســجون الاحتلال، والمخابرات )الشاباك( وتحويله إلى «أســير» غير رســمي في المستشــفى، لكن دون السماح بنقله إلى أيّ مكان آخر.

وقالت هيئة شؤون الأسرى إن سلطات الاحتلال ترفــض الافــراج عنه، أو الســماح بنقلــه إلى أحد المستشــفي­ات الفلســطين­ية، خاصة بعد أن أصدرت نيابة الاحتلال قــراا بتعليق اعتقاله الإداري، محملة الاحتلال المسؤولية عن حياته.

وأكد نادي الأســير أن اســتمرار رفض الاحتلال الاســتجاب­ة لمطلب الأســير أبو عطوان رغم وضعه الصحي الحرج هو بمثابة «قرار إعدام.»

وكانت شــقيقته بنازيــر قد وصفــت إضرابه بـ «الملحمــة البطولية» محــذرة من خطــورة وضعه الصحي، وذلك بعــد أن فقد قدرته على الحركة حيث يعاني من عــدم وضوح الرؤية، وعــدم القدرة على النطق، ويرفض التعامل مع الطاقم الطبي.

وطالبــت وزارة الخارجية الفلســطين­ية اللجنة الدوليــة للصليــب الأحمر بالتدخــل العاجل لإنقاذ حياته. جاء ذلــك خلال «نداء عاجــل» وجهه وزير الخارجية، رياض المالكي، إلى رئيس اللجنة الدولية في جنيف، بيتر ماورير.

وطالب وزير الخارجيــة اللجنة الدولية للصليب الأحمــر بـ«الوقوف عنــد مســؤوليات­ها القانونية، والتدخل السريع لإنقاذ حياة أبو عطوان». وقال إن «سياســة الاعتقال الإداري التعســفي غير قانونية، وتشــكل انتهاكا صارخــا لمســؤوليا­ت والتزامات الاحتلال الإســرائي­لي تجاه الشــعب الفلسطيني» حيث اتهــم وزير الخارجية الفلســطين­ي ســلطات الاحتلال بـ«ممارســة عملية القتل البطيء بحق أبو عطوان .»

وكان رئيس دولة فلسطين محمود عباس قد هاتف والد الأسير أبو عطوان للاطمئنان على صحة نجله، مؤكــدا أن قضيته وكافة الأســرى هــي أولوية لدى القيادة الفلسطينية.

يشار إلى أن الأســير منيف أبو عطوان، والمحكوم بالمؤبــد وأمضى مــن محكوميته 18 عاما في ســجن «ريمــون» أعلن إضرابه المفتوح عــن الطعام قبل 16 يوما، إسنادا لابن شقيقته الغضنفر.

وأفاد محامي هيئة شؤون الأسرى والمحررين بأن الأسيرين كفاح حطاب وخليل أبو عرام دخلا إضرابا مفتوحا عن الطعام منذ أول من أمس، دعما ومساندة للأســير الغضنفر. وقامت إدارة ســجن «عسقلان» على الفور بعزلهما وفرضت عليهما عقوبات مشــددة لثنيهما وإجبارهما على التراجع عن هذه الخطوة.

وتواصلت فــي المناطــق الفلســطين­ية فعاليات الإسناد للأســير المضرب، حيث نظمت حركة فتح في سلفيت وهيئة شؤون الأسرى والمحررين ومؤسسات المحافظــة وحركة الشــبيبة وقفة دعم وإســناد له، تخللهــا رفع لافتات تطالب بالتدخــل العاجل لإنقاذ حياته، كما ألقيت كلمات حملت الاحتلال المســؤولي­ة عن حياته.

وفي وقت لاحق مساء أمس، قالت عائلة الغضنفر، إن قرارا إسرائيليا صدر بالإفراج عن ابنها.

وقال ايخمــان أبو عطوان والد الأســير إن نجله سيعانق الحرية خلال ساعات.

وقال أبو عطوان «تلقيت البشارة من الأخ محمود العالول نائــب رئيس حركة فتح، حيث أبلغني خلال اتصال هاتفي، بأن ابني الغضنفر في طريقه للحرية بعد انتصاره على دولة الاحتلال.»

 ??  ?? الأسير الغضنفر بعد 65 يوما من الإضراب عن الطعام
الأسير الغضنفر بعد 65 يوما من الإضراب عن الطعام

Newspapers in Arabic

Newspapers from United Kingdom