الجيش الإسرائيلي يفجر منزل الأسير الشلبي والسفارة الأمريكية تدين العملية

فجّرت قــوات الاحتلال الإســرائيلي، فجر أمس، منزل الأسير منتصر الشــلبي في بلدة ترمسعيا شمال رام الله، وذلك على خلفيــة تنفيذه عمليــة فدائيــة أدت إلى مقتل مستوطن إسرائيلي قبل نحو شــهرين عند مفترق زعترة جنوب مدينة نابلس.

وذكر شــهود عيان أن قوات كبيــرة من جيش الاحتلال ترافقها آليات عســكرية اقتحمت بلدة ترمســعيا وداهمت منزل الأسير شــلبي وبدأت بإخلاء المنازل المجاورة تمهيدا لهدمه.

وأضافــت المصــادر ان قوات الاحتــال وضعت كميات كبيرة مــن المتفجرات داخل المنزل قبــل ان تقوم بتفجيره وتدمره بشكل كامل.

جاء ذلــك بعد قرار وزارة الجيش الإســرائيلي بتأجيل الهدم الذي كان مقررا أول مــن أمس، وذلك بناء على طلب من سفارة الولايات المتحدة الأمريكية في القدس.

وحســب ما نشــرته قناة 13 العبرية فإن التأجيل جاء تحســبا من حدوث أزمة في العلاقات مع الولايات المتحدة حيث طلبت واشــنطن وقف هدم منزل الشلبي كونه يحمل الجنســية الأمريكية وكونه رجل أعمال، لكــن تنفيذ فعل الهدم جعل من السفارة الأمريكية في القدس المحتلة تنتقد ما قامت به قوات الاحتلال.

ووفق ما نقلتــه صحيفة «يديعوت أحرونوت» والإذاعة العبريــة العامة، فقد جاء في بيان الســفارة: «نحن نؤمن بضرورة الامتناع عن الخطوات أحادية الجانب التي تزيد من الخطورة التي قد تنجم عــن الأوضاع المتوترة وتلحق الضــرر بالجهود الرامية لاســتئناف المفاوضات، مثل هدم منازل الفلسطينيين كعقاب». وأضاف البيان: «لا يجب هدم منزل أسرة كاملة بسبب فعل ارتكبه شخص واحد.»

وأدان نادي الأسير الفلسطيني استهداف منازل الأسرى بالهدم، معتبرا هذا العمل جريمة عقاب جماعي تســتهدف الانتقام من الأســير وعائلته وتشتيت شملهم، واستهداف حقّ الفلسطينيين في مقاومة الاحتلال ومواجهته.

وأوضح أن ســلطات الاحتلال تنتهج هذه السّياســة المتطرّفــة منذ بدايــة الاحتلال، كعقوبــة جماعية بهدف إلحــاق الأذى بأشــخاص ذنبهــم الوحيد أنهــم أقرباء لمناضلين، لافتاً إلــى أنّ هذا الإجراء يعـّـد انتهاكاً لمبادئ القانون الدولي، وتعدّه المؤسسات الدولية جريمة حرب وعقوبة جماعية.

وأضاف النادي أن سياســة هدم المنــازل كانت ولا تزال تُشــكّل أبرز السياســات الممنهجة التــي ارتبطت بتاريخ الاحتلال في تنفيذ سياســاته الاحتلالية على مدار العقود الماضية.

يذكر أن ســلطات الاحتلال صعّدت من سياســة العقاب الجماعي، ومنها هدم منازل الأســرى، فخلال العام الماضي هدم الاحتلال ســّتة منــازل تعود لعائلات الأســرى، كما هدم منزل الأســير محمد قبها خلال العــام الحالي، إضافة إلى اســتدعاء عائلات الأســرى والمعتقلــن للضغط على أبنائهــم المعتقلين، مــن أجل انتزاع اعترافــات منهم خلال فترة التحقيق، أو اعتقالهــم بغية الحصول على معلومات أو لمجرد الانتقام، إضافــة إلى عمليات الاقتحامات المتكررة لمنازلهم، وتنفيذ اعتداءات وعمليات تخريب متكررة.

يشــار إلى أن الأسير منتصر شــلبي )44 عاماً( اعتقلته قوّات الاحتــال بتاريخ 6 أيّــار/ مايو الماضــي، ولا يزال يخضع للمحاكمة.

منزل الأسير نزار الشلبي تحول ركاما بعد ما نسفه الاحتلال