Al-Quds Al-Arabi

أليس وجود «العقلانيين» في الحكومة أفضل من «البيبية المتطرفة»؟

- اوري مسغاف هآرتس 2021/7/8

■ من المشــروع توجيه الانتقاد لائتلاف التغيير، خطواته ومؤيديــه، مثلمــا كان وما زال من المشــروع انتقــاد وتقزيم والاستخفاف باحتجاج بلفور على صفحات "هآرتس" وبشكل عام. ولكن من الجدير أيضــاً أن يطبق على هذا الانتقاد القليل من النزاهــة. يتعلق الفحص الأولي بهويــة المنتقدين، وهاكم قاعدة بســيطة: قل لي، هل أيدت تشكيل حكومة بينيت – لبيد و/ أو أيدت الاحتجاج الذي طالب باستبدال نتنياهو، وسأقول لــك كم هي صاخبة "خيبــة الأمل" الحالية لديــك. هذا ينطبق أيضاً على البيبيين الواضحــن، لكنه ينطبق بدرجة أكبر على البيبيين غير الواضحين، الذين تأثروا لســنوات من "الساحر الكبير الذي لا يهزم"، وسحروا بـ "الدعم الشعبي في الشوارع" وصنفوا وباحتقــار كل معارضة للبيبية كـــ "مرض نتنياهو" التي ينتمي كل المشــاركي­ن فيها لـ "طائفة". هناك عدد غير قليل من هؤلاء، بعضهم يعمل في وسائل الإعلام وبعضهم يكسبون الرزق في منظمات يسار.

إن هذه الحكومة غير المتجانسة، التي يذكر الجميع كم كانت عمليــة ولادتها صعبــة ومعقدة، مر عليها أقل من شــهر. ومن المهم مراقبتها بســبع عيون كي لا تنحرف إلى شعبوية قومية متطرفة. ولكن مطلوب القليل من النزاهة الصحية.

أولاً، لقد ورثت هــذه الحكومة عدة قنابــل موقوتة. ثانياً،

وهو الأكثر أهميــة، أن الحديث يدور مــن البداية عن حكومة مصالحــة، مركزة ومقيدة بقدرتها على المنــاورة. فقد هاجمت زهافا غلئون، التي أقدرهــا وأحترمها، منتخبي "ميرتس" فيما يتعلق بقانــون المواطنة والتســوية في "أفيتــار"، واتهمتهم بالافتقار إلــى الأيديولوج­يا وبالبراغما­تية. هــذا غير نزيه. لا مناص مــن تذكيرها بأنها لم تكن يومــاً ما في الحكومة رغم تاريخها البرلماني الرائع. البراغماتي­ة أمر مشــروع في حدود المعقول. فهل كان يمكــن اتهامها بالافتقار إلــى الأيديولوج­يا عندما نشــرت مقالات في الصحيفة المجانية البيبية "إسرائيل اليوم". أنا على قناعة بأن كانت لها مبررات ثقيلة الوزن؛ مثلاً، إمكانية الوصول إلى جمهور واســع من "غيــر المقتنعين". هل لحزب صغير مثل "ميرتس"، الذي دُفع إلى الهامش وتحول إلى حزب غير مهم، يملك طريقة أفضل مــن أجل العودة إلى دائرة التأثير من المشاركة في الحكومة؟

يثور الشك بأن ما يثور تحت المعارضة من اليسار للحكومة هو أمــر واحد: الخوف مــن أخذ دور فعال فــي الحكم وإدارة الدولة. هذه وصمة لا يستطيع يســاريون تحملها. من تأكلهم مشــاعر الذنب على جرائم المشــروع الصهيوني ســيفضلون البقاء على حق ويبقــون دائماً في الخارج، ويفضلون أن يقال بأن معسكرنا كان نقياً وصغيراً وغير فعال أيضاً.

ربما يســاعدهم هذا في ليــاً أمام ضمير معــذب. هل ثمة حاجة إلى تذكيرهم بأن نتائج الانتخابات لم تســمح بتشكيل حكومــة أفضل لليســار؟ وأن البديــل كان اســتمرار الغرق فــي البيبية الشــعبوية - القومية المتطرفــة – الدينية؟ وأن الطريقة الوحيدة للمعســكر الليبرالي هي العودة إلى الحكم وإلى الشــرعية والاعتراف بالدوائر الواسعة والانضمام إلى الأحزاب الموجودة على اليمين، وأن هذا الانضمام ينطوي على تنازلات وعلى ضبط النفس والصبر؟

الخطر الحقيقــي الذي يهدد الحكومة هو غيــاب "القاعدة" السياســية )خلافاً لجهد متواصل لاســتبدال نتنياهو، الذي حصل علــى قاعدة مؤثرة(. هــذا تحد حقيقــي. لذلك، يحظر على الأغلبيــة الصامتــة أن تتشــوش أمام الصــراخ وأمام التطهر. هذا مبكــر جداً. وفي هذه الأثناء، يجب أن نســتيقظ كل صباح ونبتسم ونردد: ميخائيلي بدلاً من ريغف في وزارة المواصلات، هوروفيتس بدلاً من ليتســمان في وزارة الصحة، بار ليف بدلاً من أوحانا في وزارة الأمن الداخلي، زيندبرغ بدلاً من غملئيل في وزارة جودة البيئة، ليبرمان بدلاً من كاتس في وزارة المالية، وكوشــنر بدلاً من غفني في لجنة المالية، منصور عباس في الائتلاف وبن غبير في المعارضة، وأن بينيت ولبيد وساعر، العقلانيون، هم الذين يديرون الدولة، وليس نتنياهو ودرعي وسموتريتش. أليس هذا جيداً أيضاً بما فيه الكفاية؟

Newspapers in Arabic

Newspapers from United Kingdom