وصول الشعلة إلى العاصمة اليابانية من دون مواكبة جماهيرية... وامتعاض واسع من الرياضيين!
أولمبياد طوكيو
■ طوكيــو - أف ب:حزينة هي صورة وصول الشــعلة الأولمبية إلى العاصمــة اليابانية طوكيو أمس مع إبقاء الجماهير بعيدة عن الحفل المتواضع الــذي أقيم فــي ملعب خــال، بعد يوم مــن قرار الســلطات المحلية ومنظمي الألعاب منع الجماهير في معظم المنشآت خشية من فيروس كورونا.
وقبل أســبوعين من موعد حفل افتتاح الالعاب المقــرّرة فــي 23 الجــاري، وصلت الشــعلة إلى المــكان المخصص لها فــي فانوس وتم تســليمها بشــكل رمزي إلى حاكمة طوكيو يوريكو كويكي. وكان المنظمون والســلطات المحلية أعلنوا مساء الخميس قــرار حظــر الجماهير المحليــة حضور المســابقات الرياضية في العاصمة، مقابل السماح لعدد محدد بالحضور في منشــآت خارج طوكيو، على غرار مقاطعة فوكوشــيما. والقرار ســيجعل العرس الرياضي الأول فــي التاريخ الاولمبي يقام بقســم كبير منه خلــف أبواب موصــدة. وتزامن حظر الجماهير مع قرار الحكومة اليابانية بتمديد حالــة الطــوارئ الصحيّة، وهو رابــع تمديد منذ بداية انتشــار الجائحة، في طوكيو حتّى 22 آب/ اغســطس المقبل، علماً أن الالعاب ســتنتهي في 8 منه. وكان من المتوقع أن تشــعل مســيرة الشعلة الحماس في قلوب الجماهير، ولكن تمّ منع المواكبة الجماهيرية في العديد مــن المقاطعات، لتحلّ بدلاً منها احتفالات لاضاءة الشعلة بشكل رمزي بدون جماهير.
وفي حفل بســيط خلا من الاستعراضات التي رافقت الاحتفــالات على مرّ تاريــخ هذه الالعاب، واكــب وصول الشــعلة الاولمبية خمســة عازفين عزفوا الألحان الجذابة، تحت ســقف يحميهم من رذاذ المطر أمام الإعلاميين وحفنة من الرســميين، وأمــام مدرجات خاليــة في الاســتاد الاولمبي في كومازاوا في الضاحية الجنوبية للعاصمة والذي بُني خصيصاً لاســتضافة أولمبيــاد طوكيو 1964. وقالت كويكي: "أنا ســعيدة لاستقبال الشعلة مع هذا التراث الذي نبرزه بفخر عندنا وفي الخارج". غيــر أن حاكمة طوكيــو التي ادخلت المستشــفى مؤخراً بسبب الإرهاق، ســعلت ثلاث مرات خلال خطابها المقتضب ومرات عدة لاحقاً. وشدّد رئيس الوزراء الياباني يوشــيهيدي ســوغا تزامناً مع إعلان حالــة الطوارئ على ضرورة "منع تفشــي العدوى مرة جديدة في جميع أنحاء اليابان، نظرا إلى تأثير المتغيرات الجديدة".
عبّر العديد من الرياضيين المتوقع حضورهم إلى طوكيو عن امتعاضهم وخيبــة أملهم مما يحصل، على غــرار لاعب التنس الاســترالي نك كيريوس الذي فضّل الانســحاب من المشــاركة. وأشار إلى أنه كان يعاني من مشاكل صحية طفيفة، وسيعمل علــى التعافي منها خلال حصولــه على راحة في فترة إقامة الأولمبياد. وقال عبر "تويتر": "هذا قرار لم أتخذه بســهولة. فتمثيل أستراليا في الأولمبياد كان حلمــا لي، وأعرف أنني ربمــا لن أحصل على هــذه الفرصة مجددا. لكنني أعرف نفســي. فكرة اللعب وسط مدرجات فارغة لا تناسبني. ولم تكن تناسبني أبدا." ويتوقع أن يجتمع مسؤولو الوفد الأســترالي للأولمبياد، للمناقشة بشأن من سيحل
مكان كيريوس. وكانت أستراليا اختارت 11 لاعب تنس للمشاركة في الأولمبياد، بينهم النجمة أشلي بارتي المصنفة الأولى على العالم.
ولم تســلم اليابان مــن انتقادات مــن "داخل البيت الواحــد"، حيث اعتبــرت بعض الصحف المحلية علــى غرار صحيفة "نيــكاي" الإقتصادية أن المنع شــبه التام للجماهير لــن يكفي من أجل الحــدّ مــن الموجة الجديــدة لـ"كوفيــد-19" في الأرخبيل. وانتقدت صحيفة "أساهي" التي تنتمي إلى يســار الوسط، بعدما طالبت بإلغاء الأولمبياد في نهايــة أيار/مايــو الماضي، الحكومة بســبب "استعمالها للقوة"، في إشارة إلى تنظيم الألعاب
رغم الانتقادات. ويعيــش العديد من الخبراء في القطاع الصحي والرأي العام الياباني في خشــية المخاطر المحتملة المرتبطة بقــدوم حوالي 70 ألف شخص من الخارج للمشاركة في الألعاب، بدءاً من الرياضيين ومدربيهم، مروراً بالممثلين الرســميين وانتهــاء بالصحافيين من مختلــف أقطار العالم، حيث ســيخضع الجميع لقيود صارمة. وكتب أحد اليابانيين على "تويتر" ساخراً من قرارات سلطات بلاده: "ألعــاب أولمبية من دون جماهير تعني أنها أصبحت ألعاباً أولمبية للارستقراطيين، لان هؤلاء فقط بامكانهم مشاهدة الالعاب".
ومــن الناحية الاقتصادية، الامــر مختلف قليلاً اذ لن ترخي مســألة اقامة للالعــاب الاولمبية خلف أبواب موصدة بظلالها الســلبية وستكون "ضئيلة إلى حد ما" على الأرخبيل، بحســب ما أفاد الخبير الاقتصادي ماساميتشــي أداتشي. واعتبر أداتشي انه منذ الجائحة وتأجيل الألعاب من العام الماضي، بات واضحاً للعيان أن التوقعات بشــأن العائدات الاقتصادية للحدث بالنســبة لليابــان كانت غالباً "مضخمــة". ومن المتوقع أن ينتعــش الناتج المحلي الإجمالي لليابان، ثالث قــوة اقتصادية عالمية، في النصف الثاني من عــام 2021، حيث من المرجح أن يســمح التقدم المطرد لبرنامج اللقاحــات بتعافي الاستهلاك، بحسب أداتشي.