إنكلترا تدفع مجددا ثمن تحفظ مدربها ساوثغيت

■ لندن - أف ب:للمرة الثانية في 3 ســنوات، دفــع منتخب انكلترا ثمن تحفظ مدربه غاريث ســاوثغيت بعدما تجرع فريقه ســم ركلات الترجيح امام ايطاليا في المباراة النهائية لكأس اوروبا.

وكانت كتيبة المدرب الشاب حققت انطلاقة مثالية نحو تحقيق اول لقب كبير بعد صيام 55 عاما، عندما منحها الظهير الايســر لوك شو التقدم بعد مرور دقيقتين فقط. في تلك اللحظة، كان من الســهل تخيل ان يصبح ساوثغيت بطلا قوميا لكون انكلترا باتــت على بعد 88 دقيقة مــن احراز اول لقب كبير لها منذ توجــت بطلة للعالم على أرضها بفوزها على المانيا الغربية -2 4بعد التمديد عام 1966. بيد ان مدرب "الاسود الثلاثــة" قرر عدم المجازفة في الشــوط الثاني فــأدرك المدافع المخضــرم ليوناردو بونوتشي التعادل، قبل ان يخوض المنتخبان ركلات الترجيح التي نجح فيها لاعبو "ازوري" في المحافظة على رباطة جأشــهم ليحسموها -2. 3وكانت ركلات الترجيح تجربة مريرة أخرى لســاوثغيت الذي كان مســؤولا عن اهدار ركلة جزاء في نصف نهائــي كأس اوروبا 1996 على الملعب ذاته ضد المانيا لتحســم الاخيرة النتيجة في طريقها للتتويج باللقب.

ومنذ اســتلم تدريب المنتخب الانكليــزي عام 2016، بدا وكأن ســاوثغيت نجح في محو الســجل الســيئ لانكلترا في ركلات الترجيح عندما نجح فريقه في تخطي كولومبيا في ثمن نهائي مونديال روســيا بفضل هذه الركلات، ثم سويسرا في ربع نهائي دوري الامم الاوروبية. بيد ان قرار المدرب اشراك ماركوس راشفورد وجايدون سانشو في الدقيقة الاخيرة من الوقت الاضافي الثاني لتسديد ركلات الترجيح ارتد ســلبا عليه لأن اللاعبين اخفقا فــي محاولاتهما اذ تصدى القائم لتســديدة الاول، والحارس دوناروما لمحاولة الثاني، قبل ان يهدر البديل الآخر ساكا محاولته ايضا. وتكرر سيناريو نصف النهائي في مونديال روسيا ضد كرواتيا عندما تقدم المنتخب الانكليزي بهدف، لكنه تراجع بدون اي سبب ليقلب المنتخب البلقاني الطاولة عليه ويفوز -1 2بعد التمديد في طريقه الى المباراة النهائية التي خســرها امام فرنســا 4-2. وفي تلك المباراة فشــل ساوثغيت في ايجاد الحل وسط استحوذ كرواتيا على الكرة بفضل تألق مايســترو الوســط لوكا مودريتش الــذي اختير افضل لاعب في المونديال. بيد ان ساوثغيت اعتبر الاسبوع الماضي ان فريقه اصبح "اكثر استعدادا" للمباريات الاقصائية بعد الخروج الأليم من نصف نهائي مونديال روسيا. وبالفعل، نجح المنتخب في قلب تخلفه صفر-1 امــام الدنمارك الى فوز صعب -1 2في نصف النهائــي، لكن وبعد 4 ايام، تميــز اداء لاعبي الانكليز بالتوتر وفشــلوا في امتحان رهبة محو 55 عاما مــن الحرمان، في الوقت الذي رمى المنتخــب الايطالي بكل ثقله لادراك التعادل. وعلق قائد مانشســتر يونايتد الســابق غاري نيفل: "تراجعوا الى الوراء في الدقائق العشــر الاخيرة من الشوط الاول. تتذكرون كرواتيا 2018؟ تكرر السيناريو ذاته: تراجعوا الى الخلف وتعرضوا للضغط". وفي الوقت الذي لم يتردد مدرب ايطاليا روبرتو مانشــيني في التخلي عن مهاجمه ايموبيلي واشــراك دماء جديدة لتفعيل خط الهجوم من خلال الزج بالجناح بيراردي، ابقى ســاوثغيت على تشــكيلته الاساسية حتى وقت متأخر. وارتكب بذلك خطأ كبيرا لان بونوتشي ادرك التعادل بعد دربكة امام المرمى في الدقيقة 67. وكانت رد فعل ساوثغيت اشراك ساكا وهندرسون مباشرة بعد الهدف، فتعادلت الكفتان من حيث السيطرة على مجريات اللعب لينتهي الوقت الاصلي بالتعادل -1. 1ثم كانت الكلمة الاخيرة لحارس ايطاليا دونارومــا الذي تصدى لمحاولتي سانشــو وســاكا مانحا فريقه اللقــب الثاني في تاريخه، ليستمر انتظار انكلترا الطويل اقله حتى مونديال قطر 2022.

مدرب إنكلترا ساوثغيت يواسي لاعبه ساكا الذي أهدر ركلة الترجيح الحاسمة