سوريا: رامي مخلوف يحاول زيارة شركته المصادرة «سيريتل» متحديا النظام والمخابرات تطرده من المقرّ وتصادر سيارته

في تحــدٍ واضح لقرار النظام الســوري بإبعاده مــن عضويــة وإدارة شــركة الاتصــالات الخليوية "ســيريتل"، زار رامــي مخلــوف ابــن خــال رئيس النظــام الســوري بشــار الأســد، مقر الشــركة في دمشق، لتســبب زيارته ســجالاً مع عناصر الأمن، الذيــن أجبــروه على مغــادرة المقر، وفــق ما أكدت تقارير إخبارية.

ونقلت وسائل إعلام عن قيام مخلوف بمفاجأة الجميــع بظهــوره في مبنى شــركة "ســيريتل" في دمشق، لتقوم أجهزة أمنية تابعة للنظام بمصادرة سيارته من أمام المبنى، ما اضطره للركوب بسيارة لأحد أصدقائه.

وتابعــت أن مخلــوف لــم يمتثل للوقــوف على الحواجز على أحد الطرقات، وذلك رغم إطلاق النار بشكل تحذيري على السيارة التي كان يستقلها في طريق عودته.

وكانــت "الشــركة الســورية للاتصــالات" قــد أســقطت بتاريــخ 27 حزيــران/ يونيــو الماضــي، عضويــة "شــركة رامــاك" المملوكــة لمخلــوف، من رئاســة مجلــس الإدارة وعضويــة مجلــس الإدارة في شركة "ســيريتل"، في قرار اعتبر تصفية لنفوذ وملكية مخلوف للشــركة )ســيريتل(. ولم يتســن لـ"القدس العربي" التأكــد من صحة زيارة مخلوف لمقر الشــركة، لكن مؤشــرات ظهرت توضح تفاقم الخــاف بــن مخلــوف ونظام الأســد، ويبــدو أن مرد ذلك هو الزيارة التــي أجراها مخلوف إلى مقر الشــركة. فبعد يوم واحد من تداول الأنباء عن هذه الزيارة، شــكلت شــركة "ســيريتل" مجلــس إدارة جديداً، فكت بموجبه ارتباط الشركة بشكل نهائي مع مخلوف، وأظهر محضر الاجتماع الذي نشــرته الشــركة على معرفاتها الرســمية، إسقاط عضوية شركة "راماك" بعد زوال شروط العضوية عنها.

القــرار الأخير يعد تتويجاً لمرحلة خلافية ظهرت فصولها إلى العلن في عام 2020، على خلفية اتهام النظــام لمخلوف بعــدم دفع الغرامــات المترتبة على الشــركة والتي تصــل إلى 134 مليار ليرة ســورية، الأمــر الــذي اعتبره مخلــوف مطالب غيــر قانونية وغيــر محقة، ما اضطــر حكومة النظــام إلى فرض قرارات عدة بحقه مثل منعه من الخروج من البلاد، والحجــز الاحتياطي علــى أمواله وأمــوال زوجته وأولاده.

وحسب الخبير الاقتصادي سمير الطويل، فإن مخلوف لا يــزال يتصرف باعتباره رئيســا لمجلس إدارة "ســيريتل"، متجاهلاً كل القــرارات الصادرة عن النظام.

وأضــاف لـ"القدس العربــي"، أن مخلوف الذي يمتلــك أمــوالاً طائلة، لا يــزال يعتقد أنــه فوق قرار النظام الأمني وقوانينه، ولذلك هو يتعرض لضغط شديد من النظام حتى يمتثل للقرارات الأخيرة.

وأشار الطويل الى أن النظام يعيد ترتيب المشهد الاقتصــادي، بمــا يتناســب مــع الوضــع الجديد، أي الاعتمــاد علــى رجال الأعمــال الجــدد )أثرياء الحرب(، بدلاً من الطبقة البرجوازية القديمة.