Al-Quds Al-Arabi

ذوو الضحايا: جريمة لا تغتفر ومجرمون يحكمون العراق

- بغداد ـ «القدس العربي»:

عنــد مشــرحة مدينــة الناصريــة العراقية، انتشــرت مشــاعر الغضب بــن المواطنين الذين تجمعــوا في انتظار تســلم جثث ذويهم الذي توفوا بســبب حريق مستشفى الحسين.

وقال محمــد فاضل، الــذي كان ينتظر أمام المشــرحة لتســلم جثــة شــقيقه «لم تكــن هناك اســتجابة ســريعة للحريــق. ولــم يكن هنــاك عــدد كاف من رجــال الإطفاء. المرضى ماتوا حرقا. إنها كارثة».

وقال عامل صحــة لـ«رويترز» إن الحريق حاصر كثيرا من المرضــى في العنبــر المخصص لمصابــي كورونا، وإن رجال الإنقاذ واجهوا صعوبة في الوصول إلى هناك.

وفــي وحــدة عــزل المرضــى المحترقــة، قــال أبــو نور الشــاوي، الذي فقد عددًا من أقاربــه «يأتي مريض يبحث عــن العــاج وينتهــي به الأمــر في نعــش. هــذه جريمة لا تغتفر». وأضاف الرجل المكلوم بينما من حوله أشــخاص يحاولــون العثور علــى أقاربهم بــن الــركام ومتطوعون يســاعدون فــي إزالة الأنقــاض «ما تعرضت لــه محافظة ذي قار فاجعة أليمة وموجعة بســبب الفســاد والتقصير المتعمد من قبل وزارة الصحة المسيســة والتابعة لأحزاب السلطة».

وقــال الناشــط المدني هشــام الســومري الــذي جاء للمســاعدة «كنا نســمع صراخهم ولكن لم نستطع القيام بالشيء الكثير. كنا نسمع صراخهم وهم يختنقون».

وألقى السومري باللوم على السلطات المحلية، وطالب «بإجــراء تحقيــق كامل لما حدث في المستشــفى وســبب الحريق».

وأضاف «هذا سقيفة لا تعيش تحتها حتى الحيوانات. أين الرعايــة، أين مديــر الصحة والمحافظة والمســؤول­ون والأحزاب ومن يتحدثون باســم الدين. الشعب لم تعد به طاقة».

أمــا عدي الجابري الــذي فقد أربعة من أفراد أســرته، فقد قال «نريد أن نرســل رســالة لمن أجرم بحق الناصرية وعوائلنا: ألم تكتفوا منا، إلى متى تقتلوننا وعوائلنا؟».

وتابــع بغضــب «لا يحتــرق غيــر مستشــفى الفقراء. ماذا فعل الشــعب العراقي وماذا فعــل الفقير الذي يجلب مريضه هنا تحت هذا الصفيح.»

وأضــاف الرجــل المســن «ليس لدينــا حكومــة، لدينا عصابــة. مجرمون يحكمون البلد. أربعة من أبناء عمومتي قتلوا وجيراني قتلوا هنا.»

وفــي النجف، المدينة المقدســة لــدى الشــيعة الواقعة على بعد نحو 250 كيلومترا شــمال غربي الناصرية، بكى عماد هاشــم، وقد تملكه الغضب وهو يســتعد لجنازة أمه واثنتين من أقاربه حيث لقين حتفهن جميعا في الحريق.

وقــال عمــاد )46 عامــا) «مــاذا أقــول بعــد أن فقدت أســرتي. لا جدوى من طلب أي شــيء من حكومة فاشلة. ثلاثة أيام وتذهب هذه الحادثة طي النسيان مثل غيرها.»

Newspapers in Arabic

Newspapers from United Kingdom