الاحتلال يصادر 1600 دونم في الأغوار ووقفات احتجاجية أمام مقار الصليب الأحمر في نابلس وبيت لحم ورام الله

اســتولت قوات الاحتلال الإسرائيلي على أكثر من 1600 دونم في الأغوار الشــمالية لصالح ما تســميها «المحميات الطبيعيــة.» وأفاد مســؤول ملــف الأغوار فــي محافظة طوبــاس معتز بشــارات فــي تصريحات صحافيــة، بأن الاحتلال اســتولى على 1633 دونما من الأراضي الممتدة من عين الحلوة القريبة من مســتوطنة «مســكيوت» مرورا بأم الجمال، حتى الفارسية القريبتين من مستوطنة «روتم».

وتشــير المعلومات الصــادرة عن مؤسســات حقوقية فلسطينية الى أن الاحتلال اســتولي خلال الفترة الماضية علــى أكثر من 76 ألف دونم من الأراضي تحت بند «المحميات الطبيعية » في الأغوار.

كما هدمــت جرافات الاحتلال، أمس، سلاســل حجرية، وجرفت أراضي زراعية، واقتلعت أشــجارا في بلدة قصرة جنوب نابلس.

وقال مســؤول ملف الاســتيطان شــمال الضفة، غسان دغلــس، إن جرافــات الاحتــال هدمت سلاســل حجرية وردمت بئرا لتجميع المياه، إضافة الى اقتلاع أشجار زيتون وعنب في المنطقة الجنوبية من أراضي قصرة تعود ملكيتها للمواطنين ثائر عادل حســن، وورثة الشهيد محمود زعل، وما زالت عمليات التجريف مســتمرة حتى لحظة إعداد هذا الخبر. وأضاف ان الجرافات لا تــزال تقوم بأعمال تجريف في نحو 10 دونمات جرى استصلاحها في عام 2015 وتعود ملكيتها لمصطفى عودة، موضحا أن ضخامة العمل والمعدات يدل على فرض سياســة أمر واقع وتغيير معالم المنطقة في أسرع وقت.

وفي مدينة نابلس ســلّمت عائلة الشــهيد بلال رواجبة مــن قرية «عــراق التايه» غــرب نابلس، أمــس، الصليب الأحمــر الدولي رســالة تطالبــه فيها بضــرورة التدخل الفوري لاســترداد جثمانه المحتجز لدى سلطات الاحتلال الإســرائيلي، منذ نهاية العام الماضي. وأكد عدنان رواجبة والد الشــهيد بــال خلال وقفــة نظمتها العائلــة أمام مقر الصليــب الأحمر في المدينــة، أنه منذ استشــهاد ولده في الرابع من تشــرين الثاني/ نوفمبر الماضي أبلغت مخابرات الاحتلال عائلته بروايات متعددة حــول مصيره، تارة أنه مصاب وأخرى أنه مستشهد.

وشدد على أن الاحتلال يتلاعب بأعصاب ومشاعر أهالي الشــهداء المحتجزة جثامينهم لديه، منوها إلى أن سياسة الاحتلال تلك فاشية عنصرية ولا إنسانية.

وأوضــح أن العائلــة أطلقــت حملة وصرخــة إعلامية تخاطــب أحرار العالــم والمنظمات الإنســانية والحقوقية التــي تعنى بشــؤون الإنســان وبينها الصليــب الأحمر، وتطالبها بضرورة التدخل لاسترداد جثمان بلال والشهداء المحتجزين بمقابر الأرقام والثلاجات.

وناشــد بضرورة التدخــل العاجل والإيعــاز للجهات المختصــة والمؤسســات الدولية والحقوقيــة للضغط على الاحتلال الإســرائيلي لتســليم جثامين الشهداء المحتجزة لدى الاحتلال.

وعلى صعيد مشــابه نظمت أمس وقفة أمام مقر اللجنة الدولية للصليب الأحمر في مدينــة البيرة، احتجاجاً على اســتمرار ســلطات الاحتلال الإســرائيلي باعتقال مديرة مؤسسة لجان العمل الصحي، السيدة شذى عودة.

ودعت عائلة عــودة لتنظيم الوقفــة للمطالبة بالإفراج الفوري عن عودة )60 عاماً( بعد مرور أسبوع على اعتقالها مــن منزلها في حي عين مصباح بمدينــة رام الله ومصادرة مركبتها. وفي التاســع من يونيو/ حزيران الماضي، اقتحم جيش الاحتلال المقر الرئيسي لمؤسسة لجان العمل الصحي بمدينة البيرة، وألصق قراراً على مدخلها بإغلاقها لمدة ستة أشهر قابلة للتجديد.

وقالت ســيرين أبو فنونة، في تصريحات صحافية، إن والدتها الأســيرة شــذى عودة تعاني من مشــاكل صحية

وترفض ســلطات الاحتلال إدخــال الدواء الــازم لها أو الألبســة وتمنع حتى الآن لقاءها محاميتها، وســمحت لها فقط بالحصول على استشارة منها عبر الهاتف.

وأشارت إلى أن سلطات الاحتلال تقوم بشكل شبه يومي بنقل عودة من ســجن «هشــارون إلى معتقل «عوفر» غرب رام الله لإخضاعها للتحقيق، الأمــر الذي يرهقها ويضيف عبئــاً إضافيــاً على وضعهــا الصحي الصعــب، فضلاً عن ظروف الاعتقال القاسية. وأوضحت أن التحقيق مع والدتها الأسيرة حسب ما يتوفر من معلومات، يدور حول دورها في مؤسسة لجان العمل الصحي، وهي إحدى المؤسسات المهمة في فلسطين التي تقدم خدمات صحية نوعية في كافة المواقع خاصة في المناطق المصنفة «ج».

ومن المقرر أن تعقد اليوم الأربعاء جلسة محاكمة جديدة للأســيرة، ومن المتوقــع أن تطلب نيابــة الاحتلال تمديد الاعتقال لاستكمال التحقيقات، حسب عائلتها.

وقال رئيس مجلس إدارة مؤسسة لجان العمل الصحي علــي حســونة، إن اعتقال شــذى عودة سياســي بحت، ويســتهدف ما تمثله في موقعها كمدير عام للمؤسسة التي تضم 12 مركــزاً صحياً و4 مستشــفيات، وتقــدم خدمات للمجتمــع الفلســطيني في مختلــف المناطــق، وتعرضت للاقتحام فــي الماضي 4 مرات واعتقــل العديد من موظفيها وكوادرها. وأضاف أن اعتقال عــودة يأتي في إطار الحملة المنظمة ضد المجتمع الفلسطيني بشكل عام، والمجتمع المدني بشكل خاص، التي اتسعت رقعتها خلال العامين الماضيين.

وشدد حسونة على أن المضايقات التي يتعرض لها العمل الأهلي والمؤسسات الخاصة يجب أن تواجه بالاستمرار في تقــديم الخدمات من قبــل كافة الأطراف، وعــدم الاعتراف بقوانين الاحتلال وأحكامه.

وترأس شذى عودة مجلس إدارة شبكة المنظمات الأهلية الفلسطينية، وهي منســقة منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا في حركة «صحة الشعوب.»