Al-Quds Al-Arabi

استمرار التطبيع بين الاحتلال والإمارات... وفرنسا وألمانيا تقاطعان احتفالات السفارة الأمريكية في القدس

نتنياهو يهاجم العاهل الأردني ضمن المزايدات بينه وبين بينيت

- الناصرة ـ «القدس العربي»:

فيما قاطع سفراء أوروبيون احتفال السفارة الأمريكية في القدس المحتلــة، ذكرت مصادر إســرائيلي­ة وإماراتية أمس أن دائــرة الصحة في الإمارات ومركز شــيبا الطبي الإســرائي­لي وقعا مذكــرة تفاهم تتيح الســماح للطرفين بالتعاون وتحسين خدمات الرعاية الصحية.

وقالت القناة الإسرائيلي­ة «أي 24 «الإسرائيلي­ة أمس إن المذكرة المذكورة بين إســرائيل والإمارات تهدف إلى وضع أبو ظبي كوجهة بارزة للسياحة العلاجية.

وأشارت إلى أن البحوث الطبية ستشكل جزءا قويا من مذكرة التفاهم، خاصة في مجال التطبيب عن بعد والذكاء الاصطناعي.

ووّقع المذكرة وكيــل وزارة الصحــة الإماراتية، جمال محمد الكعبي وويتشــاك كريس المدير العام لمدينة شــيبا الطبية الإســرائي­لية ويويــل هار بلن مديــر المركز الطبي للشــعبة الدولية وتنمية المــوارد في المركز الإســرائي­لي المذكور.

وحسب القناة الإســرائي­لية حضر الحفل رئيس وزارة الصحة في أبو ظبي، عبد الله بن محمد آل حامد، وســفير إسرائيل لدى الإمارات، إيتان نائِع.

وحسب القناة قال الكعبي بعد التوقيع «تواصل دائرة الصحة بذل قصارى جهدها لتحســن نتائج قطاع الرعاية الصحية وتقديم خدمات الرعايــة الصحية الأكثر تقدما.» ومــن جهته قال كريــس «أتاحت الاتفاقيــ­ات الإبراهيمي­ة لإســرائيل والإمارات فرصة فريدة للتعــاون في خدمات الرعايــة الصحيــة وتعزيــز الصحــة الرقميــة لصالح مجتمعاتنا. ويسعدنا إقامة شراكات مع مؤسسات الرعاية الصحية فــي أبو ظبي، التي تشــترك في رؤيــة لا تعرف حدودا .»

ونقلت عن وكالة أنبــاء الإمــارات أن البحوث الطبية ستشــكل جزءا قويا من مذكرة التفاهــم، خاصة في مجال التطبيــب عن بعد والذكاء الاصطناعــ­ي. ونوهت أن مركز شيبا الطبي في إسرائيل هو أكبر مركز طبي في البلاد، وقد تم تصنيفه من بين أفضل عشرة مستشفيات في العالم.

وقال موقع»واينــت» الإخباري الإســرائي­لي أمس إن ســفيري ألمانيا وفرنسا لدى إســرائيل قاطعا احتفالات 4 يوليــو/ تموز الحالي في الســفارة الأمريكيــ­ة في القدس المحتلة.

وأشــار الموقــع إلى أنه لم يشــارك في الحدث ســوى ممثلين من رومانيا والمملكة المتحدة وكوســوفو وأستراليا والنرويــج وكندا. وأقيم الحفل بمناســبة عيد اســتقلال الولايات المتحدة.

وكان الرئيــس الأمريكي الســابق دونالد ترامب قد أمر

بنقل الســفارة من تل أبيب إلى القــدس المحتلة في مايو/ أيار عــام 2018 بعد الاعتــراف بها عاصمة لإســرائيل في أواخر عام 2017. وتقع معظم الســفارات لدى إسرائيل في مدينة تل أبيــب، وكانت هندوراس قــد افتتحت في نهاية شــهر يونيو/حزيران المنصرم، ســفارتها في إسرائيل في مدينة القدس المحتلة بعد أن عملت لعدة عقود في تل أبيب، لتصبح الدولــة الرابعة في العالم التي تتخذ هذه الخطوة المخالفة للقانون الدولي.

وفي ســياق متصل هاجمت صحف إســرائيلي­ة يمينية رئيس حكومــة الاحتلال نفتالي بينيت في أعقاب لقائه في عمان مع الملــك الأردني عبد الله الثاني، من أجل تحســن العلاقات بين الجانبين.

ويبدو أن هذه الحملة على بينيت وعلى عبد الله الثاني تتم بتوجيه مــن رئيس المعارضة بنيامــن نتنياهو الذي تدهــورت العلاقات بــن إســرائيل والأردن منذ أن صعد للحكم في المرة الأولى عام 1996.

يشــار الى أن ولاية نتنياهو الأولى شهدت أزمة كبيرة تمثلت بمحاول فاشــلة نفذها الموســاد في عمان لاغتيال رئيس المكتب السياســي في حركة حماس في حينها خالد مشعل عام 1997.

وحملت صحيفة «هآرتس» علــى نتنياهو أمس، وقالت محررة الشؤون السياسية فيها نوعا لانداو إنه يعمل عمدا

لتخريب العلاقات الاستراتيج­ية مع الأردن.

واعتبرت أن معلقي الصحف اليمينية يخشون تحسين العلاقات الباردة مع الأردن في فترة بينيت بعدما تدهورت إلى حضيض غير مسبوق منذ توقيع اتفاق وادي عربة عام 1994 بسبب توجهات وسياسات نتنياهو.

من جهته قال الصحافي اليميني، ناداف هعتســني، في حديث للقناة12 للقناة إن الأردن يتصرف كـ « دولة عدو» أما المحللة في صحيفة «يسرائيل هيوم»اليمينية، كارولين غيليك فنعتت لقاء عبد الله ـ بينيت بالفاشل.

في المقابل حمل المحلل السياســي في موقع «والا» براك رافيــد على نتنياهو وقال يبدو إنــه مصرّ اليوم على صنع أزمة أخرى مع الملك الأردني، وهذه المرة من منصبه كرئيس المعارضة، منوها لما قاله خــال اجتماع حزبه، الليكود، إذ نسبت له انتقادات للقاء بينيت مع ملك الأردن.

كما اســتعرض رافيد «أكاذيب نتنياهو» خلال اجتماع كتلة حزبه، موضحا أنه هاجم بينيــت واتهمه بأنه أعطى المياه لــأردن فيما يقــوم العاهل الأردني الملــك عبد الله بإعطاء النفط لإيران.

وأشار أيضا لزعم نتنياهو أن الملك عبد الله «وافق على نقل أنبوب نفط من العراق، الذي تســيطر عليه إيران، عن طريق الأردن إلــى مصر، وبذلك تمكين طهــران اقتصاديا ومساعدتها في بناء اقتصادها وبرنامجها النووي». وذكر

رافيد أن المــداولا­ت حول أنبوب النفــط المذكور بدأت عام 2015، عندما كان نتنياهو رئيســا للحكومــة، ومنذئذ لم يحدث الكثير في هذا الموضوع.

وكان نتنياهــو قد قال أيضا خلال اجتماع كتلة الليكود، إنه منذ تنصيب «حكومــة التغيير» الضعيفة مقابل إيران، ابتعدت دول عربية عن إســرائيل وبدأت تدنو من إيران، لكن رافيد ذكّر أيضا بلهجة ســاخرة بــأن «نتنياهو محق بأمر واحد، وهو تســخين العلاقات بين السعودية وإيران وحتى أنهما أجريتا مفاوضات سرية في العراق. إلا أن هذا كله حدث قبل عدة أشهر وعندما كان نتنياهو لا يزال رئيسا لحكومة إسرائيل .»

واســتذكر أن نتنياهو كان قد هاجم بينيت قبل أسابيع، مستخدما العلاقات مع إدارة بايدن.

وتابــع منوهــا للحقيقة غيــر المعلنة في هــذا المضمار «نتنياهو ليــس مرتاحا بالتأكيد من الدعــوة التي تلقاها بينيــت إلى القصر فــي عَمان أو من العنــاق الذي تحصل عليه حكومته من إدارة بايدن. مسموح لنتنياهو أن يهاجم الحكومة وأن يحاول إســقاطها، لكن الأكاذيب التي ينثرها في الأســابيع الأخيرة، خاصة بكل ما يتعلق بالعلاقات مع الولايات المتحدة ودول عربية، تبدو كأنها محاولة لتدمير العلاقات الخارجية لإسرائيل خدمة لمآرب سياسية داخلية وشخصية .»

Newspapers in Arabic

Newspapers from United Kingdom