Al-Quds Al-Arabi

تفاعلات جديدة لقضية الريسوني: المدعي العام ينتقد الدفاع ومدير السجون يرد على المتحدث باسم الخارجية الأمريكية: تصريح مهين

- الرباط ـ «القدس العربي»:

لم يتأخر الوكيــل العام للملك )المدعي العام( لدى محكمة الاســتئنا­ف بمدينة الدار البيضاء، في الرد على الموقف الذي عبرت عنه هيئة مســاندة الصحافي ســليمان الريســوني الذي حكم عليه بالسجن خمس سنوات، حيث أصدر بياناً تلقت "القدس العربي" نسخة منه، وصف فيه بـ"المزاعم" كل ما ســجلته تلك الهيئة من "اعتقال تعســفي بســبب الآراء الصحافية للمعتقل المذكــور، دون أن توجه إليه أية تهمة لمدة 8 أشــهر، وحرمانه من الاطلاع على محضر اتهامه وانتهاك حقه في قرينة البراءة، ورفض المحكمة لطلباته ودفوعاته، وتغييبه قســراً عن المحاكمة بعدم السماح بإحضاره للجلســة، والخوض في مناقشــة جوهــر القضية دون حضــوره ودون استدعاء دفاعه".

وأوضح البيان أن المعني بالأمر متابع فــي جرائم تتعلق بالحق العام، لا علاقة لها إطلاقاً بعمله الصحافي، وأنه أُشــعر بها وأجاب عنها بحضور دفاعه منذ مثوله الأول أمام قاضي التحقيق.

وأضاف أن قرار اعتقاله احتياطياً من طرف قاضي التحقيق، اتخذ على النحو المتطلب قانوناً، وقد ســبق لدفاعه خلال مرحلة التحقيق الإعدادي أن مارس حقه في استئنافه أمام الغرفة الجنحية ثلاث مرات، حيث قضت هذه الأخيرة بتأييده بعد تأكدها من مشروعيته طبقاً للقانون.

نسخة إضافية

وأفاد المدعي العام أن الريســوني حصل على نســخة من جميع وثائق القضيــة، منذ مثوله الأول أمام قاضي التحقيق العام الماضي، ولم يســبق له أو لدفاعه طيلة مرحلة التحقيق أن أثار مســألة عدم اطلاعه على وثائق القضية، كما أنه وتعزيزاً لحقوق دفاعه وكفالة قرينة البراءة، اســتجابت المحكمة خلال مرحلــة المحاكمة لطلبه بالحصول على نســخة إضافية من وثائق القضية داخل السجن.

وذكر البيان أن الجلســات كانت تؤجل بطلــب من الصحافي المذكور أو من دفاعه لمدة ناهزت الأربعة أشهر، لكنه أصر على موقفه برفض الحضور خلال الجلســات الأخيرة، فتقررت مواصلة مناقشة القضية في غيابه مع تكليف كاتب ضبط المحكمة بالانتقال إلى الســجن عقب كل جلسة لتبليغه بما راج بها، وهو ما حصل فعلياً، حسب المدعي العام.

كما اتهم دفاع الريسوني بمحاولة تعطيل المحكمة من خلال انسحاباتهم المتكررة، وقال إن النيابة العامة عاينت للأسف، أنه بدل الامتثال للقرارات الصادرة عن القضاء بعد بته في الدفوع المثارة من قبل دفاع المعني بالأمر، تم اللجوء إلى تعطيل ســير المحاكمة عن طريق فرض سياسة الأمر الواقع على ســير إجراءاتها وتنفيــذ إرادة بعض أطراف الدعــوى بالقوة رغم رفضها من قبل المحكمة، وهو ما اعتبره البيان "اســتخفافاً بأحكام القضاء ومساســاً باســتقلال­ه". وأكد أن حقوق دفاع المتهم وقرينة البراءة، تظل مكفولــة للمعني بالأمر طبقــاً للقانون، حيث له حق الطعن بالاســتئن­اف ضد القرار الصادر في مواجهته، والذي ينشر القضية من جديد أمام غرفة الجنايات الاستئنافي­ة، والتي يحق له حينها التقدم أمامها بما يراه مناسباً مــن أوجه دفاعه ودفوعه. كما أوضح أن التعليــق على الأحكام يكون بعد الاطــاع عليها وليس قبل ذلك، تفادياً لما قــد ينجم عن الأمر من مغالطات، والذي لا يمكن أن يفسّر إلا بمحاولة التأثير على القضاء.

وخلص المدعي العام إلى القول إن المحكمة وفرت جميع شروط المحاكمة العادلــة للمعني بالأمر، رغم موقفه الســلبي بمعية أعضــاء دفاعه الذين اختاروا تعطيل المحاكمة عوض مواصلة إجراءاتها وفق ما يفرضه القانون.

محاولة للتدخل

في ســياق متصل، رد مدير إدارة الســجون في المغــرب، محمد صالح التامك، على تصريح الناطق الرســمي باســم وزارة الخارجية الأمريكية، نيد برايس، حول الحكم الصادر في حق ســليمان الريســوني بالســجن 5 ســنوات، معتبراً تصريحه محاولة للتدخل في ســيادة الدولة المغربية وقضائها. وقال: "لا يســعني بصفتي مواطناً مغربياً ودبلوماســ­ياً سابقاً إلا أن أعرب عن اســتيائي وصدمتي الكبيرين جراء التصريح المهين الذي أدلى به الناطق الرســمي باســم وزارة الخارجيــة الأمريكية بخصوص العدالة المغربية وحريــة التعبير، وما كان لهذا التصريح من مس بكرامتي وبكرامة المغاربة قاطبة". وتســاءل المتحدث ذاته فــي الرد الذي أوردته، أمس الثلاثاء، مجموعة من المنابر المغربية: "بأي حق تجرؤ على حشر أنفك في قضية جنائية مغربية صرفة رائجة أمام القضاء تخص مواطناً مغربياً لقيت عناء في تهجي اســمه، وتذهب إلى حد إعطــاء الموعظة والدروس للمغاربة؟ كيف تغتر فتســمح لنفســك بالحكم على ما هو مطابق أو منافٍ للدســتور المغربي؟ كيف تجرؤ علــى التمييز بين المغاربة تعلي من شــأن بعضهم وتنتقص من قيمة آخرين كما هو الشــأن بالنسبة للضحيتين آدم وحفصة؟ هل الأمريكيون الذين يتعرضون للاعتداء الجنسي، ذكوراً كانوا

أم إناثاً، هم أعلى شأناً وأكثر آدمية من نظرائهم المغاربة؟".

وتابع قائلاً: "لمــاذا إيلاء كل هذا الاهتمام لهاتين القضيتين اللتين خيض فيهما طويلاً داخل المحاكــم وفي الإعلام؟ كم كتب هــذان الصحافيان من مقالات وأجريا من تحريات طالتها يد الرقابة؟ وما الســر في حرص وزارة الخارجية علــى عدم إثارة ما يحــدث حالياً في الجزائــر أو ما حصل في جنوب إفريقيا خلال الآونة الأخيرة؟

لماذا كل هذا التكالب علــى المغرب في الظرفية الراهنة؟ أليس هذا تحيزاً

صارخاً وغير مبرر لشرذمة من المتطرفين الإســاميي­ن واليساريين، همهم الواحد الأحد هو خلق البلبلة والجلبة، وذلك على حساب الغالبية العظمى الصامتة من المغاربة؟". واختتم التامك رده بالقول: "في ضوء هذه الأسئلة العالقة، أود أن أعرب عن عميق قلقي بشــأن الموقــف الذي اتخذه الناطق باســم وزارة الخارجية الأمريكية، وأتمنى صادقاً أن يكون تصريحه نوتة نشاز، وإلا فإن مجازفته هذه لا تبشــر بالخير بالنسبة لمستقبل العلاقات الأمريكية المغربية".

 ??  ?? ناشط مغربي يحمل لافتة عليها صورة الصحافي سليمان الريسوني المحكوم عليه بالسجن خمس سنوات
ناشط مغربي يحمل لافتة عليها صورة الصحافي سليمان الريسوني المحكوم عليه بالسجن خمس سنوات

Newspapers in Arabic

Newspapers from United Kingdom