موريتانيا والسنغال: بيان مشترك يؤيد القضية الفلسطينية ويوطد التعاون الثنائي

أكد الرئيســان الموريتاني محمد ولد الشــيخ الغزواني، والســنغالي مكي صال، "مســاندتهما التامة لحل سلمي عادل ودائم للقضية الفلسطينية يقوم على أسس القانون الدولي المنصوص عليها فــي كل قــرارات الأمم المتحــدة ذات الصلة، عبر إنشاء دولة فلسطينية مستقلة عاصمتها القدس الشرقية، في إطار حل لدولتين تعيشان جنباً إلى جنب داخل حدود آمنة ومعترف بها دولياً".

جاء ذلك في سياق بيان مشترك تمخضت عنه زيارة رســمية أنهاها الثلاثاء لموريتانيا، الرئيس السنغالي مكي صال.

وشــدد الرئيســان في البيان المشــترك "على كامــل تمســكهما مجــدداً بالحفاظ علــى الأمن والسلم في إفريقيا للتســوية السلمية للنزاعات واحتــرام الأجنــدات الانتقاليــة للعــودة إلى الوضع الدســتوري في جمهوريتي مالي وتشاد الشقيقتين".

وأكــد البيان أن "زيــارة الرئيــس مكي صال لموريتانيا التي تندرج في ســياق علاقات الأخوة والتعــاون المتنوع بــن البلدين، تترجــم إرادة التشاور والحوار الدائم بين الرئيسين، كما تهدف إلى تعزيز وترســيخ علاقات الأخــوة والروابط التاريخيــة التي تجمع بين الشــعبين الموريتاني والسنغالي".

وخــال هــذه الزيــارة، أوضح البيــان أن "الرئيســن أجريا محادثات على انفراد تناولت تعزيز العلاقــات الثنائية وقضايا شــبه المنطقة وكذا القضايا الإفريقيــة والدولية ذات الاهتمام المشترك"، مشيراً إلى أنها "عكست تطابق وجهات النظر حول القضايا المثارة".

وعبر الرئيســان الغزواني وصال، في البيان المشــترك، عن ارتياحهما لجودة علاقات الأخوة والصداقة وحســن الجوار القائمــة بين البلدين، وأعربــا مجدداً عن عزمهما علــى اتخاذ كل ما من شــأنه أن يطورهــا ويعززها خدمة لشــعبيهما الشقيقين".

واستعرض الرئيسان، حسب البيان، مختلف مجــالات التعاون، وعبــرا عــن ارتياحهما لما تم تحقيقه من إنجازات، وأكدا على وجه الخصوص على التعاون في مجالات العدل، والأمن، والطاقة والصيد والبيطرة والمياه، والبيئة".

وخلال تناول مســألة الأمن، عبر الرئيســان -وفقاً للبيان- عــن ارتياحهما للنتائج الحاصلة في إطــار التعاون بــن البلدين في هــذا المجال،

وأكدا ضــرورة تعميق التعاون بــن الحكومتين فــي محاربة الجريمــة المنظمة العابــرة للحدود بمختلف أشــكالها وخصوصاً الإرهاب والهجرة غير الشــرعية والتجارة غير الشــرعية للسلاح والمخدرات، وتبييض الأموال.

وفي مجال الطاقــة، ثمن الرئيســان الجهود المبذولة من أجــل تطوير التعاون في هذا القطاع، وعبرا عن إرادتهما المشتركة لمواصلتها وتكثيفها، في جو من التشاور الدائم والشراكة الوثيقة.

وثمن الطرفان التعاون النموذجي بين البلدين في قطاع المحروقات، انســجاماً مــع البروتوكول الموقع بين الدولتين سنة 2018، وأصدر الرئيسان، طبقاً لمــا ورد في البيــان، تعليماتهمــا لوزارتي الطاقة وللشــركات الوطنية المكلفة بالمحروقات، لتعزيز التبادل والتشاور والتنسيق القائم مسبقاً بــن الطرفين، وتوســيع مجال التعــاون بينهما

بــإدراج مقطعي )المتوســط( و)المصب( من أجل تغطية مجموع السلسلة الغازية".

وقرر الرئيســان تســريع التشــاور من أجل التنفيذ العاجــل للبروتوكول الموقع ســنة 2020 والمتعلق بمبادرة الغــاز النظيف«Clean gaz » للحد مــن انبعاث كربون الاســتغلال من المناجم الوطنية، وذلك عبر اســتخدام الطاقات المتجددة والتكنولوجيا النظيفة".

وفيمــا يتعلــق بمشــروع الغــاز المشــترك "الســلحفاة وآحميــم"، حيــا رئيســا الدولتين مستوى التنسيق النموذجي بين فريقي الدولتين، وحثاهمــا على المحافظة على نفس المســتوى من الاندماج والتشــاور، لصيانة المصالح الوطنية، ولمنــح الشــركاء التطمينــات المطلوبــة لمواكبة المشــروع. وبالنظر إلى أهمية المشــروع للبلدين ولشــبه المنطقة، ولضــرورة إنجــازه في أقرب الآجال، يضيف البيان، فإن رئيسي الدولتين قررا منح مشروع غاز السلحفاة/آحميم صفة مشروع وطني ذي أهمية استراتيجية، وأصدرا تعليماتهما للوزراء المعنيين لوضع آليات التنسيق الضرورية التي من شــأنها التعجيــل بإزالــة كل العراقيل الإدارية وغيرها دون تنفيذه.

وفي مجال الصيد، أوضح البيان أن الرئيسين تناولا مســألة شــروط اســتغلال موارد الصيد، وأصدرا التعليمــات للوزيريــن المكلفين بالصيد والاقتصاد البحري للقيام بكل ما من شأنه تعزيز التعاون في هذا المجال.

وكان الرئيس السنغالي الذي غادر نواكشوط، مســاء الثلاثاء، قد أدى زيارة رسمية لموريتانيا بدعوة من الرئيس الغزواني خصصت للتشــاور حول قضايا التعاون الثنائي والقضايا الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك.