Al-Quds Al-Arabi

فرنسا تصنّف تونس ضمن القائمة الحمراء لكورونا... ووزارة الدفاع تجنّد الأطباء الجدد في المعركة ضد الوباء

بعد ساعات من تعهد ماكرون بدعمها لمكافحة الوباء

- تونس – «القدس العربي» من حسن سلمان:

بعد ســاعات من تعهد الرئيس الفرنســي بتقديم دعم كبير لتونس لتجاوز أزمتهــا الكبيرة مــع فيروس كورونا، قامــت باريس بإدراجهــا ضمن القائمة الحمراء للدول التي تشــهد زيادة كبيــرة بعدد الإصابــات اليومية بفيروس كورونا، لكنها أعلنت أيضاً عن تقديم حوالي مليون جرعة من لقاح كورونا، في وقت دعت فيه وزارة الدفاع الأطباء الجدد إلى المشــاركة في المعركة المتواصلة ضد الوباء.

وكان الرئيــس إيمانويل ماكرون عبر الإثنين عن تعاطفه بشــكل خاص مع تونس التي تعاني كثيراً بســبب جائحة كورونا، مشــيراً إلى أن بلاده "قدمت أكثر من مليوني ونصف جرعة لقاح كورونا لدول صديقة، وبحلول نهاية العام، سيكون هناك عشرات الملايين من جرعات اللقاح الإضافية التي يتم توفيرها".

وأضاف في كلمة متلفزة: "العديد من البلدان تأثرت بشــدة بالجائحة الآن، وسوف نزيد من مساعدتنا من أجل مد العون. أفكر بشكل خاص في تونس".

فيما أعلنت الخارجية الفرنسية أن باريس ســتزود تونس بحوالي مليون جرعة من لقاح كورونا، فضلاً عن معدات طبية أخرى خلال الأسابيع المقبلة.

لكن باريس قررت أيضاً إدراج تونس على قائمتها الحمراء "مما يعني أن من لم يتلق اللقاح لا يمكنه الذهاب إلى هناك أو العودة بدون ســبب مقنع"، وفق ما أعلن المتحدث باسم الحكومة غابرييل أتال، الذي برر القرار بالارتفاع الكبير في عدد الإصابات بفيروس كورونا.

ودعــت وزارة الدفاع التونســية "كافة الإطارات الطبية وشــبه الطبية بما فــي ذلك الاختصاصات البيوطبية، )من الجنســن( ممن لم يتجاوزوا الســن القانوني للتجنيد والمحدد بــ 35 سنة والذين تخرجوا في الثلاث السنـــوات الأخيرة )2019-2018-2020 (، إلى تلبية نداء الوطن وتعزيز المجهود الوطني في مجابهة انتشار الوباء في إطار أداء الخدمة الوطنية خارج وحدات القوات المســلحة". وأضافت في بلاغ أصدرتــه الثلاثاء أنه "يتعين علــى الذين تتوفر فيهم الشــروط المذكورة، الالتحاق بداية من 14 يوليو 2021، بالمراكز الجهوية للتجنيــد والتعبئة، أو بأحد المكاتب الجهويــة التابعة لها مصحوبين ببطاقات تعريف وطنية ونسخة من الشــهادة العلمية المتحصل عليها، لإتمام إجراءات التجنيــد ووضعهم على ذمــة وزارة الصحة لتعيينهم في أقــرب وحدة طبية صحية لمقر الإقامة حسب الحاجيات".

وأشــارت إلى أن الدعوة تأتي "اعتباراً للظروف الاســتثنا­ئية التي تمر بها بلادنــا في الفترة الأخيرة، وما تخوضه من حرب ضد جائحة كورونا، وتنفيذاً لقرارات رئيس الجمهورية القائد الأعلى للقوات المســلحة والمتعلقة بتعبئة كل الإمكانيات المادية والبشــرية لمكافحة هذه الجائحــة عبر التكثيف من عمليات التلقيح وتقصي حالات الإصابة بهذا الفيروس والتكفل بمرضى كوفيد في كامل ولايات الجمهورية وعلى وجه الخصوص في المناطق الداخلية وتدعيم الهياكل الصحية العمومية".

وقالت الوزارة إن عملية التجنيد هذه "ســيتم اتخاذهــا بعين الاعتبار في عمليات الإحصاء وســتخضع إلى تراتيــب خاصة فيما يتصــل بمدة الخدمة الوطنية وفترة التكوين الأساســي وإجراءات التعيين. كما ســيتمتع المعنيون بالأمــر بمختلف الامتيــاز­ات المتصلة بشــروط الانتداب في القطــاع العام أو التنفيل وبالمنحة الخصوصية المسندة للمجندين المعنيين لأداء الخدمة الوطنية لدى وزارة الصحة، طبقاً للتشريع النافذ ووفقاً للقرار المشترك بين وزير الدفاع الوطنــي ووزير المالية ووزيــر الصحة العمومية المؤرخ في 29 ســبتمبر 2010 والمتعلق بضبط مقــدار المنحة الخصوصية المســندة للمجندين المعينين لأداء الخدمة الوطنية لدى وزارة الصحة العمومية والهياكل الراجعة لها بالنظر".

من جانب آخر، توقعت الأمينــة العامّة لحزب تحيا تونس، ووزيرة الصّحة السابقة، سنية بالشيخ، انفراجاً قريباً في أزمة كورونا مع تصاعد نسق عملية التلقيح التي يســاهم بها الجيش بشكل واسع، مشــيرة إلى أن حديث الناطقة باســم وزارة الصحة نصاف بن علية عن انهيار المنظومة الصحية كان الهدف منه إطلاق صيحة فزع، لكن "المنظومــة الصحية ما زالت قائمة بفضل مواردها البشــرية، التي ما زالت تعمل دون هوادة رغم المشاكل والصعوبات والعراقيل العديدة".

وأضافت: "الفيروس متحور ويجب وضع استراتيجية ديناميكية لمجابهته، خاصة وأننا لا نعلم ما سيحدث خلال الفترة القادمة، والحجر الصحي الشامل يكون ناجعاً عندما يتم إقراره في وقته، ويجب اختيار التوقيت المناسب لاتخاذ هذا القرار".

وكان الرئيس التونســي وعد بتوزيع لقاح كورونا في جميع أنحاء البلاد، داعياً السياسيين إلى التوقف عن المتاجرة بالوباء.

وخلال تلقيه، الإثنين، الجرعة الأولى من لقــاح كورونا، قال الرئيس قيس ســعيّد: "لا خوف على التونســيي­ن من هــذه اللقاحات التي ســتوزع في كافة مناطق البلاد )…( اصبروا وصابروا وتأكدوا أننا معكم، التطعيم سيأتيكم إلى منازلكم، سيتم مسح كامل البلاد حتى يلقح الجميع ونقضي على هذه الجائحة التي ابتلينا بها وتعود الحياة إلى طبيعتها".

كما خاطب الأطراف السياســية بقوله "وليكف الكثيرون عن المتاجرة بهذا الفيروس من خلال محاولة الاســتفاد­ة السياســية منــه، فالقضية هي قضية الشــعب هي أمانــة نحملها ومســؤولية نتحملها وعلى الجميــع أن يكون في مســتوى المرحلة ولن يهدأ لنا بال إلا بعــد أن نتتصر ونضع تصوراً جديداً عبر توجه العسكريين إلى كل مكان لتطعيم التونسيين باللقاح".

 ??  ?? الطبيب التونسي هشام الوادي يأخذ مسحة لاختبار فيروس كورونا في عيادة في بلدة بو محيل
الطبيب التونسي هشام الوادي يأخذ مسحة لاختبار فيروس كورونا في عيادة في بلدة بو محيل

Newspapers in Arabic

Newspapers from United Kingdom