Al-Quds Al-Arabi

تخوف الرياضيين من الحرارة المرتفعة والرطوبة العالية يجبرهم على استعدادات مختلفة

-

■ باريــس - أف ب:أجبــرت الحــرارة المرتفعــة والرطوبة العاليــة المتوقعــة خــال دورة الالعــاب الاولمبية فــي طوكيو، الرياضيــن على إعداد أجســادهم لهذه الظروف القاســية في خطوة إلزامية في الطريق إلى إحراز ميدالية اولمبية.

في قلب "الغرفة الحرارية" للمعهد الوطني للرياضة والخبرة والأداء في باريس، ظهر عداء ســباق الماراثون الفرنسي حسن شــهدي عاري الصدر يتصبب عرقًا وهو يعدو بخطوات هادئة فــوق جهاز المشــي. تبلغ الحــرارة 34 درجة مئويــة، والرطوبة 70%، والهواء ثقيل للغاية. بعد ساعة من الركض، خرج شهدي من الغرفــة المظلمة. قــام بعملية الوزن، بقياس نســبة التعرق، وبتقييم التعب والأحاســي­س، كما فعل في اليوم السابق وكما ســيفعل في اليــوم التالــي. وفي نهايــة شــهر أيار/مايو، كان الرياضي البالــغ 32 عاما يتبع بروتوكــول­ا للتكيف مع الحرارة التي تعتبر العدو الحقيقي للأداء لا سيما في رياضات التحمل. ويقول الباحث في جامعة كانبيرا الاســترال­ية والاختصاصي فــي التكيف مع الحــرارة المرتفعة الكندي جوليــان بيريار: "مع الرطوبــة، يتبخر العرق بدرجــة أقل وبالتالي فــإن الجلد يبرد بدرجة أقل. تزداد درجة حرارة الجســم وكذلك معدل ضربات القلب ونصاب بالجفاف، وعندما نفقد الكثير من الماء يقلل ذلك مــن القدرة على التعرق". ومن أجــل مواجهة هذه الآثار الضارة بشكل أفضل، قرر المشاركون في العديد من الألعاب الرياضية )ألعــاب القــوى والترياثلـ­ـون والألــواح الشــراعية والرغبــي ورياضات أخرى( التأقلم مع الظروف بشــكل يومي قبل فترة زمنيــة من الالعــاب المقررة مــن 23 تموز/يوليو الــى الثامن من آب/اغسطس حيث ستتراوح الحرارة بين 32 و35 درجة مئوية والرطوبــة بــن 70 و80%. ويوصي الاختصاصيو­ن بمعســكر واحد على الأقل )بين 10 أيام وأسبوعين( قبل انطلاق المنافسة بأسابيع عدة، مع القيام بجهد معتدل على مدى ساعة أو ساعة ونصف من خلال اتخاذ حمام ســاخن على سبيل المثال. وقال شــهدي خلال خضوعه لمعســكره الثاني: "في البداية نتصبب عرقا بشــكل كبير، نشعر بأن الجسد يتكيف. في أول 15 دقيقة يكــون الجــو حارا جــدا ثم نتعــرق ونشــعر بالراحة". وشــعر شــهدي بفوائد ما خضع له خلال مشــاركته في سباق نصف الماراثــو­ن في جيبوتي في شــباط/فبراير الماضي. وتعتبر هذه البروتوكــ­ولات ضرورية للرياضيين قبل طوكيو )أو ســابورو حيــث تم نقــل ســباقات المشــي والماراثون بقــرار مــن اللجنة الأولمبية الدولية(، حتى لو لم تضمن النجاح في أرض الشــمس المشرقة.

ويقــول مديــر الأبحاث فــي مستشــفى "ســبيتار" القطري سيباســتيا­ن راســينيه: "الإنســان وحــش اســتوائي منظــم حراريا جيدا ويمكــن للجميع التكيف مع الحرارة. كانت قدرات التنظيــم الحــراري للإنســان وقدرتــه علــى التحمــل ميزة في التطور لصيد حيوانات أقوى وأســرع". وأضاف: "سيســتفيد جميــع الرياضيين مــن التدريب فــي الحرارة. ومــع ذلك يمكن أن تملك لاعبَين من نفس المســتوى يســتجيبان بشكل مختلف الفرنسي حسن شهدي عانى في ماراثون باريس 2017 تماما". وكشــف: "مــع التعرض للحرارة يمكــن أن نحصل على انخفاض في الأداء بنســبة 10% وبالتالــي فالهدف من التأقلم هو التعويض عن هذا الانخفاض في الأداء. بحســب الرياضة، الرياضي والظــروف الدقيقة، يمكننا تعويــض كل أو جزء من هذا الانخفــاض". ويوضح أن "بروتوكــول­ات التدريب الأخرى % مثــل دورات التدريــب على المرتفعات توفــر 1 من الأداء. لذا فإن التأقلم أهم بكثير من جميع أنواع الإعداد النهائي الأخرى".

وبعد ســقوطه خلال دورة ألعاب الكومنولث في غولد كوست في أستراليا عام 2018، استعد عداء الماراثون البريطاني كالوم هوكينــز بنجاح لســباق الدوحة خــال بطولة العالــم لألعاب القــوى عــام 2019 )حــل رابعا( من خــال التدرب فــي حديقة والديــه المجهزة بجهاز مشــي وهو يتلقى موجــات من الحرارة المرتفعة. كرّر التجربة قبل طوكيو حيث ســيكون من المرشحين لإحراز ميدالية.

 ??  ??

Newspapers in Arabic

Newspapers from United Kingdom