Al-Quds Al-Arabi

هل تعلم إسرائيل شيئاً عن «قوة التدخل الأردنية» في الحرم القدسي؟

- إيدي كوهن

■ فــي نهاية حملة «حارس الأســوار» وفــي إطار تغطية للقاء عقــد بين أعضاء لجنة الشؤون الفلسطينية في مجلس الأعيان الأردني وبين وزير الأديان في المملكة الهاشمية د. محمد الخلايلة، كشــف الوزير الأردني معطيين مهمين: الأول هو أن كلفة الإبقاء على العاملين داخل المسجد الأقصى بتمويل من الأردن، تبلغ نحو 56 مليون شيكل في السنة (12 مليون دينار أردني(. وكما هو معروف، فإن المملكة الأردنية تولي المســجد الأقصى أهمية كبيرة، والملك الأردني هو خادم الأماكن المقدسة «مثل ملك السعودية الذي يحمل لقباً مشــابهاً، خادم المســجدين المقدســن )مكة والمدينة(. إضافة إلــى ذلك، يأخذ الملك الأردنــي على عاتقه نفقــات ترميم المســجد والكنائس في القدس، بما في ذلك توســيع البنــاء وترميــم المواقع.الدور الأردني هــذا يدخل لهــا تبرعات عديدة مــن دول الخليج والــدول العربيــة. بكلمات أخرى، يــدور الحديث عن ربح نقي من عشــرات الملايين التي تدخل صندوق الملك.

أمــا المعطــى الثاني الذي كشــف الوزير النقاب عنــه فهو أن هنــاك 850 موظفاً داخل المســجد الأقصى، مســجلين كموظفين رســميين في وزارة الأوقاف بالمملكــة الأردنية. كل من يزور المســجد يلاحظ أكثر من عشــرات الحراس للأوقــاف الأردنية. ليس المئات وبالتأكيــ­د ليس العدد القريب مــن 850 موظفاً. فأين الباقون؟ من شــبه المؤكد أن أولئك الموظفــن يشــكلون نوعاً من المأجوريــ­ن في الاحتيــاط أو في أوقات الأزمــة. كلنا نذكر الاشــتعال­ات الكثيرة والســريعة في أثناء كل حدث وقع في الســنوات الأخيرة، ســواء فــي إطار المظاهرات التي كانت فــي الحملة الأخيرة في غزة أو في أثنــاء أزمة البوابات الإلكتروني­ــة )تموز 2017( وأزمة باب الرحمــة )آذار 2019( وغيرها من الأزمات الكثيرة. فامتثال مئات الرجال الســريع يســهم في تضخيم الحدث ويستدعي المزيد من الشبان للتجمهر، وهكذا ينجح منظمو الاحتجاجات في خلق مظاهرة خفية تمارس ضغطاً هائلاً على سلطات إسرائيل، وتزيد من حجوم تلك المظاهرة وتصعّب على الحكومة إيجاد حل أو بدائل، والطريق من هنا وحتى الاستسلام قصير.

إن استخدام أولئك الموظفين كـ «قوة تدخل سريع» يزيد حجم الحدث، ويضخ جموع النــاس ويحفزهم لتنفيذ أعمال إخلال بالنظام أو الانضمام إلى الجماهير مع إحســاس «الوحدة ضد الاحتلال». وفي حســاب بســيط، لو أن كل واحد من أولئك الموظفين يأتي رفقة واحد أو اثنين، فسيكون ممكناً في غضون وقت قصير مشاهدة آلاف الشبان. وإذا كان هذا التقدير صحيحاً، فمن المعقول أن أولئك الموظفين هم رجال شــبان يسكنون في منطقة المسجد في شرقي القدس.

الأســئلة الكثيرة التي تثور هي: هل تعرف إســرائيل هويات هؤلاء الموظفين؟ هل يبلغ عن مداخيلهم قانونياً لســلطات الضريبة؟ لماذا هناك حاجــة إلى هذه الكمية الكبيرة من الموظفين؟ لماذا سمحت إسرائيل بهذا العدد الكبير؟ كم منهم اعتقل وكم منهم يعملون في خرق النظام أو في الإرهاب؟

Newspapers in Arabic

Newspapers from United Kingdom