فتح تقرر مواجهة الفعاليات الموجهة ضد السلطة بتصعيد المقاومة الشعبية عند نقاط التماس للتأكيد على أن المعركة يجب أن تكون مع الاحتلال وليس من خلال «تسخين الجبهة الداخلية»
قــررت حركة فتــح مواجهة الحملــة التي تشــن ضدها، كونهــا هي من تقود الســلطة الفلســطينية، التي انطلقت عقب حادثة مقتل الناشــط نزار بنات، خلال اعتقاله على أيدي قوة أمنيــة، وحملت مطالبات برحيل الرئيس محمود عباس زعيم الحركة.
وستشــمل خططها للرد، فعاليات شعبية واســعة في الضفــة الغربية، تشــمل تفعيل المقاومة الشعبية في نقاط التماس، إلى جانب فعاليات إلكترونية في قطاع غزة.
وعلمت «القدس العربي» ان قيادة الحركة قــررت فعليا البــدء بتنفيذ قــرارات المجلس الثــوري في دورته الأخيــرة التي عقدت قبل أســبوعين، من خلال تفعيل المقاومة الشعبية فــي كل نقاط التماس ضــد الاحتلال، وإعادة «روح العمل الشــعبي المقاوم» للتأكيد على أن المعركة السياسية يجب أن تكون مع الاحتلال، وليس من خلال «تسخين الجبهة الداخلية».
وتشــمل خطط فتح حاليا تنظيم فعاليات ومسيرات شعبية مساندة للحركة والرئيس عباس، ونقل تجربة الخليل ورام الله إلى كافة مدن الضفة الغربية، مع الحفــاظ على قيادة فعاليات «المقاومة الشعبية» ضد الاحتلال في كل نقاط التماس في الضفة.
وإلى جانب هذه الفعاليات، تقرر أن يستمر نشــطاء الحركة في فعاليــات إلكترونية في الضفة وغزة، لدعم القيــادة، إذ ترى الحركة حاليا ان هناك «خصوما سياسيين» يستغلون حادثة نزار بنات من أجــل النيل من قوة فتح في الشــارع الفلســطيني، وهنا لا توجه فتح اتهامها لخصمهــا الرئيس حركة حماس فقط، بل إلــى «قوى اليســار» ومؤسســات مدنية أخرى.
وحســب ما علمت «القــدس العربي» فإن الحــراكات الفتحاوية في الشــارع لن تكون متزامنة مع تلك التي تنظــم في هذه الأوقات ضد السلطة، وستنزل في مواعيد أخرى.
وقــد حذر عضــو المجلس الثــوري لحركة فتح عبد الإله الأتيــرة، من محاولات البعض اســتغلال قضية نزار بنات لـ «جرّ الســاحة الفلســطينية إلى الفوضى، وضرب المشروع الوطني.» وأكد أن حركته والفصائل الوطنية «ستكون بالميدان، ولن تسمح بالمساس بالأمن الفلســطيني، والاعتداء علــى مقارها وتكرار مشهد الانقلاب الذي جرى في عام 2007 .«
وضمن التحركات العملية، شــارك مؤخرا عدد من كبار قادة حركة فتــح، وفي مقدمتهم محمــود العالــول نائب رئيــس الحركة، في الفعاليات الشــعبية على جبل صبيح التابع لبلــدة بيتا شــمال الضفة، وهــو جبل مهدد بالمصادرة لصالح الاستيطان.
وشــارك العالول وعدد من قادة الحركة في فعاليات «الإرباك الليلي» وحمل شعلة نارية، كما يفعل نشطاء المقاومة الشعبية المدعومون من حركة فتــح، كما ظهر الرجــل كعادته في فعاليات شــعبية أخرى مقاومة للاحتلال في مناطق أخرى في الضفة.
وعقــب ذلــك قــام مســؤولون آخــرون
في الحركــة بزيــارة الجبل، والمشــاركة في الفعاليات الشعبية هناك.
فــي حملتهــا الحاليــة، التي أقــرت عقب اجتماعــات المجلس الثــوري، لا تنكر الحركة وقوع «خطأ» في عملية اعتقال ووفاة الناشط بنات، إذ دأب مسؤولون كبار في الحركة على الاعتراف بذلك في اجتماعــات داخلية، وفي حديث علني مؤخرا، لكن هؤلاء يشددون على ضرورة أن لا يحمل الأمر أكثــر من طاقته، أو أن تستغل الحادثة لتأجيج الوضع الداخلي، وترك المعركة الحقيقية مع الاحتلال.
ولذلك قال العالول»نعــم نحن نخطئ ولا ندعي بأننا أنبياء وجاهزون لتعديل أخطائنا ولكن مسيرتنا هي فلســطين فقط وبوصلتنا القــدس فقط، وتحدينــا الأول هــو مواجهة الاحتــال، والوحــدة الوطنية هــي صمام الأمان .»
وكان عــزام الأحمــد عضــو اللجنتــن التنفيذيــة لمنظمة التحريــر والمركزية لحركة فتــح، قــد كشــف عــن اجتماعــن لفصائل منظمة التحرير الأســبوع الماضــي «للتأكيد على وحدتهــا والتصدي لمحاولــة بث الفرقة لأهداف خبيثــة» بهدف إبعــاد المواطنين عن مقاومة الاحتلال، وحرف الانظار عن المقاومة الشعبية المتصاعدة.
والسبت شاركت حشود كبيرة في مسيرة جماهيرية، وســط مدينــة رام اللــه، «دعما للشــرعية» وللرئيس عباس، دعت لها فتح. وأكدت الحركة أن المســيرة تأتي أيضا نصرة لمدينــة القدس المحتلة، وأهالي حيي الشــيخ جراح وســلوان والبلدة القديمة من القدس، الذين يواجهون إجــراءات الاحتلال الهادفة إلى تهجيرهم، وإســنادا للأسرى في سجون الاحتلال.
وخلال المســيرة قال العالــول «حركة فتح جاهزة مــن أجل مواجهــة التحديات الكبرى التي يعيشــها شــعبنا، ولها علاقة بمواجهة الاحتلال، فهذا تحدينا الأول.»
واكــد أن فتح «لا ترغب بمعــارك جانبية، فمعركتنا مع الاحتلال، وشــعارنا ان نستمر بالهجــوم في مواجهة الاحتــال، ولن نلتفت إلى مــن يأخدوننا إلــى صــراع جانبي، لن نعادي أحدا. نقول لكم إننا في فتح مع الوحدة والتعددية والرأي الآخر، وجاهزون من أجل حمايتها، لكــن أيضا لدينا القدرة على التمييز ما بين من يعارضنا ونحترمه ونستمع لرأيه، وما بين من يعمل لمصالح أخرى ضد الشــعب الفلسطيني .»
وأشاد بالأجهزة الأمنية التي قال عنها إنها تعمل بـ «عقيدة وطنية لحماية أبناء شعبنا.» وأضاف «لن نســمح لأحد ان يحرف فتح عن بوصلتها، وعلى البعــض أن يوقف المهاترات ويأتي إلى حوار موحد.»
وخلال إشــارته لمــا يجري مــن فعاليات
شعبية مناهضة للســلطة، منذ وفاة الناشط السياســي نزار بنات خــال اعتقاله من قبل قوة أمنية فلســطينية، قال رئيــس الوزراء الفلســطيني محمد اشــتية وهــو عضو في اللجنــة المركزية لحركة فتح «نريــد أن نُبقي على هدفنــا الواحد وهو اســتمرار التصدي للاحتلال وإجراءاته من خلال وحدة الصف، وتعزيز جبهتنا الداخلية .»
ولا تزال الضفــة الغربية تشــهد فعاليات شــعبية تندد بحادثة مقتل الناشــط بنات، الذي اعتاد قبل اعتقاله على مهاجمة السلطة الفلسطينية، حيث شارك الأحد الماضي المئات في وقفة نظمت وســط مدينة رام الله، تطالب بمحاسبة المسؤولين عن مقتله.
وقد احتشــد هؤلاء على دوار المنارة وسط رام اللــه، بدعــوة من ناشــطين وحــراكات شــبابية، وهنــاك رددوا هتافــات طالبــت بمحاسبة المتسببين بمقتل بنات.