Al-Quds Al-Arabi

رئيس الائتلاف المعارض لـ«القدس العربي»: نعوّل على استعادة الدور العربي في سوريا

- أنطاكيا - «القدس العربي» من وائل عصام:

تسعى المعارضة الممثلة بالائتلاف السوري إلى دفع الأطراف العربية لإعادة حضورها في الملف السوري، في محاولة لقطع الطريق أمام المســاعي الروســية، الهادفة إلــى إعادة تعويم النظام السوري عربياً ودولياً.

وعبر عن ذلك بوضوح، حديــث الرئيس الجديد للائتلاف ســالم المســلط، في أول مؤتمر صحافي له بعد انتخابه خلفاً لنصر الحريــري، عندما طالب الثلاثاء، بدور عربي حقيقي في الملف السوري. وأضاف المســلط، وهو الشخصية العشائرية )شيخ عشــيرة جبور في ســوريا( المقربة من السعودية، أن تماســك المعارضة يســاعدها على العمل مع أصدقاء الشــعب الســوري، لا سيما الســعودية والأصدقاء في تركيا. جاء هذا الإعلان بعد أيام قليلة، من إعلان "جبهة السلام والحرية" التي يترأســها الرئيس الأســبق للائتلاف أحمد الجربا، عن نيتها طرح مبادرة للحل في ســوريا، على قطر والسعودية ومصر، بهدف تشكيل مظلة عربية تتكامل مع الدور التركي.

والواضح أن المعارضة الســورية تعمل من بوابة "العشائر" على إصلاح علاقتها بالسعودية التي شابها بعض الخلل على خلفية الأزمة الخليجية - الخليجية، والاصطفافا­ت الإقليمية. وفي هذا الســياق، قال عضو "الهيئة السياسية" في الائتلاف، عبد المجيد بركات إن المعارضة الســورية ترى ضرورة تفعيل الحضور العربي في الملف السوري، وتعتقد أنه يجب أن يكون محورياً، ومنذ تشكل الائتلاف وهو يثمن المواقف العربية التي واكبت مسيرة الثورة السورية منذ اليوم الأول.

ووصف بــركات خلال حديثه لـ"القــدس العربي"، الموقف العربي بـ"الإيجابي"، وقال: "اتخذت الــدول العربية مواقف متقدمة من الثــورة، وكان لمواقفها أثر كبير في تخفيف المعاناة الإنسانية"، مســتدركاً: "لكن الدور العربي شهد تبايناً، مرده إلى الخلافات الإقليمية والدولية".

وحول مطالبة المســلط بــدور عربي حقيقي، قــال بركات: "بالفعــل، نتطلع في المرحلة القادمة إلــى دور عربي فعال على جميع المستويات، وليس فقط على المستوى السياسي".

وأضاف عضو "الهيئة السياسية" في الائتلاف، أن المعارضة الســورية منفتحة على كل الأطراف العربية، لأجل بناء علاقة إيجابية تســاهم في التوصل إلى حل لمعاناة شعبنا السوري، على كل المســتويا­ت. ووفق مراقبين كثر، فإن انتخاب المسلط رئيســاً للائتلاف، يعد مؤشــراً واضحاً علــى رغبة المعارضة بإعطاء دور رئيســي للمملكــة العربية الســعودية، والعرب عمومــاً بإعادتهم إلى الملف الســوري، ومحاولة منهم لتفعيل دورهــم مجدداً بعد تراجــع ملحوظ للــدور العربي في الملف السوري.

وهو ما يتفــق معه الكاتــب والمحلل السياســي، درويش خليفة، الذي لمح إلى أن مهمة المســلط تتركــز حالياً في إعادة الائتلاف الســوري المعارض إلى الحضن العربي، والتقرب من الدول العربية المؤثرة وفي مقدمتها السعودية ومصر.

وأضــاف لـ"القدس العربي" أن الائتلاف يحاول اســتثمار التقــارب التركــي مع الــدول العربية، لتحقيــق زخم يواجه التواجد الإيراني في سوريا.

وقال خليفة، "بعبارة أخرى، تعول المعارضة على تشــكيل موقف عربي رافض لبقاء بشــار الأســد علــى رأس النظام، بعد أن أصبحت فكرة إســقاط النظام من الماضي". وهنا أشار خليفة، إلى اقتصار الاهتمام الأمريكي في الملف الســوري على الجانب الإنساني، وقال: "لا بد للمعارضة أن تتحرك في اتجاه آخر يصب في صالح قضية الشعب السوري، على الأقل رحيل الأسد وأسرته عن السلطة".

وكان الســفير الروســي لدى الولايات المتحــدة، أناتولي أنتونوف، قــد أكد قبل يومين، أن بلاده تتوقع تســهيل عملية الوصول إلى تســوية سياسية في ســوريا، وذلك بعد تقارب وجهــات النظر فــي مجلــس الأمن حــول قرار آليــة دخول المساعدات الإنسانية إلى سوريا.

وأضاف الســفير وفق وكالة "تاس" الروســية، أن "إحدى النتائج الأكثــر أهمية في الأيــام الماضية تتمثل في تنســيق الجهود الروسية والأمريكية بشأن تسوية الوضع في سوريا"، وأردف: "بفضــل التعــاون الوثيــق بين ممثلينــا والجانب الأمريكي في نيويورك، تم اتخاذ قرار في مجلس الأمن الدولي بشأن قضية صعبة تتعلق بإمدادات المساعدات الإنسانية عبر الحدود للســوريين، ونعتقد أن هذا القرار سيسهم في تحقيق تسوية سياســية في سوريا في أســرع وقت ممكن واستقرار الوضع في الشرق الأوسط بشكل عام".

Newspapers in Arabic

Newspapers from United Kingdom