اليمن: الانهيار الكبير للعملة المحلية في مناطق سيطرة الحكومة يثير غضب الشارع ومطالب بإقالتها
تسبب الانهيار المتسارع للعملة المحلية الريال في مناطق سيطرة الشــرعية في اليمن، بموجة غضــب عارمة وصلــت حد الخروج للتظاهــر العفوي أمس، والمطالبة بإقالة الحكومة التي فشــلت في احتواء هذا الانهيار المتسارع خلال الأسابيع الأخيرة.
وذكرت مصــادر مصرفيــة لـ"القدس العربي" أن ســعر صرف الدولار الواحد مقابل الريال اليمني وصل أمس الخميس الى 1006 ريالات للبيع للمســتهلك و1000 ريال للشــراء منه في مدينة عدن، التي تعد العاصمة المؤقتة للحكومة الشــرعية، بينما ما زال سعره صامدا عند عتبة 600 ريال في العاصمة صنعاء التي يســيطر عليها الحوثيون وفي بقية مناطق سيطرتهم.
وأوضحت أن "الحكومة ليست جادة في اتخاذ إجراءات صارمة للحد من انهيار العملة المحلية الريال، بسبب حالات الفساد الكبيرة المتفشــية في المؤسســات الحكومية، بالإضافة إلى الوضع الأمني المنهــار في محافظــة عدن، التي تســيطر عليها ميليشــيا المجلس الانتقالــي الجنوبي التابعة للإمارات، والتــي تفرض قيودا كبيرة على العملية الاقتصادية وعلى حركة السوق".
وأشــارت إلى أن المجلس الانتقالي الجنوبي يهيمن على الكثير من موارد الدولة في محافظة عدن، وفي مقدمة ذلك عائدات الموانئ والضرائب والتــي لا تدخل الحســاب الحكومي الرســمي التابع للدولة، حيث تورّد أغلب هذه الموادر المالية إلى حسابات شخصية تابعة لقيادات المجلس الانتقالي.
وألقت هــذه الاختلالات الاقتصادية بظلالها القاتمة ســلبا على الوضع الاقتصــادي في كافة المناطق التي تســيطر عليها الحكومة الشــرعية، ابتداء من الارتفاع الجنوني للأسعار، بسبب التضخم الكبير في ســعر العملة، والتي انهارت بأكثــر من 465 في المئة، منذ بداية الحرب مطلع عام 2015 وحتى اليوم، حيث كان ســعر الدولار الواحد حينها 215 ريالا.
ونتيجــة للتفاوت الكبير بين ســعر صرف الــدولار بين مناطق ســيطرة الحكومة الشــرعية وسيطرة ميليشــيا الحوثي، وصلت رســوم التحويلات المالية إلى 67 ٪ عــن أي مبلغ يتم تحويله من مناطق الحكومة الشــرعية إلى مناطق الحوثيين، حيث أنه إذا أراد أي شخص أن يرسل 100 ألف ريال من مدينة عدن إلى مدينة صنعاء
يجب عليه أن يدفع 67 ألف ريال مقابل رسوم التحويل. وأسفر هذا الوضع الكارثي عن خروج مظاهرة شــعبية عفوية لبعض ســكان مدينة تعز أمس للتنديد بالارتفاع الجنوني لســعر العملة الصعبة، وانهيار سعر العملة المحلية في مناطق الشرعية، والنتائج الكارثية لهذا الانهيار الذي أدى إلى ارتفاع أسعار المواد الأساسية .
وطالبت المظاهرة بإقالة الحكومة، طالما أنها لم تحرك ساكنا منذ التسارع الكبير في انهيار سعر العملة المحلية، كما رفع المتظاهرون لافتات ضد السياســات الحكومية وضد الفساد المستشري في كافة مســتوياتها، وطالبت أيضا بوقف الفاســدين ومحاكمتهم، وهدد المتظاهــرون بتصعيد الاحتجاجات في حال لم تســتجب رئاســة الجمهورية لمطالبهم والمتمثلة في إقالة الحكومة والفاسدين فيها.
وقالت لافتــة مكتوبة باللهجة التعزية فــي المظاهرة عن رئيس الوزراء معين عبد الملك الذي أعلن في بداية تسلمه لقيادة الحكومة بأن مهمته اقتصادية صرفة وأنه لن يتدخل في الشــأن السياسي: "مالوش بالسياســة.. مالوش بالاقتصاد.. مالوش بدعم الجيش.. طيب ما هو الذي تســكي له )تقــدر عليه( يا معــن؟". وأوضحت اللافتة: "الريال ينهار.. يا ناهبي المليار".