Al-Quds Al-Arabi

الصدر يقاطع الانتخابات ويسحب دعمه للحكومة: خذوا المناصب والكراسي واتركوا لنا الوطن

حذّر من أن يصبح العراق كسوريا وأفغانستان... وطالب بمحاسبة المتبجحين بالفساد

- بغداد ـ «القدس العربي» من مشرق ريسان:

قــرر زعيم التيــار الصدري، مقتــدى الصدر، أمس الخميس، مقاطعة الانتخابات التشــريعي­ة المقرر في العاشر من تشرين الأول/ أكتوبر المقبل، وعدم المشــاركة فيها، عازياً السبب في ذلك، إلى عدم قدرته على التصدي للفســاد والظلم في هذا البلد الُمثقــل بالأزمات، وفيما بادر نواب وقادة في التيار إلى مؤازرة قرار الصدر، معلنين انسحابات «بالجملة» من الترشح للسباق الانتخابي، أشارت مفوضيــة الانتخابات، إلى عــدم تلقيها أيّ طلب رسمي بالانسحاب، حتى وقت إعداد التقرير.

وقال الصدر، في كلمة متلفزة وجهها للعراقيين، «لك حبي وعشقي يا عراق، عراق الآباء والأجداد، لك روحــي ودمي عــراق العز والجهاد، أســفي وحزني عليك وأنت أسير الكربات وأسير الفساد والســرقات، أســفي عليك وقد تكالــب عليك من الداخل والخارج كل الجناة، أسفي عليك وقد محو منك كل جميل ورفعوا فيك كل عميل، فلم يبقى فيك إلا الخراب والذل والهوان.»

وأضاف: «يا موطني أن ما فيك من بلاء وفساد وظلم، لم يعد بالمقــدور محوه أو تقليله، فالجميع تكالبوا عليك فتنفعوا وأضروك وما أريد أن أكون منهــم ولا معهم ولا فيهم، فما رعــوا فيك ذمة ولم يراعوا فيك الشــرع والعقل والأعراف، وجلهم لا يريد إلا المال والسلطة والسلاح، ولست من طلابه وليس لي مطمع إلا حبك وحب الوطن من الإيمان، فبحبك يطاع الله وبأذاك يعصى.»

«تحت طائلة الحساب»

وتابع الصدر: «وحفاظا على ما تبقى من الوطن وإنقاذا للوطن الذي أحرقه الفاسدون ولايزالون يحروقنه، أعلن أني لن اشترك بهذه الانتخابات، فالوطن أهم من كل الانتماءات، وأعلن عن سحب يدي من كل المنتمين لهذه الحكومة واللاحقة، وإن كانوا يدعون الانتماء إلينا آل الصدر، فالجميع إما قاصر أو مقصر أو يتبجح بالفساد والجميع تحت طائلة الحساب».

وتابع: «أيها الشــعب العراقــي العظيم، أنتم اليوم مدعــوون لمناصرة العراق ضد الفاســدين والتبعيين والمطبعين، وإياكــم أن تبيعوا وطنكم لهم بأي ثمن، فالوطن أغلى من كل شيء والوطن في القلب وفي الضمير ولســنا ممن يبحثون عن الوطن فوطننا حي لا يموت، وإن كان أسير الظلم والكربات فانتبهوا قبــل أن يكون مصير العراق، كمصيــر ســوريا أو افغانســتا­ن أو غيرهما من الــدول التي وقعت ضحية السياســات الداخلية والإقليميـ­ـة والدولية، فعراقنا عراق المقدســات والحضارة والآباء».

وأكد: «لســت ممن يتنصل عن المســؤولي­ة مما يحدث في العراق وضمن مخطط شــيطاني دولي لإذلال الشــعب وتركيعه خوفا من وصول عشاق الإصلاح الذين سيزيلون الفســاد حباً بالوطن، ولكننا لســنا ممن يركــع لمثله، فلــن نركع إلا لله فليأخــذوا كل المناصب والكراســي وليتركوا لنا الوطن».

وختــم الصدر كلمتــه بالقــول: «نتمنى لهذه الانتخابــ­ات النجــاح ووصــول كل الصالحين، والسلام على من أحب الوطن».

وتراجــع الصدر عن دعــوة ســابقة )في 30 تشرين الثاني/ نوفمبر 2020( للمشاركة الواسعة في الانتخابات التشريعية المبكّرة.

وجاء فــي «تدوينة» للصــدر حينها: «على كل من يعترف بالفســاد، يجب عليه أن يعلم أن هناك باباً واسعاً قد انفتح لإزالتهم بعيداً عن كل غوغاء وعنف وأذى، وهو باب الانتخابات..فهلمّوا لذلك وخصوصاً بعد أن حققت المرجعية لكم اســتقالة )عــادل عبد المهدي( وبعــد أن حققنا لكم تنصيب )الكاظمي( وتغيير قانون الانتخابات».

وأضــاف: «لكل مــن يقول إنه لن يشــترك في الانتخابات فإنني أحمله أمام الله وأمام الشــعب كامل المســؤولي­ة في إيصال الفاسدين للحكم مرة أخرى، بعــد إذ أحجم عن إعطــاء صوته بثورة انتخابيــة إصلاحيــة مليونية تعطــي الأغلبية لفســطاط الإصــاح لتكون بابــاً جديــداً وبلا تحالفات اضطرارية مع الفاسدين».

تأييد القرار

ولاقى قرار الصدر الأخيــر تأييداً لدى النواب والمســؤول­ين المنتمين للتيار الصدري، والمرشحين أيضاً لخوض الانتخابات التشريعية المقبلة.

وأعلــن النائــب الأول لرئيــس مجلــس النواب، حســن الكعبي، انســحابه من الترشيح للانتخابات. وقــال في بيان، «طاعــة لما ورد في خطاب الســيد مقتدى الصدر، أعلن انسحابي من الترشح للانتخابات النيابية الُمقبلة».

كما قال القيــادي في التيار الصــدري، حاكم الزاملي، في بيان، «طاعــةً لمقتدى الصدر، وحبًا بالعراق، أعلن سحب ترشــيحي من الانتخابات القادمة».

كذلك، أكد المرشح علي حسين علوان الساعدي في بيان: «مــع الزعيم العراقــي والقائد الوطني مقتدى الصدر في السلم والحرب، وله مني السمع والطاعة فــي الأوامر كلها، وعن ذلــك لن أحيد ما دمت حيًا، أعلن انسحابي من الترشح للانتخابات النيابية».

وأيضاً أوضح، النائب غايب فيصل العميري في بيان: «طاعةً للصدر وحباً بالعراق، أعلن ســحب ترشــحي من الانتخابات القادمة». ومثله المرشح حســن العذاري، قال في بيان: «طاعــةً لمقتدى الصدر، وحباً بالعراق، اعلن ســحب ترشحي من الانتخابات القادمة، والله ولي التوفيق».

وكتبــت المرشــحة عــن التيار الصــدري مها الدوري، منشــوراً على صفحتها في «فيســبوك» تقــول، أنه «طاعــة لمقتدى الصــدر، بعد إعلانه عن عدم مشــاركته في الانتخابــ­ات المقبلة، تعلن الدكتــورة مهى عادل مهــدي الــدوري عن عدم مشاركتها في الانتخابات المقبلة».

في المقابــل، أكد عضو «ائتــاف النصر» عقيل الردينــي، أنّ «النصر» يؤمن بضرورة اشــتراك جميــع القــوى السياســية الُمصــادق عليها في الانتخابات.

وقال فــي بيــان، إن «النصــر مــع التنافس الانتخابي النزيه بين الفرقاء السياسيين».

وأشــار، إلــى أنّ «النصــر ليس مــع مقاطعة الانتخابــ­ات الحرة والعادلة، ويرى أنّ شــرعية النظام السياســي رهن الشرعية الانتخابية، وأنّ إصلاح النظام ضــرورة ونأمــل بتظافر الجهود لإصلاح النظــام وتطــوّره بما يحقــق تطلعات الشعب».

أمــا حركة «وعــي الوطنيــة» إحــدى القوى السياسية المشاركة في السباق الانتخابي، فدعت القوى المؤمنة بالتغييــر والديمقراط­ية إلى بيان موقفها من الانتخابات المقبلة.

وكتب رئيــس الحركة، صــاح العرباوي في «تغريدة» عبر منصة «تويتــر» إن «التلويح بأي قــوة غير قــوة الدولة خطأ وخطر اســتراتيج­ي ســيدفع الجميــع ثمنه باهضــا» مشــيرا إلى أن «المشاركة أو المقاطعة حق للصدر ولغيره.»

وأضاف: «شــخصيا أفضل مقاطعة جميع قوى الحكــم الحالية، وذلــك لفتح المجال أمــام القوى الجديدة لتغيير الواقع السيئ» مبينا أن «إذا بقينا على الديناصــو­رات الجديدة فلــن نصل إلى أي مكان ». حسب قوله.

وأوضح أن «إلغاء أو تأجيل الانتخابات المبكرة رصاصة أخرى تطلق في صدور الشــهداء الذين

سقطوا من أجل التغيير».

وخلص إلى القول: «اسمعي يا حكومة لو قاطع الجميع الانتخابات، ســيبقى موقفنا ثابتا من أنها الخيار الأســلم والأفضل للتغييــر وإلا فالصدام والحرب الأهلية هي البديل».

ورغــم جمّلــة الانســحاب­ات «الصدرية» من الانتخابات، غير أن المفوضية أكدت إنها لم تتلقى أيّ طلبٍ رسمي بالانسحاب من الانتخابات المقبلة.

المتحدثة باســم مفوضية الانتخابات، جمانة الغلاي، قالت في تصريحــات صحافية، إن «فيما يخــص الانســحاب­ات قرر مجلــس المفوضين في وقت سابق قبول طلبات الانسحاب من تاريخ 15 حزيران/ يونيو ولغاية 20 حزيران/ يونيو».

وأضافت: «أغلق باب قبول طلبات المنســحبي­ن في يوم 20 حزيران/ يونيو والذي كان آخر موعد لتسلم طلبات الانسحاب».

وتابعــت أن «مفوضية الانتخابــ­ات صادقت على المرشــحين وأنهــت القرعة الخاصــة بارقام المرشــحين» لافتة إلى أنها «بصــدد تصميم ورقة الاقتــراع ولم يردنا أي طلب بالانســحا­ب من أي مرشح فرد».

لكنهــا أشــارت بالقــول: «إذا قُدمــت طلبات الانســحاب للمفوضية فإن القرار الأول والأخير والفصل يعود لمجلس المفوضين».

 ??  ?? صورة للصدر شرق بغداد
صورة للصدر شرق بغداد

Newspapers in Arabic

Newspapers from United Kingdom