تحركات فلسطينية تبحث إطلاق مسار سياسي ... ومسؤولة أوروبية تبدي الاستعداد لاستئناف المبادرة الإسبانية ـ الإيطالية للسلام
المالكي يتهم دولا في عدم الانحياز همّشت قضية فلسطين بـ «خيانة المبادئ»
شــهدت الســاعات الـــ 48 الماضيــة لقاءات فلســطينية مع مســؤولين أوروبيين وأمريكيين، تناولت في مجملها الأوضاع السياســية الراهنة، وبحث إطلاق مسار سياسي حقيقي وجدي.
وأعلنت مسؤولة إيطالية عن استعداد بلادها للعمل على اســتئناف العمل لتحقيق السلام على أساس المبادرة الإسبانية ـ الإيطالية للسلام.
وبالإضافة إلى اللقاء الذي جمع رئيس الوزراء الفلسطيني محمد اشــتية، مع المبعوث الأمريكي هادي عمرو، في إطار زيارته للمنطقة، عقد اشتية لقاء آخر مع العضو البارز في الحزب الديمقراطي الأمريكي، النائب الســابق بالكونغرس روبرت وكسلر، تناول أفق العملية السياسية والعلاقات الثنائيــة الفلســطينية الأمريكية. وأكد حســب بيان رسمي خلال لقائه بالمسؤول الأمريكي الذي عقد في مقر رئاســة الوزراء، علــى الحاجة لدفع مسار سياســي جدي، وضرورة التزام الحكومة الإســرائيلية الجديدة بالاتفاقيــات الموقعة بما فيها عقــد الانتخابات بالقــدس، كأحد إجراءات بناء الثقة التي تســبق أي مســار جدي. ووضع رئيس الــوزراء الضيــف في ضــوء التحديات الماليــة للســلطة الوطنية الفلســطينية، في ظل الخصومات الإسرائيلية غير القانونية من أموال الضرائب، وتراجع المســاعدات وعدم الســيادة على أجزاء واسعة من الأرض الفلسطينية.
دعم حل الدولتين
وأعربــت ســابقا القيــادة الفلســطينية عن ارتياحها لنهــج الإدارة الأمريكية الجديدة، التي اعلنت دعم حل الدولتين، وألغت ما عرفت باســم «صفقة القرن» التي طرحتها إدارة دونالد ترامب، كمــا انتقدت مؤخــرا عمليات الاســتيطان وهدم منازل الفلسطينيين على أيدي قوات الاحتلال.
بالإضافة إلى هذا اللقاء، عقدت مسؤولة كبيرة
في وزارة الخارجية الإيطالية لقاءات مع عدد من المسؤولين الفلســطينيين، أبرزهم وزير الشؤون المدنية حسين الشيخ، وجبريل الرجوب أمين سر اللجنة المركزية لحركة فتح.
وخلال استقبال الشيخ لنائبة وزير الخارجية والتعــاون الدولــي الإيطالــي مارينا ســيرينا، بحضــور القنصــل الإيطالــي العام جوســيبي فيديلــي، ووفد رفيــع من الخارجيــة الإيطالية، استعرض آخر التطورات السياسية حول القضية الفلسطينية والمنطقة، مؤكدا على الدور المهم الذي تلعبه إيطاليا، من خلال الاتحاد الأوروبي، بدعم الشعب الفلســطيني في كافة المجالات الإنسانية، وأيضا الــدور المهم بدعم الشــعب الفلســطيني سياسيا في حق تقرير مصيره واستقلاله حسب الشرعية الدولية.
فيما أطلع الرجوب، ســيريني، خــال اللقاء بينهما علــى الاعتداءات الإســرائيلية المتواصلة ضد الشــعب الفلســطيني في القــدس والضفة وغزة، ومخططات ترحيل السكان من منازلهم.
وأكد على ضرورة العمل بشــكل عاجل لوضع حد لانتهاكات الاحتلال ضد الشعب الفلسطيني، للوصــول لحل سياســي يضمــن إقامــة الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس الشرقية وفقا لقرارات الشــرعية الدولية، لافتا إلى أن أي حــل دون وجود أفق سياســي لتطبيــق قرارات الشــرعية الدوليــة وإنهاء الاحتــال لا يمكن أن يحقق السلام في المنطقة.
وأكدت المسؤولة الإيطالية دعم بلادها لحقوق الشــعب الفلســطيني بإقامة الدولة والاستقلال وفقــا لقــرارات الشــرعية الدوليــة، وجــددت استعدادها للعمل على استئناف الجهود لتحقيق السلام على أساس المبادرة الإسبانية - الإيطالية للســام. وأكدت ســعي بلادها لتفعيــل العملية السياسية وتحديدا دور الاتحاد الأوروبي لإيجاد حلول وتحقيق الســام في الشــرق الاوســط، وتفعيل دور الرباعية وحل الدولتين.
جدير بالذكر أن الممثل الأعلى للاتحاد الأوروبي
للشؤون الخارجية والسياســة الأمنية جوزيب بوريل، قال في وقت ســابق إنهــم «ينتظرون من إسرائيل تقديم وجهة نظر سياسية من أجل إنهاء الصراع القائم» مشــيرا إلى أن «التوصل إلى حل مع الفلسطينيين سيســاهم إيجابا بالنسبة لأمن إسرائيل» وأكد أنه «لا يمكن تحقيق أمن إسرائيل سوى عبر حل الدولتين.»
وفلســطينيا أعــرب عضو اللجنــة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية صالح رأفت، عن أمله في أن تتجســد الدعــوات الأوروبية من أجل حل الصراع الفلسطيني ـ الإسرائيلي القائم على حل الدولتين، بتحرك أوروبي جدي وفاعل.
وفــي الســياق، طالــب وزيــر الخارجيــة الفلســطيني ريــاض المالكي بتحــرك «دول عدم الانحياز» لنصرة القضية الفلســطينية، وضمان مساءلة الاحتلال.
فشل المجتمع الدولي
وأكــد في كلمــة لــه عبــر تقنيــة «الفيديو كونفرنس» في المؤتمــر الوزاري النصفي لحركة عدم الانحيــاز تحت عنوان «حركة عدم الانحياز في قلب الجهود المتعددة الأطراف في الاستجابة للتحديات العالمية» بحضــور العديد من وزراء الحركة، أنه «لا يوجد وضع آخر مشــابه في هذا العالــم الحديث حيــث الحل معترف بــه دوليا ومتفق عليه مثل قضية فلســطين». وأضاف «مع ذلك فشــل المجتمع الدولي في تحمل مسؤولياته وضمــان امتثال إســرائيل للقانون الإنســاني الدولي». وشــدد على أن اعتبار دولة الاحتلال «اســتثناء» «يدمر آفاق العدل والسلام، وأسس القانــون الدولي ومصداقيــة المنظومة المتعددة الأطراف.
وأكــد المالكي أهمية التمســك بمبــادئ وقيم الحركة باعتبارهــا الطريق الوحيد للحفاظ على مكانتها وفعاليتها، وأهمها المبدأ الذي أنشئت من أجله، وهو محاربة الاســتعمار وتفكيكه بما فيه
إنهاء الاحتلال الأجنبي واحترام سيادة الدول.
وقال «إن أولئك الذيــن تم إغراؤهم من الدول بتهميش قضية فلسطين، يخونون أسس ومبادئ حركتنا والمصالح طويلة الأجل لشعوبنا».
وأضــاف «دولة فلســطين ســتبقى ملتزمة بالعمل مع جميــع أعضاء حركة عــدم الانحياز والدول الصديقة الأخــرى لحماية النظام القائم على القواعد ومنع أي تقييد لهذا النظام».
جديــر بالذكر أن الدول الأعضــاء في «حركة عدم الانحياز» تبنت فــي ختام اجتماعاتها التي عقدت يومي 13 و 14 يوليو/ تموز الحالي، إعلانا سياسيا يؤكد أهمية احترام ميثاق الأمم المتحدة وغيره من المبادئ الأساســية للحركــة وأهمها مبادئ مؤتمر باندونــغ 1955. كما أدان الإعلان ما تقوم به إسرائيل، السلطة القائمة بالاحتلال، في الأرض الفلســطينية المحتلــة وبالتحديد في مدينة القدس، من تهجير قســري للسكان وهدم منازلهــم. وأكد أهميــة توفير الحماية للشــعب الفلسطيني استنادا للقانون الدولي.
وأدان أيضا النشــاط الاستيطاني وسياسات الضم، ودعا دولــة الاحتلال إلى ضرورة احترام حرمة الأماكن المقدسة في مدينة القدس والوضع التاريخي والقانوني للمسجد الأقصى.
وشــدد على أهمية الحــل الســلمي للقضية الفلســطينية، وأن تبقــى على ســلم أولويات الحركــة إلى حين الوصــول إلى الحــل النهائي المستند إلى قرارات الأمم المتحدة ذات الصلة.