Al-Quds Al-Arabi

الإمارات تهمل التعاون الاقتصادي مع الفلسطينيي­ن وتوقع اتفاقيات جديدة في مجالات الصحة والزراعة مع إسرائيل

فصائل المقاومة: المطبّعون العرب شركاء للاحتلال في عدوانه

- غزة ـ «القدس العربي»:

لم تكتف دولة الإمارات العربية المتحدة بعقد اتفاق تطبيع عادي مع دولة الاحتلال، الذي تكلل أول من أمس الأربعاء بافتتاح ســفارة لها في مدينة تل أبيب، فوقعت خلال الأيام الماضية عــدة اتفاقيات جديدة مع دولة الاحتلال، لتضاف لتلك الاتفاقية المخالفة لقرارات الشــرعية الدولية، التي تنتقص من الحقوق الفلسطينية، والمتمثلة باستيراد بضائع المستوطنات.

ورغم استمرار أبو ظبي برفض التعامل المباشر مع الحكومة الفلسطينية، في مجالات التنمية والاقتصاد، وقيامها بين الحين والآخر بإيصال مساعدات محدودة لسكان غزة، دون المباشــرة بإقامة مشاريع اقتصادية في الأراضي الفلســطين­ية، إلا أنها وقعت اتفاقيات اقتصادية جديدة من شــأنها أن تخدم اقتصــاد الاحتلال. من بين الاتفاقيات الجديــدة التي وقعت اتفاق بين دائرة الصحة في الإمارات ومركز «شيبا» الطبي الإسرائيلي، تتيح السماح للطرفين بالتعاون وتحسين خدمات الرعاية الصحية.

وحســب تقارير عبرية، فإن المذكرة التي وقعت بين إســرائيل والإمارات تهدف إلى وضع أبو ظبي كوجهة بارزة للسياحة العلاجية.

وأشارت إلى أن البحوث الطبية ستشــكل جزءا قويا من مذكرة التفاهم، خاصة في مجال التطبيب عن بعد والذكاء الاصطناعي.

بذور مشاريع

ووقع المذكــرة وكيــل وزارة الصحــة الإماراتية، جمال محمــد الكعبي، وويتشــاك كريس المدير العام لمدينة شيبا الطبية الإســرائي­لية، ويويل هار بلن مدير المركز الطبي للشــعبة الدولية وتنمية الموارد في المركز الإسرائيلي المذكور، بحضور رئيــس دائرة الصحة في أبو ظبي، عبــد الله بن محمد آل حامد، وسفير إسرائيل لدى الإمارات، إيتان نائِع.

وخلال التوقيع نقل عن المســؤول الإماراتي الكعبي قوله «تواصل دائرة الصحة بذل قصارى جهدها لتحســن نتائج قطــاع الرعاية الصحية وتقديم خدمات الرعاية الصحية الأكثر تقدما».

وقال المسؤول الإســرائي­لي «أتاحت اتفاقية أبراهام لإسرائيل والإمارات العربية المتحدة فرصة فريــدة للتعاون في خدمات الرعاية الصحية وتعزيز الصحة الرقمية لصالح مجتمعاتنا» معبرا عن ســعادته بإقامة شــراكات مع مؤسســات الرعاية الصحية في أبو ظبي، التي قال إنها «تشترك في رؤية لا تعرف حــدودا». وقبل يوم من افتتاح مقر الســفارة الإماراتية في تل أبيب، وقعت إســرائيل على اول اتفاق تعاون في مجال الزراعة مع دولة الإمارات، ممثلة بوزير الزراعة الإسرائيلي عودد فورر، والإمارات وزيرة الدولة للأمن الغذائي مريم المهيري، خلال زيارتها لإسرائيل لافتتاح السفارة.

ويشــمل الاتفاق تعاونا فــي مجال الأبحاث والتطوير وأيضا اســتخدام

أنواع الفاكهة والخضراوات التي تتناســب مع الظروف الصحراوية، وبناء قدرات تطبيقيــة في مجالات تربية الأحياء المائية والزراعة الأرضية، وإدارة المياه لأغراض الري باستخدام التقنيات المتطورة وغيرها.

وأعــرب وزير الزراعة الإســرائي­لي عودد فورر عن ســعادته عن اختيار الوزيــرة الإماراتيـ­ـة لوزارته بأن تكــون أول محطة لها خــال زيارتها الى إســرائيل. وقال معلقا على الاتفاق الجديد «هذه فرصــة كبيرة للتعاون بين البلدين اللذين بهما الزراعة أمر ملح لتوفير الغذاء الطازج للســكان، زرعنا

هنا بذور مشــاريع ستســمعون عنها لاحقا». أما الوزيــرة الإمارتية فقالت «إســرائيل ودولة الإمارات تتشــاركان بتحديات عديدة بما يتعلق بالأمان الغذائي، ونحن نتعاون لإيجاد الحلــول المبتكرة والمجدية لهذه التحديات» لافتا إلى أن الاتفاق يشكل «جانبا هاما من نهجنا التعاوني».

يشار إلى أنه سبق وأن وقعت الإمارات اتفاقيات مع مسؤولي المستوطنات في الضفة الغربية المحتلة، على اســتيراد منتجات المســتوطن­ات من عســل وخمــور وغيرهمــا، لتخالف بذلك قرارات الشــرعية الدوليــة، التي تعتبر المستوطنات جسما غير قانوني وغير شرعي، كونها مقامة على أرض محتلة، خاصة وأن الأمم المتحدة كانت قد أصدرت قائمة ســوداء بأســماء الشركات والكيانات التجارية التي تتعامل مع المستوطنات.

وفي وقت ســابق، انتقدت القيادة الفلســطين­ية تلك الاتفاقية التي تقوي اقتصاد المستوطنات، وتدمر الاقتصاد الفلسطيني، وتعهدت بملاحقة كل من يتعامل مع المستوطنات أمام المحاكم الدولية.

وقد أغضــب اتفاق تطبيع العلاقــات بين أبو ظبي وتل أبيــب، الذي وقع في ســبتمبر/ أيلول من العام الماضي في البيت الأبيض، الفلســطين­يين على المســتويي­ن الرســمي والشــعبي، ووجهت القيادة وقتها انتقــادات لاذعة للإمارات، كون الاتفاق يخالف بنود مبادرة الســام العربية، التي تحتم حل القضية الفلسطينية أولا، قبل التوقيع على اتفاقيات التطبيع مع الاحتلال.

إلى ذلك تواصلت التنديدات الفلسطينية بفتح الإمارات سفارة لها في تل أبيب، حيث استنكرت فصائل المقاومة الفلسطينية بشدة هذا الحدث.

وقالت الفصائل في بيان لها «هذه الخطوة تأتي ترسيخا للخطيئة الكبرى التي ارتكبتها الإمارات بحق شعبنا وتاريخ أمتنا» لافتة إلى أن «هذا التطبيع المفضوح والمعلن هــو بمثابة إعطاء المبررات للاحتلال لمزيد من الإجرام بحق شــعبنا وأرضنا الفلســطين­ية، وما هو إلا خدمة مجانية للاحتلال وشرعنه لعدوانه على أرضنا ومقدساتنا.»

خيار بائس

وقالــت «المطبّعون العرب الذيــن فرطوا بتضحيات أمتنــا وتنازلوا عن حقوق وثوابت شــعبنا هم شــركاء الاحتلال في عدوانه المتواصل والمستمر على شعبنا، والإمارات رأس الشر في ذلك».

وأكدت أن مــا قامت به الإمارات «لا يمثل إرادة الشــعوب الحية والحرة» مطالبة بـ «تحرك شعبي وجماهيري واسع يطيح بهذا الخيار البائس وأرباب الخيانــة العربية الجــدد، من أجل توحيــد بوصلة العداء تجــاه الصهاينة المجرمين، والعمل الجاد لنصرة فلسطين كقضية مركزية للأمة جمعاء».

من جهتها وصفت الجبهة الشــعبية لتحرير فلســطين افتتــاح الإمارات سفارتها في تل أبيب، بأنّه يمثل «سقوطا جديدا في وحل الخيانة» مؤكدة أن «العدوّ الصهيوني هو من سيجني ثمار هذه العلاقات مع الإمارات وغيرها».

ودعت الجبهة الشــعبية الجماهير العربية وخاصةً في الخليج والإمارات تحديداً، إلى «توســيع جبهة الرفــض لهذه العلاقــات التطبيعية من خلال خطــوات عملية ومحاصرة ســفارات الاحتــال، والضغط لطرد الســفراء والبعثات الدبلوماسـ­ـية الصهيونية». وجدير بالذكر أن الإمارات لم تتفتح ســفارة لها لدى الســلطة الفلســطين­ية، على غرار الكثير من الدول العربية الأخرى، بالرغم من مرور 26 عاما على قيام الســلطة، في حين قامت قبل أقل من عام على اتفاقية التطبيع مع الاحتلال، بافتتاح سفارة لها في تل أبيب.

 ??  ?? حفل افتتاح السفارة الإماراتية في تل ابيب
حفل افتتاح السفارة الإماراتية في تل ابيب

Newspapers in Arabic

Newspapers from United Kingdom