Al-Quds Al-Arabi

إثر استيلائها على معبر حدودي مع باكستان... طالبان تقترح وقفاً لإطلاق النار لـ3 أشهر مقابل الإفراج عن سجناء

الحركة غادرت ضواحي «قلعة نو» بعد وساطة شيوخ المدينة

- لندن ـ «القدس العربي» ـ وكالات:

أعلن مفاوض حكومي أفغاني، أمس الخميس، أن حركة طالبان اقترحــت وقفاً لإطلاق النار لمدة ثلاثة أشــهر مقابل إطلاق ســراح نحو 7 آلاف من مقاتلي الحركة محتجزين في سجون أفغانستان. وقال نادر نــادري للصحافيين «إنــه طلب كبير» مضيفاً أنها طلبت أيضاً شــطب أســماء قادة في الحركة من اللائحة السوداء للأمم المتحدة.

ولم يتضح بعــد رد الحكومة على مقترح وقف إطلاق النار، ولا متــى عرضته الحركة، علماً بأنه يأتي فيما تســرع الولايات المتحدة وتيرة خروج جنودهــا واســتكمال انســحابهم قبــل 31 آب/ أغسطس.

وقال متحدث باسم طالبان، التي ينتشر قادتها في أنحــاء المنطقة، إنــه على علم فقــط بمقترح لوقف إطلاق النار لمناســبة عيد الأضحى. وتأتي تصريحــات نادري فــي وقت اســتخدمت قوات الحدود الباكستاني­ة الغاز المسيل للدموع لتفريق حشد من مئات الأشــخاص حاولوا اجتياز معبر حدودي لدخول أفغانستان، وفق مسؤولين.

محاولة لترسيخ المواقع

إلى ذلك، قالت المحاضرة في الجامعة الأمريكية بأفغانستان، موســكا دستغير، إن مقترح طالبان لوقف إطــاق النار هو على الأرجــح محاولة من الحركة لترســيخ المواقع التي كسبتها بسرعة في الأسابيع الماضية.

وأضافت فــي تغريدة أن «وفقــاً لإطلاق النار الآن من شــأنه الحــؤول دون اســتعادة قوات الدفــاع الأفغانية نقاطاً حدودية مهمة اســتولت عليها طالبان مؤخراً». وتابعت: «أعتقد أن توقيت مقترح وقف إطلاق النــار هذا يتعلق برغبتهم في ترسيخ نفوذهم على هذه المناطق».

وأفرجت الســلطات العام الماضي عن أكثر من 5 آلاف ســجين من طالبان لدفع محادثات ســام في الدوحة، لكن المفاوضات فشــلت حتى الآن في التوصل لأي حل سياسي، ويشير الهجوم الأخير لطالبان إلــى أن المتمردين فــي طريقهم لتحقيق انتصار عسكري.

وكانت الســلطات الباكســتا­نية أغلقت المعبر قبل يوم في أعقاب ســيطرة طالبان على الجانب الأفغانــي من الحدود فــي إقليم ســبين بولداك. والخميس، أكدت وزارة الخارجية الباكستاني­ة أن المعبر الحدودي بات تحت ســيطرة طالبان. وقال المتحدث باســم الوزارة زاهد حفيظ تشــودري، غــداة ســيطرة الحركة المتمــردة علــى البلدة: «ســيطروا على معبر ســبين بولداك الحدودي». إلا أن مســؤولاً حكوميــاً كبيراً فــي إقليم قندهار الجنوبي حيث يقع المعبر، قال إن القوات الأفغانية استعادت الســيطرة على الســوق الرئيسي في المنطقــة وإدارة الجمــارك وغيرها من المنشــآت الحكومية في البلدة الحدودية بعد ساعات قليلة من سيطرة طالبان عليها.

وأضاف أن القــوات الحكوميــة تراجعت في البدايــة للحد مــن الضحايا بــن المدنيين وأفراد الأمن، مشيراً إلى أنها تجري الآن عمليات تطهير. لكنه حذر من أن التهديــد لا يزال مرتفعاً نظراً لأن عدد مقاتلي طالبان يفوق قوات الأمن في المنطقة. في المقابل، نفى ذبيح الله مجاهد، المتحدث باسم طالبان صحــة ذلك، وذكر أن مقاتلــي الحركة ما زالوا يســيطرون على المعبر الحــدودي. وقال: «هذه مجرد دعاية وزعم لا أســاس له من حكومة كابول .»

أما على الجانب الباكســتا­ني، فقال مســؤول أمنــي طلب عدم الكشــف عن اســمه فــي معبر شــامان الحدودي )جنوب غرب:) «هذا الصباح )الخميــس( حاول حشــد مؤلف مــن قرابة 400

شــخص غير منضبطين يرغبون في المرور، عبور الحــدود بالقوة. رمــوا حجارة مــا أجبرنا على استخدام الغاز المسيّل للدموع». وأضاف أن قرابة 1500 شــخص كانوا قد تجمعوا منذ الأربعاء على الحدود بانتظار عبورها. وقال مسؤول باكستاني آخر من حــرس الحــدود، طلب أيضاً عــدم ذكر اســمه: «أُرغمنا على ضربهم لأنه لم يكن بالإمكان الســيطرة على الناس». وأوضــح جماداد خان، وهو مسؤول حكومي كبير في شامان، أن الوضع حالياً «تحت السيطرة .»

ويُعــد المركز الحــدودي أحد أهــم المعابر من الناحية الاستراتيج­ية بالنسبة لطالبان، إذ يمكن الوصول عبره مباشــرة إلى إقليم بلوشســتان الباكستاني حيث تتمركز قيادة طالبان منذ عقود وينتشر عدد غير معروف من المقاتلين الاحتياطيي­ن الذين يُرســلون إلى أفغانســتا­ن للقتال. ويُعتبر طريقاً ســريعاً رئيســياً يربط الحدود بكراتشي العاصمــة الاقتصاديـ­ـة لباكســتان، وميناؤهــا الشاســع المطل على بحر العرب أساسياً لتجارة الهيرويــن فــي أفغانســتا­ن التي تــدر مليارات الــدولارا­ت، وكانت مصدراً مهمــاً لتمويل الحرب التي تشنها طالبان منذ سنين.

قلعة نو

وفــي الأثناء، أعلــن حاكم ولايــة «بادغيس» )غرب( حســام الدين شــمس، أمــس الخميس، التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار بين الحكومة الأفغانية وطالبان بوســاطة شــيوخ القبائل في «قلعة ناو» عاصمة الولاية.

ونقلــت قناة «طلوع نيوز» المحلية عن شــمس قوله إن «الاشــتباك­ات بين طالبــان وقوات الأمن توقفت بعد ظهر الخميس، حيث دخل وقف إطلاق النار بوساطة شيوخ القبائل حيز التنفيذ اعتباراً من الســاعة 1:00 ظهراً بالتوقيت المحلي ) 08:30 ت.غ)». وأكد المســؤول المحلي أن «طالبان غادرت ضواحي مدينــة «قلعة ناو» والوضع الأمني تحت الســيطرة». وتابع قائلاً: «إننا نفــي بالتزاماتن­ا، ونأمــل أن تحتــرم طالبــان أيضــاً التزاماتها». ومؤخــراً، ســيطرت طالبــان على كافــة أقضية الولاية، كما شــنت هجوماً على مركزها وسيطرت على السجن وبعض الأبنية الحكومية.

 ??  ?? تجمع لعناصر من طالبان على الحدود الأفغانية الباكستاني­ة
تجمع لعناصر من طالبان على الحدود الأفغانية الباكستاني­ة

Newspapers in Arabic

Newspapers from United Kingdom