Al-Quds Al-Arabi

تركيا تأمل أن تقوم أوروبا بالنأي بنفسها عن المتورطين في الانقلاب

-

■ أنقــرة ـ الأناضــول قال رئيــس دائرة الاتصال بالرئاسة التركية، فخر الدين ألطون، أمس الخميس، إن بــاده تأمل من أوروبا أن تتفهــم خطورة ما حدث فــي 15 يوليو/ تموز 2016، وأن تنأى بنفسها عن المتهمين بالتورط في المحاولة الانقلابيـ­ـة. وجاء ذلك في مقابلة مع صحيفة «الموندو» الإسبانية تطرق خلالها إلى محاولــة الانقلاب التي حصلــت ليلة 15 يوليو 2016 .

ورداً على سؤال بشأن الادعاءات المتداولة في أوروبا بــأن المحاولة الانقلابية من ترتيب الحكومة، قــال ألطــون إن اردوغان شــكل هاجســاً في أوروبا خلال السنوات الأخيرة بســبب الإســاموف­وبيا وكراهية الأجانب. وأضاف: «في أوروبا يتم تفسير كل شيء في تركيا من خلال اردوغان، ويتخذون مواقفهم بنــاء عليــه، ويؤســفني قــول إن النتيجة الطبيعية لهذا الهاجس هي أنه بات هناك من يتلقف أي معلومة مضللة عن تركيا». وأردف: «لسوء الحظ، تنتشر المزاعم بسرعة، وعندما يتبــن أنها خاطئة، لا أحــد يلتفت إلى الوراء ويقول: من أين جــاءت هذه الادعاءات، ومن ساعد في نشر هذه المعلومات المضللة؟».

وشدد ألطون على عدم وجود فرق بين زعم أن المحاولة الانقلابية من ترتيب الحكومة في تركيا، وزعم أن الدولــة العميقة في الولايات المتحدة هــي من قامت بأحداث 11 ســبتمبر/ أيلول، أو أن الدولة الإسبانية هي من أسست منظمة «إيتا» الانفصالية. وأضاف أنه «بغض النظر عن نظريات المؤامــرة، من الواضح أن المحاولة الانقلابية جرى تخطيطها وتنفيذها على يد فتــح الله غولن، زعيــم المنظمة التي تسمى باســمه، وشــركائه في الجريمة، ولا يخفى على أحد أن هناك من يحاول التســتر على هذه الحقيقة في الخارج، لكننا سنواصل الدفاع عن الحقيقة ضد هذه الأوساط». ولفت إلى أن الاتحاد الأوروبي لم يســتطع أن يقدر بشــكل كاف وجهة نظر الشعب التركي بشأن المحاولة الانقلابيـ­ـة والصدمة التي عاشــها وتوحده ضد منظمة غولن.

وأضاف: «في تلك الليلــة، تم قصف مبنى البرلمــان الذي يعتبــر رمــزاً لديمقراطيت­نا، واستشــهد الكثيــر من الناس في الشــوارع لمعارضتهــ­م الانقلاب، كما كانت هناك محاولة لاغتيال الرئيس اردوغان .»

وتابع: «بالطبع، عدم إبــداء الكيان الذي يدعــي الدفــاع عــن الديمقراطي­ــة وحقوق الإنســان لأي ردة فعــل إزاء مــا يحدث في تركيا، أمر ذو مغزى». وأكد ألطون أن الاتحاد الأوروبــي ما يزال لا يبــدي أي ردة فعل إزاء

محاولة الانقــاب في تركيا قبل 5 ســنوات. وأضاف أن منح اللجــوء للانقلابيي­ن الفارين إلى اليونان عبر مروحية عسكرية يلخص هذا الوضــع. وزاد أن مواصلة مســؤولي المنظمة المرتبطين مباشــرة بالانقلاب أنشــطتهم بكل حرية في أوروبا أمر يبعث على القلق.

وقال إن عــدم اتخاذ أي خطــوات لتقديم هــؤلاء الأشــخاص إلــى العدالــة أو وقف أنشــطتهم، تعــزز التصور في نظر الشــعب التركي بــأن الاتحاد الأوروبــي يتعاطف مع الانقلابيي­ن أو يتعاون معهم. وأعرب عن تطلع بلاده لأن تتفهم أوروبا خطورة ما حدث في 15 يوليو والنأي بنفســها عن المتهمين بالتورط. وحول كيفية تغلغل أعضاء منظمة «غولن» في مؤسســات الدولة، أوضح ألطون أن المنظمة بدأت تغلغلها في مؤسسات استراتيجية مثل الجيــش وجهــازي الأمن والقضــاء، قبل أن تتغلغل في جميع المؤسسات الحكومية. وزاد أن المنظمة قامت بتمويل أنشطتها عبر شركات أسستها عن طريق «اقتطاع» رواتب أعضائها المتغلغلين فــي القطاع العــام. وأضاف: «من خلال فتح مؤسســات تعليمية، قامت المنظمة بتجنيد الطلبة، وقام أعضاء المنظمة بتسويق أنفســهم للجمهــور كمتطوعين فــي التعليم، ومجموعة دينية معتدلة .»

Newspapers in Arabic

Newspapers from United Kingdom