أظن الوقت فتاة

الوقت يذهبُ من يدي كالرماد والوقت عندي هواء تارةً يغازلني كالرياح وتارةً يلفني في عاصفتهِ الحلزونية عندما كنتُ أتسلى في طفولتي حسبت الساعة حبلا أقبضُ الوقت الذي لم يكن عندي فظننتُ الغيوم ضحايا معلقةً في الفضاء

٭ ٭٭

أفكر مليا كيف أطفئ الشمس بنفخةٍ صغيرة كيما تحرقُ الطائرة الورقية فكرت أيضا أن اربــط النجــوم بخصــات أختي الذهبية وأرفع إصبعي في لحظة السكون وأهتف لأخوتي: انظروا قد لمستُ السماء

٭٭٭ الوقت عندي يركضُ يسافر بأجنحةٍ من ضباب والأيام تمضي في الحقيبةِ كالسلحفاة والوقتُ عندي سباق به يشتعل العمر ويطيح الشباب الليل يحدثني عن غريق والباب لا تدفعه الرياح

٭٭٭ لقد هاج المصاب المصفى يتغذى من نحيب الأمس وينمو في قرارٍ لا يصل لتمدد الموج في السهاد وجاء الخريف ينثر نهايات الصبية في الطريق يعتدي على وردٍ في مضامة الســنين الراحلات والوردُ مرٌ رحيـقهُ ليس في صيحات الثعالب عودة الزهرِ الوحيد

٭٭٭ لو جاء الغراب في الصباح فالبستان عليل وإن كان الحمام سراب من بعيد فالبستان يبقى يولول في الهجيــر لكنه الوقتُ أعمى يتعثر في ردائه يلملمُ سقوطه ويودعه للرمال الدافئة يجيء ترتيلا ينفخ برئة النهر امرأةً من دخان

٭٭٭ هل حسبت الوقت يمضي كلا ليس في ثلاجة الموتى وقت السحاب وليس الطير الذبيح نبوءة الصباح الشريد وليست المحطة المتورمة موت السفر وتضليل السفر المهين في رمالِ الساعة غيمة وليس في أوقات اللقاء مطر في غصونِ الساعة الأعشاش وليس في رحاب الفجر زقزقة تفتح الجفون في توقف الساعةِ مــــوت الآن أموت في صيحة ترفعها التوابيت

٭٭٭ تارة أقول: الغابة شعلة ينفخها الزئير وتارة أنفي ما تطفئه الأسود لأجل بهجة الغزال لم أكن منجلا يذبحُ عشب الحياة تكره الدماء نعم المروج وغناؤها الصاعد فوق ظهرِ الغزال

٭٭٭ لكنه الوقتُ يمكثُ في الضباب تارةً كعظمةٍ يكون بفمِ القبيلة

٭٭٭ ما تبقى من الوقت خاصرة واحدة دهستها العربات دمعك أخضر يا ليل محفوف بالأثل هل تغيرك الألواح في سرعةٍ وارتياح خفف سعيرك يا ليل لن تطيح من مقصلةٍ لأنك دكة المذابح جاء درسك الأول في غروبٍ عنيف في ذبولٍ مباح في سـاعتـك المـتـوقـفة بـقلبِ الماء اطرق بابي الخشبية أنتِ يا ريح لأنكِ أنثى في الخفاء وعصفا لسكون الشجر نعم ودلليها السنادين الباسمة عند نافذة الصباح